دخلت الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة فى غزة يومها ال38، أمس الإثنين، فيما لا تظهر أى بادرة أمل فى وقف وشيك للنار، بينما تزداد معاناة سكان القطاع، ما بين وفاة وإصابة ونزوح ونقص لكل مقومات الحياة، فيما تتواصل عمليات القصف فى محيط مستشفيات غزة ما ينذر بكارثة إنسانية. وقال الهلال الأحمر الفلسطينى إن دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفى «القدس» فى مدينة غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة فى غزة ارتفاع حصيلة الوفيات منذ السبت إلى 34 فى مستشفى الشفاء فى قطاع غزة التى تعانى نقصا فى كميات الوقود. وتوقفت الاتصالات الأرضية وخدمات الإنترنت فى قطاع غزة، فيما دوت صفارات إنذار فى الجليل الغربى شمال إسرائيل، إذ أفاد إعلام إسرائيلى بسقوط صاروخين فى منطقة مفتوحة بالجليل الغربى ولا إصابات. يأتى ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة فى غزة وفاة 6 رضع و9 مرضى بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة. وقبلها، سمع دوى انفجارات واشتباكات فى مناطق شمال غزة، فيما دارت اشتباكات عنيفة فى عدة أحياء منها حى النصر بمدينة غزة. ولليوم الرابع على التوالى يحاصر الجيش الإسرائيلى مستشفى «الشفاء» غرب مدينة غزة حصارا مطبقا وسط كثافة نارية عنيفة من الطائرات الحربية والدبابات والطائرات المسيرة الإسرائيلية بمختلف الأنواع. وتجددت الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب القطاع مع استمرار تحليق الطائرات الحربية. وتواصل القصف والمعارك، فى محيط مستشفيات غزة بين حماس والجيش الإسرائيلى الذى يحاول التوغل فى أحياء شمال القطاع، ما يهدّد حياة آلاف العالقين فى مرافق صحية واضطر مستشفيات أخرى لإجلاء المرضى الذين صاروا «فى الشوارع بلا رعاية طبية»، حسب مسؤول محلى. وتتعرّض مناطق أخرى فى قطاع غزة لقصف إسرائيلى، بعضها فى الجنوب حيث وصل عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الأيام الماضية. واتهم الجيش الإسرائيلى حماس بمنع مستشفى الشفاء من تسلم 300 لتر من الوقود. وندد مديره محمد أبو سلمية ب«أكاذيب»، مؤكدا أن هذه الكمية لا تكفى على أى حال «لتشغيل المولدات أكثر من ربع ساعة». وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن المستشفيات فى مدينة غزة يمكن أن تصبح «مشرحة». من جهتها، أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «نداءً عاجلا لحماية المدنيين فى غزة». وفى الجنوب الذى نزح إليه عشرات آلاف الفلسطينيين بعد إنذارات من الجيش الإسرائيلي، أصبح الوضع كارثيا. وتجلس مئات العائلات على جانبى الطريق ويبدو على أفرادها التعب، ويتصبّب العرق من البعض، وينام أطفال على الأرض بينما يتكئ آخرون على أمهاتهم. واتهمت حركة حماس، أمس، جوزيب بوريل الممثل السامى للاتحاد للشئون الخارجية والسياسة الأمنية فى الاتحاد الأوروبى بتوفير غطاء أوروبى ل «عدوان» إسرائيل على غزة. وقالت الحركة، فى بيان لها، إن «اتهامات جوزيب بوريل للحركة باستخدام المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية قلب للحقائق وغطاءٌ أوروبى للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأطفال والمدنيين العزل». وأضافت: »نرفض ونستنكر بشدة محاولة مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، قلب الحقائق بخضوعه لرواية الاحتلال الكاذبة التى تدعى استخدام حركة حماس المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية ونعدها غطاء للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأطفال والمدنيين العزل». من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية، أمس، رفض إنشاء مخيمات مؤقتة للنازحين فى قطاع غزة كما يطلب الجيش الإسرائيلى من المنظمات الدولية. وقال اشتية، للصحفيين فى بداية الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء فى مدينة رام الله: »نريد عودة أهلنا إلى بيوتهم التى شردوا منها، فى تاريخ فلسطين لا شيء اسمه مؤقت، فالتجربة علمتنا أن المؤقت دائم». وطالب الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى بإنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل فى تجارب مختلفة فى العالم، وبفتح ممرات إغاثة لغزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط. فى سياق آخر، وصلت أمس 36 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطينى من معبر رفح. وأشارت قناة «القاهرة» الإخبارية عبر حسابها بموقع «فيس بوك» أمس، إلى وصول 3 حالات من المصابين الفلسطينيين إلى معبر رفح. وفى سياق متصل، وصلت سفينة مساعدات تركية تحوى 8 مستشفيات ميدانية متكاملة مجهزة بغرف العمليات ووحدات العناية المركزة إلى ميناء العريش، بجانب 20 سيارة إسعاف مجهزة و15 مولد طاقة وكميات من الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بتشغيل المستشفيات الميدانية. من جانبه، دعا المفوض الأوروبى لإدارة الأزمات، يانيز ليناركيتش، أمس، إلى هدنات «ذات مغزى» فى غزة وإيصال الوقود بشكل عاجل إلى القطاع، لضمان المحافظة على عمل المستشفيات. وقال ليناركيتش خلال اجتماع لوزراء خارجية التكتل فى بروكسل: «هناك حاجة ملحة لتحديد الهدنات الإنسانية واحترامها»، وأضاف «يتعيّن إدخال الوقود. كما ترون فإن أكثر من نصف المستشفيات فى قطاع غزة توقف عن العمل، لأسباب أهمها نفص الوقود وهناك حاجة ملحة للوقود». وشدد مسئول الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، على أن «غزة تحتاج إلى مزيد من المساعدات أيًا كانت وجهة النظر»، وقال: »المياه والوقود والغذاء. هذه المساعدات متوفرة وهى عند الحدود بانتظار إدخالها». وكشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى لويس ميجيل بوينو، فى حديث خاص لموقع «سكاى نيوز عربية»، عن رؤية التكتل لمستقبل قطاع غزة فى مرحلة ما بعد الحرب الراهنة بين إسرائيل وحماس.