كيف نتعامل مع الأزمة؟.. هذا هو السؤال الذي وزعته قيادات المحظورة علي كوادر من المحافظات بعد الضربة الأمنية الأخيرة.. وسألتهم في "إمكانية المشاركة في انتخابات مجلس الشوري المقبلة في ظل الملاحقات المتكررة"، ما يوحي لهم بإجابة محددة وهي عدم المشاركة، وبذلك يكون الأمر نابعا من القواعد نفسها، منعا لاي اعتراض داخلي علي الاتجاه العام الذي يسيطر علي القيادة بالانسحاب تدريجيا من المشاركة السياسية. وكشفت مصادر قريبة من المحظورة ان قيادات التيار القطبي، لا يعولون كثيرا علي انتخابات الشوري، لأنها لا تحقق أهدافهم،علاوة علي ما تتطلبه من دعم مالي كبير للمرشحين، مؤكدة أنهم يعتزمون عدم المشاركة فيها، أو علي الأكثر تقديم 10 إلي 20 مرشحا من عناصر الجماعة التي لا تحظي بمكانة شعبية ولا تنظيمية كبيرة، ثم تنسحب بعد تقديمهم للإعلام بدعوي التزوير أو ما شابه، علي غرار ما جري في انتخابات المحليات الماضية. المصادر نفسها كشفت عدم صحة الاستبيان الذي نشرته إحدي الصحف الخاصة مؤخرا وقالت انه لا يعدو مطروحا عبر الإنترنت بالمخالفة لأسلوب الجماعة في التحرك، وقالت ان هدف نشر هذا الموضوع إضفاء صبغة الديمقراطية علي تحركات التنظيم المحظور. الأيام القليلة الماضية شهدت بحسب المصادر عدة تغيرات طرأت علي الساحة الإخوانية، أثرت علي خطة تحركها في المستقبل القريب وربما البعيد، بدخول أطراف فاعلة في المعادلة، وخروج أطراف أخري كانت مؤثرة بدرجات متفاوتة في فترات سابقة، أول هذه التطورات تمثل في الملاحقة الأمنية التي طالت محمود عزت نائب المرشد ومحرك خيوط التنظيم وثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد، إضافة إلي عدد من قيادات الجماعة بالمحافظات. الأمر الثاني هو سفر الشيخ صبري عرفة الكومي عضو مكتب الإرشاد وأمين التنظيم الدولي السابق فور خروجه من عضوية مكتب الإرشاد للخارج، الأمر الذي فسره احد القيادات الوسيطة بالجماعة علي انه تكليف بدور معين سافر لتنفيذه، بناء علي طلب مجموعة التنظيم السري. القيادي المخلوع من عضوية مكتب الإرشاد عبد المنعم ابو الفتوح راح يناور بمسألة مكررة وهي دعوة الجماعة لترك الانتخابات التشريعية لمدة عشرين عاما، وهو الأمر الذي سبقه اليه اكثر من واحد من الذين لفظهم التنظيم الخاص في الجماعة مثل احمد رائف المعروف بمؤرخ الجماعة وعبد الستار المليجي، واللافت ان ابو الفتوح نفسه كان قد اكد في اكثر من مناسبة علي اهمية المشاركة في العمل السياسي علي اعتبار انها جزء اصيل في فكر الجماعة، حتي انه راح في انتخابات المحليات الماضية يقول رغم انها لا تمثل ركنا من السلطة التشريعية في الدولة الا اننا رأينا ان المشاركة فيها واجبة. الطرف الجديد الذي دخل في المعادلة الإخوانية، هو جيش المنشقين عن الجماعة والذين اجتمع عدد منهم مع القيادي الاخواني السابق احمد رائف في منزله قبل يومين عقب عقد قران نجله لبحث كيفية التحرك بالتوازي مع الجماعة بهدف الرد عليها وكشفها امام الراي العام، من خلال البيانات. المجتمعون وفي مقدمتهم خالد الزعفراني القيادي السابق باخوان الاسكندرية وكل من ياسر سعد ومحمد سليم ومحمود خلاف وزكريا عبد الحميد اتفقوا بحسب خالد الزعفراني علي التركيز علي التناقضات التي تقع فيها الجماعة في تحركاتها سياسيا ودينيا.