توصلت دراسة حديثة أعدها الباحث ممدوح رمضان يوسف معيد بقسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم إلي مجموعة من الأدلة تثبت عدم نسب الأسرة الصفوية إلي آل البيت ، وأن هذه الصلة ادعاها بعض أفراد هذه الأسرة لتحقيق أهداف سياسية وأن الرأي الراجح هو أنها مجرد أسرة تركية فقط وقد تناول الباحث في دراسته للماجيستير التي أعدها بعنوان " الحياة السياسية والمذهبية للدولة الصفوية في عهد الشاه إسماعيل الصفوي 906- 930 ه / 1500- 1524 " الجانب التاريخي للمذهب الاثني عشري مذهب هذه الدولة الذي فرضته علي الايرانيين لتوضيح الاسباب التي اسهمت في تحول الايرانيين إلي هذا المذهب وتركهم المذهب السني وأكد الباحث بأكثر من دليل بتركية الصفويين حيث كانت اللهجة المستخدمة لشيوخ الصفويين الأوائل هي اللهجة الاذربايجانية وهي إحدي لهجات اللغة التركية ، وانتشار استخدام اللغة التركية في إيران في عهد الشاه إسماعيل يؤكد ذلك حيث كانت مستخدمة في البلاط وبين الجنود. وأشار الباحث إلي ان كثيراً من المصادر التاريخية التي تؤكد علي سنية إيران حتي القرن العاشر الهجري حيث كان صفي الدين وأبناؤه حتي الشيخ ابراهيم علي المذهب السني. كما أشارت الدراسة إلي عدة آثار نتجت عن تحول ايران من المذهب السني إلي المذهب الشيعي بحيث شملت جميع النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية وحتي المذهب الشيعي نفسه طالته بعض هذه الآثار ، حيث أصبحت طبقة رجال الدين أكثر طبقات ايران تميزا وذلك لدورها في نشر المذهب الشيعي بين الايرانيين واعطائهم خمس الارباح لهم وقد أدي ذلك إلي كثرة المتاجرين بالدين مما ساعد علي ترويج البدع والخرافات ، واحاطة مزارات الأئمة بمظاهر التقديس لتحريك قلوب الإيرانيين وتفاعلهم بهذه الأمور لاعتناق المذهب الشيعي بالاضافة إلي استخدام القوة لإجبارهم علي ترك المذهب السني وأوضح الباحث أنه علي الرغم من ان الاثر الايجابي الوحيد في تحول ايران للمذهب الشيعي هو اختلاط الهوية المذهبية بالهوية الوطنية في إيران، فأنبتت هوية جديدة لا يمكن الفصل فيها بين التشيع كهوية مذهبية وإيران كهوية وطنية أدي إلي تماسك بنية المجتمع الإيراني وحفظ هويته ، الا انه ادي إلي انعزال إيران عن جسد الأمة الإسلامية الكبير وأصبح هناك جدار أسود من الحقد والتكفير بين الشعب الإيراني المسلم وسائر شعوب الأمة الإسلامية .