يضم مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية تغير المناخ COP27 المنعقد فى مدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل، منطقتين الأولى زرقاء وتضم المشاورات الرسمية بحضور رؤساء الدول والشخصيات الرسمية، أما المنطقة الخضراء فهى منطقة تحت إدارة الدولة المضيفة وهى مصر التى تستضيفه ممثلة لقارة إفريقيا، والمنطقة الخضراء مخصصة للقطاع الخاص والمجتمع المدني، «روزاليوسف» استعرضت ثلاثًا من المبادرات البيئية المهمة التى سوف تشارك فى المؤتمر، وتتنوع أهدافها ما بين الدعوة للتخلص الآمن من بقايا زيت الطعام، وتقليل استخدام البلاستيك أحادى الاستخدام وتنظيف الشواطئ البحرية ونهر النيل مما يسببه فى التلوث، كما نعرض أبرز الأهداف التى تنوى المبادرات عرضها خلال مشاركتها. تنظيف الشواطئ من البلاستيك
منار رمضان واحدة من مؤسسى «بانلاستيك» وهى شركة بيئية تهدف إلى التوعية بتقليل استخدام البلاستيك أحادى الاستخدام، علاوة على تنظيم حملات بمشاركة متطوعين لتنظيف الشواطئ، وقالت ل«روزاليوسف» إنها بعد حصولها على درجة الماجستير عام 2017 من إحدى الجامعات الهندية وكان موضوعها عن الاستدامة، عادت إلى مصر وقررت تطبيق ما تعلمته. أضافت منار رمضان: «بعد عودتى من الهند تساءلت هل جهود التوعية بتقليل وترشيد استهلاك البلاستيك فى مصر مقارنة بالهند وهى دولة نامية أيضًا، ونسب التعليم فيها ليست كبيرة، لكنهم تمكنوا من السيطرة على معدلات استخدام البلاستيك، وعندما عدت إلى مصر لم أجد مبادرات تركز على موضوع تقليل معدلات استخدام البلاستيك لاسيما وأن دول آسيوية منها الهند وبنجلاديش وسريلانكا حققت خطوات أكثر من بعض الدول الأوروبية فى حجب البلاستيك، لذلك قررت إطلاق بانلستيك وبدأت البحث عن شركاء للعمل». إنضم للعمل مع منار صديقها أحمد ياسين وهو ثانى مؤسس لبانلستيك، وهو مهتم بالنشاط البيئي، وإنضم إليهم بعدها عبدالقادر الخليجى وهو المؤسس الثالث، وتشاركوا العمل على التوعية بترشيد استهلاك البلاستيك، وهدفهم أن تكون «بانلاستيك» أداة للتعديل التشريعي، وتقدم أيضًا منتجات بديلة للبلاستيك. وهكذا بدأ العمل والهدف الأساسى حجب البلاستيك أحادى الاستخدام عن طريق تقديم ورش عمل عن التلوث البلاستيكى وتنمية الوعي، إضافة إلى تنظيم حملات تنظيف شواطئ البحر المتوسط، وتنظيم مؤتمرات وفعاليات بيئية، علاوة على التواصل مع صناع القرار لتدعيم أهدافنا عبر صياغة قوانين تحد من استخدام البلاستيك. أشارت منار رمضان إلى تنفيذ أنشطة تنظيف الشواطئ مع فريق من المتطوعين، وذلك بمشاركة رعاة منهم بنوك وشركات فى مجالات متنوعة، وبالتعاون مع وزارة البيئة، والملفت أن نشاط جمع البلاستيك من الشواطئ يكون بمشاركة المصيفين؛ لأن الهدف هو التوعية وتغيير السلوك وليس مجرد نشاط لمدة يوم. ولفتت إلى أن حوض البحر المتوسط مغلق وبه كثير من مخلفات المراكب وللأسف تصل مخلفاتها إلى الشواطئ المصرية، وتشارك منار رمضان من خلال «بانلاستيك» فى مؤتمر المناخ المقبل COP27 لعرض تجربتها.
حماية منبع الحياة
بدأ نشاط (فرى نايل) Verynile فى عام 2018 عبر تنظيم مبادرة هدفها تنظيف النيل ونشر الوعى البيئي، ومن المؤسسين مصطفى حبيب وسالم مسلحى بالمساعدة من مؤسسة جرينش، ولكل من المؤسسين قصة شخصية مع نهر النيل؛ كونت بداخلهم حافزًا قويًا لإطلاق المبادرة، لا سيما وأنه لا يمكن مقارنة نظافة النيل فى القاهرة بمستوى نظافته فى أسوان. ويرجع اهتمام المبادرة بنهر النيل بالتحديد لأنه منبع الحياة؛ ليس فقط للإنسان ولكن لكائنات أخرى منها الأسماك والطيور، والتنوع البيئى بشكل عام، ويوجد عدة مشاريع تعمل تحت نطاق المبادرة تربط بين أهداف التتنمية الاجتماعية والبيئية عبر صياغة حلول مبتكرة، فيما يتعلق بالمخلفات المائية غير العضوية والمجتمعات النيلية لكى تكون مجتمعات صديقة للبيئة ومستدامة اقتصاديًا، ومنها أيضًا مشروع الصيادين والذى يعمل على خلق فرص عمل للصيادين عبر استخدام المخلفات المائية؛ حيث يقوم الصيادين بصيد المخلفات البلاستيكية بكل أنواعها من النيل، وبيعها الصيادين بالكيلو للمبادرة، ليتم فيما بعد إعادة تدويرها حسب نوعها وذلك لتحقيق هدف الاستدامة الاقتصادية للمشروع. ويوجد أيضًا مشروع ورشة الإبتكار للسيدات وهو من ضمن أنشطة إعادة التدوير، ويهدف لخلق فرص عمل للسيدات المقيمين فى الجزر النيلية وفى المناطق المحيطة بالنيل، ومن خلال إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام التى يتبرع بها الأفراد والمؤسسات تقوم السيدات بتحويلها إلى منتجات عدة منها الشنط بكل أنواعها. تتم أنشطة تنظيف نهر النيل بالتعاون مع المؤسسات المختلفة والشركات لمشاركة المتطوعين والموظفين علاوة على نشر الوعى من خلال المشاركة فى أنشطة محتلفة منها إعادة التدوير، كما تم تنظيم ورش تدريبية حول تقليل استهلاك البلاستيك أحادى الاستخدام، ونشاط إصلاح ودهان مراكب الصيادين. تشارك فيرى نايل فى مؤتمر المناخ المقبل COP27 بعرض تجربتها والتى تشمل عدة إنجازات منها إزالة الصيادين ل110 أطنان من البلاستيك من نهر النيل حتى الآن، وإزالة 40 طنًا من المخلفات الصلبة من النيل خلال أنشطة التنظيف التطوعية، وإزالة 5 أطنان من المخلفات من النيل فى الشهر وتهدف المبادرة للوصول إلى رفع 70 طنًا شهريًا. تتعاون المبادرة مع وزارة البيئة عبر بروتوكول مع وزارة البيئة، وتعمل فيرى نايل حاليًا بالتعاون مع مبادرات بيئية أخرى منها مبادرة جرينيش لتقديم مقترحات مشتركة تهدف إلى ازدهار نظام بيئى أخضر فى مصر، لتكون بمثابة رسالة مفتوحة إلى الرئاسة المصرية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى المختلفة، والهدف هوتحديد معايير ليتم تطبيقها فى عامى 2022 و2023، وهو دليل على الطموح الوطنى للاستجابة بفعالية وبتدابير ملموسة لتحديات محددة يجب معالجتها بطريقة منهجية.
التخلص الآمن من زيت الطعام
سنويا يقدم آلاف الخريجين مشروعاتهم البحثية والعلمية والتى تعتبر نموذجًا لما سوف يقدمونه فى حياتهم العملية، كثيرًا من هذه المشروعات ينتهى بنهاية تقييمه والتخرج، إلا أن فريق عمل «جرين بان» من خريجى كلية الهندسة فى جامعة القاهرة، استطاعوا تحويل مشروعهم إلى شركة احترافية تجمع زيوت الطعام المستخدمة وتحولها إلى وقود حيوى نظيف غير ملوث للبيئة مقارنة بالوقود الإحفوري. وفكرة المشروع تتمثل فى تجميع زيت الطعام المستخدم سواء من المنازل أو المطاعم أو الفنادق، ومعالجته واستخدامه لتصنيع وقود حيوى بديلًا للسولار ويستخدم فى تشغيل المصانع، كما يستخدم أيضا فى صناعة الجلسرين، وما يميز الفكرة هو أن التخلص من هذا الزيت عبر رميه فى الأحواض يسد الصرف الصحى ويصبح التخلص منه صعبًا. أصحاب مشروع التخرج خاضوا عدة مسابقات بعد التخرج عام 2011 لنشر الفكرة ومحاولة إثبات صحتها، وكانوا يقومون بجمع الزيوت من المنازل، إلا أن الأمر لم يكن سهلًا، واجه المشروع صعوبة متمثلة فى عدم جودة الزيوت إما لعدم جودة ونقاء الزيت نفسه مثل خلطه بالماء أو تكرار استخدامه بكثرة؛ ما يترتب عليه زيادة الوقت الذى تستغرقه معالجته. بمرور الوقت نجح أصحاب المشروع فى إطلاق شركتهم الخاصة عام 2011، وتم استخراج تصاريح من وزارتى الصحة والبيئة، وكأى فكرة واجهت صعوبات عدة ولم يكن الطريق ممهدًا تمامًا، انطلقت حملة عام 2014 عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتفاعل معها الناس إلا أن النشاط توقف لمدة 9 شهور وعاد مع نهاية عام 2015 وبدأت الفكرة فى الانتشار. صفحة موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك كان الاعتماد عليها بالأساس لنشر الفكرة عبر التفاعل مع الأسئلة وشرح الفكرة مع الاستجابة لأى ملاحظات من أجل تحسين الأداء.