أكد د. ممدوح محمد محمود رئيس حزب الحرية المصرى، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للحوار الوطنى جاءت فى التوقيت المناسب، بعد سنوات طويلة تم خلالها تثبيت أركان الدولة ومواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، وبالتالى فدعوة الرئيس للحوار الوطنى بمثابة خارطة طريق للمستقبل ولتدشين الجمهورية الجديدة، وعلى جميع القوى السياسية استغلال هذه الفرصة لتقديم مقترحاتها حول القضايا المختلفة. وأضاف رئيس حزب الحرية المصرى، فى حواره ل"روزاليوسف"، أن الحزب قدم رؤية شاملة من 4 محاور رئيسة، تتضمن الملف السياسى والاقتصادى والحماية الاجتماعية، وركزنا بشكل أساسى على محور بناء الإنسان باعتباره أساس تقدم الدول.. وإلى نص الحوار: ■ كيف ترى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى؟ - دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لإجراء حوار وطنى يضم جميع القوى بكل أطيافها وانتماءاتها، جاءت فى التوقيت المناسب، فى ظل التحديات الكبيرة التى يشهدها العالم حاليا، وقد يستمر تأثيرها إلى عدة سنوات، فما أن أوشكت أزمة كورونا على الانتهاء حتى دخل العالم فى تداعيات الحرب " الروسية- الأوكرانية"، والتى لا يعرف أحد كيف ومتى ستنتهى؟، حيث كانت بمثابة الزلزال الذى أربك حسابات جميع دول العالم، والآن دخلنا فى دوامة الوباء الجديد المسمى ب" جدرى القرود".. وهكذا ستظل التحديات مستمرة ولن تتوقف، وهذا بالتأكيد يتطلب وجود حالة من الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية والدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية لمواجهة تلك التحديات، وأعتقد أن حالة الاصطفاف لن تتحقق إلا بالحوار الوطنى، للاتفاق على رؤية مشتركة، وخارطة طريق للمستقبل، ولتدشين جمهورية جديدة، ركيزتها الأساسية العدل والمساواة وترسيخ المواطنة ومبدأ سيادة القانون، وخصوصًا أن الدولة الوطنية كان من أولوياتها منذ عام 2013، تحقيق الأمن والاستقرار على كل ربوع الوطن، من خلال التصدى بحسم للجماعات الإرهابية التى كانت تستهدف الأمن القومى وبث حالة الذعر بين المواطنين، ثم التحديات الاقتصادية التى تحمل أعباءها المواطن البسيط، ثم دخلنا من جديد فى أزمة كورونا التى كان لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد وأيضا المناخ العام، لذلك أقول إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى جاءت فى التوقيت المناسب، للوصول إلى حالة الرضا العام بين الأطراف السياسية، ومشاركة جميع القوى السياسية وكل فئات المجتمع فى بناء الجمهورية الجديدة والعبور إلى المستقبل. ■ كيف تنجح الأحزاب السياسية فى استغلال دعوة الحوار الوطنى لتحقيق أهدافها؟ - دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى كانت واضحة، بأن تضم جميع الأحزاب والتيارات السياسية بجميع أطيافها وانتماءاتها السياسية دون إقصاء لأحد، وأيضًا أتيحت الفرصة لجميع فئات المجتمع والنقابات المهنية وكل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة فى الحوار، وهذه فرصة جيدة للأحزاب لكى تعبر عن برامجها ورؤيتها لحل المشاكل ومواجهة التحديات، وطرح آليات محددة لتحسين جودة حياة المواطنين، ومشاركة جميع القوى فى عملية البناء والتنمية، وخصوصا أننا على أعتاب مرحلة جديدة، لبناء دولة عصرية حديثة. ■ كيف استقبل الحزب دعوة الأكاديمية الوطنية للتدريب للمشاركة فى الحوار الوطنى؟ - الأكاديمية الوطنية للتدريب مؤسسة وطنية، حققت نجاحات كبيرة فى تنظيم 4 دورات لمنتدى شباب العالم، بمشاركة شباب من 196 دولة من مختلف قارات العالم، وأيضًا المؤتمر الوطنى للشباب " ابدع .. انطلق" وتخريج عدة دفعات لتأهيل الشباب للقيادة، فهى قادرة على إدارة حوار وطنى بشكل حيادى، تحت إشراف ورعاية مؤسسة الرئاسة، وبالتالى فالهدف الأساسى للحوار سيكون تحقيق المصلحة العليا للوطن. وفور تكليفات الرئيس السيسى بالدعوة للحوار، وتلقى الدعوة من الأكاديمية الوطنية للتدريب للمشاركة، تم تكليف الأمانات المركزية واللجان النوعية وأمانات المحافظات والوحدات القاعدية بالمحافظات إلى تنظيم اجتماعات مكثفة وورش عمل لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية للقواعد الشعبية، للتعرف على رؤيتهم للحوار الوطنى، كان هدفنا الأساسى الاستماع والتعرف على مطالب القواعد الشعبية بالمحافظات. وتلقينا رؤى متعددة من القواعد الشعبية بالمحافظات، الكثير منها متشابهة فى الأولويات، تم تنقيحها واختزالها فى رؤية شاملة تعبر عن أفكار واتجاهات الحزب فى جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبناء الإنسان، ووضع حلول ناجزة لكل المشاكل الاقتصادية والصناعية، وكيفية التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية والحماية الاجتماعية، بتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، والاهتمام ببناء الإنسان باعتباره أساس تقدم الدول، ورفع كفاءة التعليم والصحة، ودعم المؤسسات الإعلامية باعتبارها أهم أذرع القوة الناعمة لمصر محليًا وإقليميًا ودوليًا. ■ وما أبرز الملفات التى يطرحها حزب الحرية المصرى على أجندة الحوار الوطنى؟ - حرصنا منذ الوهلة الأولى على تقديم رؤية شاملة هدفها الرئيسى تحقيق المصلحة العليا للوطن، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهى رؤية توافقية لتحقيق الاصطفاف الوطنى، وتوحيد الجبهة الداخلية فى مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، فنحن حريصون على التوافق، ما دام ذلك يحقق المصلحة العليا للوطن، ويحافظ على أمنه واستقراره، ويحقق الأمن القومى لمصر فى الداخل والخارج. وارتكزت رؤيتنا على 4 محاور رئيسية ينبثق من داخلها عدة محاور، فالمحور السياسى ارتكز بشكل أساسى سرعة إقرار قانون المحليات وإجراء انتخابات المحليات، لدورها الكبير فى الرقابة على الأجهزة التنفيذية، والمشاركة فى خطة التنمية الاقتصادية بكل محافظة، وتشكيل لجنة من فقهاء القانون الدستورى لتعديل بعض المواد لتتواكب مع الجمهورية الجديد، وتعزيز المشاركة السياسية للمرأة داخل الأحزاب. وفى المجال الاقتصادى، تم وضع رؤية شاملة وحلول لمشاكل الصناعة فى مصر باعتبارها قاطرة التنمية، ووضع آليات لتحقيق الأمن الغذائى من السلع الاستراتيجة، وإقرار تيسيرات جديدة لتخصيص الأراضى الصناعية، ودمج الاقتصاد الموازى فى الاقتصاد الرسمى، وكيفية الاستفادة من محور قناة السويس وحل أزمة القمح باعتباره أحد السلع الاستراتيجية التى لا غنى عنها لتحقيق الأمن الغذائى. أما رؤيتنا فى ملف الحماية الاجتماعية، فارتكزت بشكل أساسى على تحقيق التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل قطاع عريض من الفئات الأولى بالرعاية، وإقرار قانون الأحوال الشخصية للحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع، والتوسع فى تنفيذ المبادرة الرئاسية " سجون بلا غارمين وغارمات" ومواجهة خطر الزيادة السكانية التى تلتهم خطر التنمية. وكان بناء الإنسان، أحد الملفات المهمة على جدول الحوار الوطنى، باعتباره أساس تقدم الدول، وتجديد الخطاب الدينى، وزيادة ميزانية التعليم والصحة، والاكتفاء الذاتى من الأدوية والأمصال ووضع حلول لمشاكل شركات الأدوية. ■ وما رأيك فى القوى السياسية التى تسعى إلى فرض رأيها على أجندة الحوار؟ - أعتقد أن الاكاديمية الوطنية للتدريب بما تمتلكه من حيادية وخبرة لن تسمح بمثل ذلك، الأكاديمية تلقت الرؤى الخاصة بالأحزاب وسيتم عقد جلسات وفقًا لأولويات المرحلة الراهنة، وعلى جميع الأحزاب والقوى السياسية البحث عن التوافق وعرض القضايا بكل حيادية، لأن الهدف الرئيسى هو تحقيق المصلحة العليا للوطن، والحفاظ على مؤسسات الدولة والمكتسبات التى تحققت بعد ثورة 30 يونيو 2013، والنجاحات الكبيرة التى تحققت لتثبيت أركان الدولة ودعم مؤسساتها الوطنية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وأعتقد أن الحوار الوطنى فرصة حقيقية لطرح وجهات النظر تجاه القضايا السياسية والوطنية على مائدة الحوار لمناقشتها، خاصة أن الحوار يتم وفقا لقواعد محددة يعرفها الجميع وهو دعوة جميع القوى دون تمييز، وهذا يعنى تمثيل جميع الأفكار والاتجاهات دون تمييز، وبالتالى هذه فرصة جيدة للتعبير عن نفسها وتقديم رؤيتها حول أولويات المرحلة الحالية. ■ وما موقف الحزب من الأفكار والأطروحات التى تقدمها القوى السياسية الأخرى؟ - كما قلت فإن هدفنا التوافق حول القواسم المشتركة، والحوار الوطنى فرصة جيدة لطرح وجهات النظر تجاه جميع القضايا، والدولة ومؤسساتها لديها القدرة على استيعاب الجميع، فخلال حفل إفطار الأسرة المصرية، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى بتفعيل دور لجنة العفو الرئاسى، للإفراج عن المحبوسين، فالمبادرات الإنسانية تأتى من القيادة السياسية، ولذلك فرؤيتنا التى تم تقديمها للأكاديمية الوطنية تعبر عن مطالب جميع المواطنين، ومن ضمن مطالبنا فى الحوار الوطنى تشكيل لجنة قانونية لإعادة النظر فى الفترة الزمنية الخاصة بالحبس الاحتياطى، فنحن لسنا مع إلغاء الحبس الاحتياطى فهذا الإجراء موجود فى جميع دول العالم، وهناك قضايا لابد من الحبس الاحتياطى بها للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع مثل جرائم القتل والعنف والإرهاب ومحاولات هدم مؤسسات الدولة، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم. ■ فى رأيك .. هل الحوار الوطنى سيساعد فى خلق واقع سياسى أفضل؟ - بالتأكيد.. الحوار الوطنى فرصة تاريخية لبداية مرحلة جديدة من الديمقراطية، واصطفاف جميع القوى السياسية لإعلاء مصلحة الوطن بعيدًا عن المصالح الضيقة، فالحوار سيساعد فى تعزيز الحياة الحزبية والسياسية وتحقيق نهضة تنموية شاملة، لذلك على الجميع التركيز على القضايا الجوهرية فى الإصلاح السياسى والاقتصادى والمجتمعى بعيدا عن التشكيك، والسعى نحو وضع أجندة واقعية ترسخ لنا خريطة الجمهورية الجديدة. ■ من وجهة نظرك .. هل الحوار سيكون مجرد " مكلمة" للأحزاب.. أم ستكون هناك مخرجات وضمانات قابلة لتنفيذ تنائج الحوار؟ - أعتقد أن المحددات واضحة، وهناك جدية من الجميع لإنجاح الحوار الوطنى، من خلال الرؤى المتميزة التى قدمتها القوى السياسية للأكاديمية الوطنية للتدريب التى تمتلك من الخبرة والحيادية ما يؤهلها لإدارة حوار وطنى متميز، للتوصل إلى أفضل النتائج، والضمانة الأهم لتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يثق فيه الجميع، وهو صاحب الدعوة لإجراء حوار وطنى يضم جميع القوى السياسية حول أولويات المرحلة الراهنة والمستقبلية لتدشين الجمهورية الجديدة. فالرئيس عبد الفتاح السيسى حمل على عاتقة تثبيت أركان الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبالتوازى مع ذلك يقود مسيرة البناء والتنمية، وحقق إنجازات غير مسبوقة فى جميع المجالات، فالمشروعات التنموية الكبرى موجودة على كل شبر من أرض مصر، ويلمسها كل مواطن.