انطلقت أمس أعمال قمة مجموعة الدول السبع فى ألمانيا وبمشاركة 5 دول أخرى من خارج المجموعة؛ حيث تستمر فعالياتها لثلاثة أيام. واستقبل قصر إلماو فى جبال الألب البافارية الباردة زعماء الدول المشاركين فى القمة، حيث يتم بحث ملفات ساخنة أبرزها الحرب بأوكرانيا. وتتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع هذا العام، واستضاف المستشار أولاف شولتس الرئيس الأمريكى جو بايدن من أجل عقد اجتماع ثنائي، قبل وقت قصير من الانطلاق الرسمى للقمة. ويجرى التركيز خلال القمة على عدة قضايا، من بينها زيادة الضغط بشكل مشترك على روسيا، والدعم العسكرى والإنسانى لأوكرانيا، وتأثير الصراع فى دفع أسعار الطاقة والغذاء للارتفاع بشكل حاد، ومكافحة تغير المناخ. وتضم مجموعة السبع أقوى 7 دول اقتصاديًا بالعالم، وهى: ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان. ويشارك فى القمة أيضًا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين. وتم دعوة دول غير الأعضاء فى مجموعة السبع وهى الأرجنتين والهند وإندونيسيا والسنغال وجنوب إفريقيا، للمشاركة فى جلسات مختارة، فى حين يلقى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى كلمة أمام الوفود عبر رابط فيديو. وتم فرض منطقة حظر أمنى حول مقر انعقاد القمة - والذى شهد أيضًا تنظيم ألمانيا آخر قمة لمجموعة السبع تحت رئاستها فى عام 2015- لمنع دخول أى شخص لا يحمل تصريحًا. وتعقد القمة تحت حراسة مشددة، وينتشر فى محيط القصر حوالى 18 ألف عنصر أمن للحفاظ على النظام أثناء المظاهرات العديدة المزمع تنظيمها من قبل نشطاء حقوقيين وبيئيين على أنظار قادة مجموعة الدول السبع الكبرى. وحدّدت واشنطن 3 أهداف كبرى لقمّة السبع: زيادة الضغط على روسيا، وتقديم مقترحات ملموسة للاستجابة لارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائيّة، وإطلاق شراكة على صعيد البنى التحتيّة مع البلدان النامية. حظر وارادت الذهب الروسى وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن: إن الولاياتالمتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى ستفرض حظرا على واردات الذهب من روسيا، سعيا لتقويض مصدر رئيسى للعائدات من موسكو فى ظل استمرار الحرب فى أوكرانيا. وكتب بايدن على تويتر يقول: ستعلن مجموعة دول السبع معًا أنها ستقوم بحظر وارادت الذهب الروسى، وهو أحد الصادرات الرئيسية التى تعود على روسيا بعشرات المليارات من الدولارات». وقد فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات غير مسبوقة على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحرمانه من العائدات التى يحتاجها لتمويل حرب روسيا فى أوكرانيا. وصرح مسئول رفيع المستوى بالإدارة الامريكية، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، بأنه سيتم الإعلان عن الخطوة رسميا يوم الثلاثاء، وستساعد فى فرض مزيد من العزلة على روسيا عن النظام المالى الدولى. وتعد تلك الخطوة الأحدث فى سلسلة العقوبات الاقتصادية التى تم فرضها من قبل حلفاء أوكرانيا، بما فى ذلك حملة على صادرات النفط، أكبر مصدر للعائدات الخارجية لروسيا. الحفاظ على وحدة الغرب إشارة لبوتين إلى ذلك، اعتبر المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن «الحفاظ على وحدة الغرب يعد إشارة واضحة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين». تسوية النزاع ستساعد على عدم الاستقرار فى العالم على هامش القمة، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال لقائه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فى ألمانيا، أن محاولات تسوية النزاع فى أوكرانيا الآن ستساعد على عدم الاستقرار فى العالم. وجاء فى بيان صدر عن مكتب بوريس جونسون: «أشار (رئيس الوزراء) إلى أن محاولة تسوية النزاع الآن لن تؤدى إلا إلى عدم الاستقرار وستمنح (الرئيس الروسى فلاديمير) بوتين تفويضًا مطلقًا للتلاعب المستمر بكل الدول ذات السيادة والأسواق الدولية». وأشار المكتب إلى أن زعماء الدول العشر متفقون على أنه حانت الآن اللحظة الحاسمة فى مسار هذا الصراع وهناك فرصة لتغيير الوضع فى الحرب». وتابع: «اتفقا على تعزيز التعاون بين بريطانيا وفرنسا فى مختلف المجالات بما فى ذلك الدفاع والأمن». الكرملين «المسئول الوحيد» عن أزمة الغذاء وقال قبيل انطلاق قمة مجموعة السبع، استنكر رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل استغلال روسيا الغذاء كسلاح فى حربها فى أوكرانيا، وشدد على أن الكرملين «هو المسئول الوحيد عن أزمة الغذاء العالمية التى تسبب معاناة للدول الأكثر فقرًا وللأسر ذات الدخل المنخفض». وأكد أن الكرملين «يستخدم الغذاء كسلاح صامت فى الحرب، وعلينا التصدى بقوة للدعاية الروسية بشأن أسعار المواد الغذائية والأسمدة». واتهم روسيا «بمحاصرة الموانئ ومهاجمة البنية التحتية الزراعية، وتحويل حقول القمح إلى ساحات حرب». وتتسبب الحرب فى أوكرانيا، التى دخلت شهرها الخامس، فى منع خروج الحبوب من موانئ البلاد، كما تتسبب فى ارتفاع تكاليف الغذاء حول العالم. وأضاف ميشيل، أن «الوقت ينفد، والاتحاد الأوروبى يعمل على إيجاد بدائل للمنتجات الزراعية الأوكرانية». فرض مزيد من العقوبات على روسيا من جهته، قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا: إنه لا بد لدول مجموعة السبع الرد على الضربات الصاروخية التى وجهتها روسيا لبلاده أمس الأحد، بفرض مزيد من العقوبات على موسكو وتقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة لكييف. وقال كوليبا على تويتر: «كانت هذه الطفلة الأوكرانية البالغة من العمر سبعة أعوام نائمة فى سلام فى كييف إلى أن دمر صاروخ كروز روسى منزلها، كثيرون آخرون فى أنحاء أوكرانيا يتعرضون لهجمات، لا بد أن ترد قمة مجموعة السبع بفرض المزيد من العقوبات على روسيا وتقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا».