(أحببتك منذ وقعت عيني عليك للمرة الأولي.. حقا لا أذكر كم كان عمري وقتئذ.. كل ما أذكره هو هذا الشعور الجارف والنشوة السعيدة التي شعرتها وقتذاك وأشعرها متجددة كلما رأيتك.. عندما تلامست أصابعنا أسلمتها لك فاسلمتها لي ذابت معا والتحمت.. تفاهمنا فورا.. بصحبتك تمضي ساعاتي كالثواني.. تمضي وأنا أحلّق.. تأخذني لعالمك الكامل الرائع.. تحتضنني وتحتويني تماما.. يقولون انني لست بأفضل صديقاتك.. حسنا ربما معهم الحق، كل الحق.. ولكنني من تفهمك حقا.. تحبك حقا.. أحبك حقا يا أغلي عطايا الله لي.. يا صديقي الأبيض في أسود..) هكذا كتبت العادلة الصغيرة بصفحة ال (Notes) علي الفيس بوك.. وهي تحب استخدام اسم العادلة الصغيرة لأنه معني اسمها الجميل.. ولأنها فتاة تتمتع بالذكاء والألمعية وأنا أعرفها جيدا، تعجبت من الغزل الصريح الذي نشرته علي الفيس بوك وجعلت قراءته متاحة للجميع.. من هو ياتري صاحب الانتصارات الدامية في معارك الحب القاسية والذي تقول فيه العادلة الصغيرة كل هذه الكلمات؟ وتبذل له علانية كل هذه المشاعر الجارفة؟ تعرفه منذ زمن طويل؟ إلا أنها تعرفه منذ أن كانت طفلة؟ كيف؟ أم أنها تشعر أن الزمن قد تلاشي في صحبته؟ لماذا تسلم أصابعها لأصابعه؟ وكيف يتحدان؟ وتمر ساعاتها كثوان في صحبته؟ ما كل هذا الحب؟ وما العالم الكامل الرائع الذي تصفه تلك الفتاة؟ أي عالم هذا؟ ثم كيف تنطق كلمة (تحتضنني) هذه؟ لا والأكثر من ذلك أنها تعرف أنه لا يعتبرها أفضل صديقاته، وأن له صديقات غيرها، وأفضل منها في نظره، بل وتشحذ محبته قائلة أنها تفهمه جيدا.. ثم تقول في النهاية أنه أبيض وأسود أي أنها تراه علي حقيقته التي تشمل الأسود من الأفعال أيضا. رفعت سماعة التليفون والدم يغلي في رأسي، وسألتها بقسوة عمن يكون؟ فأجابت بهدوء بصوتها الجميل - فهي عازفة ماهرة ولها صوت رائع - وقالت: أنا وضعت صورته مع النوت.. ألم تلاحظيها؟ نظرت في شاشة الكمبيوتر فوجدت صورة بيانو بأصابعه البيضاء والسوداء.. لكن هذه صورة بيانو.. نعم هذا هو حبيبي.. أعدت قراءة النوت من جديد وأنا في قمة النشوة ولم أصدق أن حب الموسيقي والبيانو بالذات يفجر مثل هذه الكلمات التي تذوب عشقا.. نعم تعرفه منذ أن وعت الدنيا، وتذوب أصابعها مع أصابعه، وتمر الساعات في صحبته كثوان.. نعم عالم الموسيقي يتحقق فيه الكمال، ويحتضن الساكن فيه فيشبع كل مايشتهيه.. وللبيانو أصدقاء من المشاهير يعتبرهم الناس أفضل من العادلة الصغيرة وإن كانت هي تفهمه فعلا وتحبه.. وللبيانو أصابع بيضاء وسوداء لأنه كالحياة لا تكتمل مقطوعاتها إلا بالأسود والأبيض.. صديقتي العادلة الصغيرة.. أنت فنانة بكل المقاييس وفي مجالات متعددة تتعدي الموسيقي وتجري نحو الأدب.. أهنئك بصديقك البيانو وأدعوك لصداقة القلم.