حوار الحسين عبد الفتاح محمود محرم قال المهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى، إن ثورة 30 يونيو كانت رغبة شعبية جارفة للتخلص من الفاشية الدينية وحكمها، وأعادت لمصر دورها القارى والإقليمى، مؤكدًا أن الحفاظ على جبهة 30 يونيو هو السبيل الوحيد لعدم العودة إلى الخلف، خاصة أنه مازال أمامنا مشوار طويل لأن التغيير لا يأتى مرة واحدة واستكمال البنية التحتية السياسية تصب كلها نحو رؤية مصر 2030. وكشف عمر فى حواره ل"روزاليوسف"، أن حزب الشعب الجمهورى الوحيد الذى تقدم بمقترح لدعم الدولة للأحزاب بالرغم من أنه لا يعانى مطلقًا من أى مشاكل، لكى نصل إلى الهدف الأسمى وهو عودة اللحمة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية وإلى نص الحوار: يتزامن الاحتفال بذكرى 30 يونيو مع الحوار الوطنى.. فى تقديرك كيف نعيد اللحمة الوطنية مرة أخرى من خلال الحوار الوطنى؟ بالفعل كانت هناك لحمة وطنية كبيرة جدًا فى 2013، ولا سبيل لذلك حاليًا إلا بالحوار، ومازالت هذه اللحمة موجودة، لكن ليست بحجم عام 2013 نتيجة الضغوط الاقتصادية والتحديات الأمنية، التى استوجبت على الدولة بعض الإجراءات الاحترازية لحماية أمنها القومى، واليوم بعد القضاء على الإرهاب انتهت الأولويات التى دفعت الدولة لمزيد من الإجراءات الاحترازية، حفاظًا على الأمن القومى، وعلى وجودها واستمرارها، ونستطيع أن نفتح المجال العام، لكن فى ظل الاستقطاب الشديد والإرهاب ومحاولات هدم مؤسسات الدولة والتحديات الداخلية والخارجية - ولسنا من مروجى نظرية المؤامرات- بالفعل كانت هناك تحديات عنفية جدًا لا تنتهى، لكن ما هى نوعيتها، نجد أن هناك تحديًا اقتصاديًا سنواجهه، لكن التحدى الأمنى الذى يهدد الوجودية من الأساس دفع الدولة لمزيد من الإجراءات الاحترازية والطبيعى فيها أن يحدث بعض الأخطاء، لكن لا يجب التفريط فى الأمن القومى، واليوم الأمور تغيرت ونقول للقوى السياسية انتهت الفترة الصعبة والتحديات الوجودية، ونستطيع فتح المجال بشكل آمن ومساحات آمنة، ونضع أيدينا مع بعضنا لاستعادة اللحمة الوطنية، ولأن هناك تحديات من نوع آخر وهى تحديات جيوسياسية مثل ما يحدث فى روسيا وأوكرانيا، والعالم يدفع الثمن ومصر من بين هذه الدول، وأحد أهم أهداف الحوار الوطنى هو استعادة اللحمة وصلابة الجبهة الداخلية للحفاظ على مستقبل مصر ومستقبل الأجيال القادمة، ولابد أن يكون هناك مناعة ضد هذا الاستقطاب والمناعة هى صلابة الجبهة الداخلية. وكيف نستغل ذكرى 30 يونيو فى تقوية الجبهة الداخلية؟ فى 30 يونيو تناست الأحزاب السياسية كل الخلافات، واتفقت على مبدأ واحد فقط وهو مصلحة الوطن العليا، ولدينا جيل تشكل وعيه فى مرحلة شديدة الصعوبة على تقلبات سياسية عنيفة جدًا فى 2011، ثم انفلات أمنى وفترة انتقالية، ثم حكم فصيل فاشل وثورة أخرى فى 2013، ومع نجاحها بدأنا نواجه إرهابًا، ثم تعرضوا للاستقطاب وجاءت كورونا واليوم هناك تحديات اقتصادية ومواجهة الغلاء والتضخم واضطراب سلاسل الإمداد، أليس هذا الجيل من السهل استقطابه والتأثير عليه؟ نعم يسهل لأنه بهذا الارتباك الذى شهده نتيجة هذه التراكمات يمثل أرضية خصبة لمن يريد أن يزيد من ارتباكه واختراقه من خلال الاستقطابات، نحن دولة فتية 60% منها شباب، لذلك يحاولون أن يزرعوا داخلنا قنبلة موقوتة وإن لم نتصدى لها سيكون المفجر فى أيديهم إذا فشلنا، ويجب أن نستغل الحوار الوطنى لبناء جبهة داخلية صلبة قوية قادرة على مواجهة كل هذه التحديات من خلال تنحية كل الخلافات جانبًا. وكيف نتصدى لتلك المخططات؟ نتصدى بالاتفاق، بأن نبتعد عن اختلافاتنا وخلافاتنا الأيديولوجية ،لأنه ليس هناك أحد مختلف بالمطلق، وأنا أتحدث عن جبهة 30 يونيو، نعم بيننا اختلافات أيديولوجية، وهذا الطبيعى فى كل العالم بأن يكون كل القوى السياسية مختلفة، لكن لدينا مساحات من الأرضية المشتركة، وهناك حد أدنى من المساحات المشتركة والقواسم بيننا نستطيع أن نبنى عليها وننطلق منها، وطلبت فى الحوار الوطني أن يكون هناك آلية دورية بحيث لا يكون مرة واحدة، لكن كل عام ونرى المستجدات ونبنى على القواسم المشتركة ونجرب وننطلق منها، وعندما يرى هذا الجيل اتفاقنا على أولوياتنا سيطمئن وتمنحه الثقة كأننا نعالجه من آثار الظلم الذى تعرض له عند تشكيل وعيه وهذا هو السبيل الوحيد . كيف رسخت ثورة 30 يونيو صورة مصر داخليًا وخارجيًا؟ 30 يونيو كانت ثورة حقيقية عبر عنها الشعب بخروجه بأرقام غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة وتاريخ العالم ولم يحدث أن خرج الشعب بهذا العدد فى أى ثورة سابقة أو أى حراك سياسى فى تاريخ المنطقة بل أكاد أجزم أن هذه الأعداد لم تخرج بها دولة فى العالم، وكانت رغبة شعبية جارفة للتخلص من الفاشية الدينية وحكمها، ومصر كانت فى منزلق رهيب وكانت صورتها عالميًا بأنها من الدول المهددة بأن تكون دولة فاشية تمامًا وفقدت مصر تأثيرها الريادى فى محيطها القارى والإقليمى، وكادت تصبح دولة مقزمة، لكن 30 يونيو أعادت الحياة لمصر ودورها القارى والإقليمى وأدى لاستمرارية الدولة المصرية ووجودها وحافظنا على مؤسساتها ووجودها. ما أهم النتائج والدروس المستفادة من 30 يونيو؟ الحفاظ على جبهة 30 يونيو هو السبيل الوحيد لعدم العودة إلى الخلف لأن الشعب المصرى خرج بأرقام غير مسبوقة فى التاريخ لرفض حكم قوى إسلامية متشددة، ولا يجب أن نمنح الفرصة للقوى المتشددة والمتطرفة أن تتحد مرة أخرى حفاظًا على الوطن. كيف نحيى تحالف قوى 30 يونيو لاستكمال أهداف بناء الدولة الوطنية؟ من خلال العمل على القواسم المشتركة بيننا، والكل له الحق فى الاحتفاظ بأيديولوجيته التى كنا مختلفين فيها، وللأسف بعض الأكاديميين كانوا ينادون بالحوار الاقتصادي أولا واعتباره الأهم، وحاولوا أن يدفعوا بهذا الحوار لبرامج اقتصادية، ولكن للاتفاق على أن نتحاور اقتصاديًا على الأولويات وليس البرامج، وهنا من الممكن أن نعمل على مساحات وقواسم مشتركة بغرض تحقيق الهدف والغاية من هذا الحوار وهو أن نخرج برؤية تطمئن الأجيال القادمة وتكون مناعة ودواء فى مقابل محاولات الاستقطاب التى تفتت المجتمع وتهدد الاستقرار المجتمعى والسياسى فى الدولة المصرية باختيار الأولويات. وما تلك الأولويات؟ الأولويات غير البرامج نحن كحزب الشعب نقترح ونضع توصيات ولا يجب أن نختزل الحقيقة والصواب فيما نعرضه، وعلينا أن نستمع للجميع ونتفق على أولوية، نحن نجتهد ونرى أن مشكلتنا ليست فى ضعف تحقيق معدلات النمو لأن مصر حققت معدلات النمو وقت الجائحة أكثر من الدول الأوروبية، وهى أكثر تقدمًا وإنتاجية، إذًا المشكلة ليست فى ذلك ولكن نطمح إلى مزيد من رفع معدلات النمو لأننا نحقق قرب 4% فى حين معدل النمو المتوسط انخفض من 5.9% إلى 4.4%، وعندما نحقق ذلك فإن هذا معناه السير مع المتوسط العالمى بما فيه الدول العظمى. تقدم حزب الشعب باقتراح لدعم الأحزاب كيف تطالب بذلك بالرغم من عدم احتياجك لهذا الدعم؟ لسنا محتاجين الدعم هذه الفترة، لكن لا نعرف الوضع بعد عشر سنوات، والأهم حجم الدعم وكيف سيكون؟، والعالم كله يعمل بهذا وفق نظام وليس من العيب أن نقلدهم لدعم الأحزاب، لأن معظم الدول الديمقراطية المستقرة تعمل باَليات وشروط وضوابط وطرق إنفاذ حتى يدخل الحزب برنامج التمويل وفقا لمعايير معينة، بحيث يدخل البرنامج وإذا دخله هناك آليات لصرف الدعم له بشروط موحدة على الجميع، لأنه لا يوجد تمويل انتقائى، كما أن لها طرق إنفاذ ورقابة عليها من الأموال العامة، وأهم الشروط حتى تعامل كحزب لا بد أن يكون له القدرة على الحصول على 50 مقعدا فى الانتخابات والتواجد فى الشارع والحصول على أصوات فى الانتخابات تصل ل5 من الكتلة التصويتية، أما طرق الإنفاذ فهذا ليس فى اللائحة التنفيذية للقانون ولكن فى نص القانون، وعليه نحن نحتاج لتعديل قانون الأحزاب، أما المحور الأخير والأخطر فى الخارج فهو وضع جهات رقابية منها الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى، أما فى مصر نقترح بأن يكون الجهاز المركزى للمحاسبات، مع إخطار الهيئة الوطنية للانتخابات بأن تكون مراقبة لأنها تعلن عن الأصوات التى حصل عليها كل حزب وهذا اقتراح منا تقدمنا به فى الحوار الوطنى. فى رأيك هل استفاد المواطن المصرى من تعدد الأحزاب السياسية بعد ثورة 30 يونيو؟ ما زلنا فى المراحل الأولى ولا نستطيع أن نقول أننا حققنا حياة حزبية جيدة، الأحزاب منها المظلوم ومنها الظالم ونحن فى البداية، والبنية التشريعية للأحزاب لم تنته ولم نعمل بها جيدا، لكن مع العمل بها تستطيع أن تفرز حياة حزبية قوية ووقتها لن يكون هناك أى ميزة لأى أحد أن ينشئ حزبًا إن لم يكن له تأثير يترجم إلى أصوات كيف تضبط إيقاع العمل السياسى مع العمل الأهلى بعد 30 يونيو؟ نحن كحزب نرفض «المال السياسى» تمامًا قولًا واحدًا، ونستخدم يسر الحال من كوادرنا من رجال الأعمال فى سد الفجوة المؤقتة فى العمل الأهلى.