ما زالت أجراس ناقوس الخطر تدوى فى أرجاء إسرائيل، تنذر الجميع باقتراب الهلاك المنتظر، حيث تقف إسرائيل مكتوفة الأيدى تنتظر - مصير مستقبلها المجهول- مع حالة الصراع وتكالب الجميع على السلطة، ويعود ليقف الكنيست مرة أخرى على صفيح ساخن من التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحالة من الرعب تحبس الأنفاس مع انطلاق شرارة عودة إجراء انتخابات الكنيست من جديد. حائط الصد «لنتانياهو» مع تطورات المشهد السياسى الذى تشهده إسرائيل خلال الفترة الراهنة، صرح يائير لبيد نائب رئيس الوزراء، أن الهدف الأول من الانتخابات هو منع نتانياهو من العودة إلى السلطة مرة أخرى، وتسعى الحكومة جاهدة إلى عدم عودة الفوضى والفساد ونهب الأموال التى كانت تعيشها إسرائيل خلال نظام حكم نتانياهو. وفى الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء نفتالى بينيت، أن سلوك زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو والوفد المرافق له يشكل خطورة على دولة إسرائيل، مشيرًا إلى أن سلوك نتانياهو هو أكثر السلوكيات إثارة لانقسام شعب إسرائيل، التى لم يشهدها أحد منذ سنوات عديدة، مؤكدًا مرة أخرى أنه قرر التنازل عن منصب رئيس الوزراء لصالح إسرائيل ومنعًا لحدوث الفوضى، ويواصل إدارة البلاد بطريقة منظمة ومسؤولة حتى موعد الاستبدال، وفقًا لما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية. والجدير بالذكر، أن تلك التصريحات تأتى على خلفية قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالى بينت بالاتفاق مع وزير الخارجية يائير لبيد، على حل الكنيست الأسبوع المقبل، وإجراء انتخابات جديدة التى تعد الخامسة خلال 3 سنوات، ليصبح بذلك يائير لبيد رئيسا للوزراء فى المرحلة الانتقالية، بحسب ما نشرته صحيفة معاريف. ويذكر أن رئاسة الكنيست صادقت فى جلستها يوم الثلاثاء الماضى، وبأغلبية الأصوات على مشروع قانون حل الكنيست ال24 لعضو الكنيست بوعز توبوروفسكى وشاران هشاكيل، بعد أن أعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالى بينت ووزير الخارجية يائير لبيد أنهما سيؤيدان الاقتراح. وفى غضون ذلك، أصدر نفتالى بينت تعليمات إلى رئيس أركان الأمن القومي، والسكرتير العسكرى، لإعداد خطة تداخل شاملة ومتعمقة تتناول القضايا السياسية والأمنية الأساسية تشمل الفترة المقبلة بمصيرها المجهول. مظاهرات أمام منزل لبيد وتزامنًا مع تلك الظروف، تظاهر حوالى 100 امرأة ورجل، إلى جانب عائلات ال 15 ضحية من النساء، بالقرب من منزل رئيس الوزراء المؤقت يائير لبيد، مطالبين الكنيست بوضع الأولوية لعمليات قتل النساء التى تحدث باستمرار بسبب العنف الأسري، مناشدين لبيد باستخدام كل نفوذه لدفع القرارات الحكومية والقوانين المعمول بها لإنقاذ المرأة من أى عنف، وفقًا لما نشرته صحيفة يسرائيل هيوم. تأتى تلك المظاهرة على خلفية قتل 4 نساء فى إسرائيل نتيجة العنف الأسرى التى تتعرض له بأعمار مختلفة، حيث قتلت صاحبة ال 28 عامًا ، و24 عامًا ، و51 عامًا وامرأة أخرى تبلغ من العمر 65 عامًا. وطالب المحتجون الكنيست، بسرعة تخصيص الميزانيات والأدوات اللازمة لمنع العنف ضد المرأة، والتوقيع على الاتفاقية الدولية لمنع العنف، والمصادقة على عدة قوانين قبل حل الكنيست لضمان الحماية الاجتماعية، وتوفير كافة الأجهزة الأمنية لمتابعة التهديدات الإلكترونية التى تتعرض لها أى امرأة وإمكانية مواصلة حياتها دون خوف، وإجراء محاكمات عاجلة ضد ممارسة أى عنف مهما كان نوعه. وفى ذات الوقت ومع تداعيات المظاهرات، وصل لبيد بقافلة آمنة من منزله، وخرج إلى المتظاهرين، مستمعًا إلى جميع مطالبهم، مؤكدًا أنه سيتناول الأمر حتى قبل تغيير الحكومة. وفى ذات السياق، قالت إحدى المشاركات فى المظاهرة: إن محاربة قتل النساء والعنف ضدهن ليست مسألة سياسية ولا يمكن أن تنتظر حتى يوم آخر، نستطيع بالتعاون والتنسيق منع تكرار جرائم القتل مرة أخرى. فى حين أكدت المديرة التنفيذية لإحدى جمعيات المرأة ، أن الحكومة لم تدرك أن النساء فى خطر إلا بعد قتلهن، معربة عن خيبة أملها أن ما زال هناك سلسلة طويلة من الأدوات التى تحتاجها الحكومة الإسرائيلية لتوفير الحماية الاجتماعية، مؤكدة «لن نتوقف أو نسكت حتى تقرر الحكومة الإسرائيلية أن سلامة المرأة هى أمر لا يستهان به».