دخلت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا يومها ال26، إذ قال الكرملين، أمس الاثنين، إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أى انفراجة كبيرة بعد، ودعا الدول التى يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها، لكى تظهر كييف توجها أكثر إيجابية فى المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف للصحفيين: إنه لا يزال يتعين إحراز تقدم كبير فى المحادثات حتى يكون هناك أساس لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي. وحذر الكرملين دول الناتو من التدخل فى أوكرانيا. وكان زيلينسكى، قد ذكر إنه تحدث إلى الكنيست والحكومة فى إسرائيل من أجل تسريع المحادثات مع روسيا، ورجّح أن تكون القدس مكانا لهذه المحادثات بين كييف وموسكو. من ناحية أخرى، صرح نائب رئيس الوزراء الروسى، بأن أسعار النفط عالميًا ربما تتجاوز 500 دولار للبرميل إذا حظر الاتحاد الأوروبى واردات النفط الروسي. وذكرت الحكومة الروسية، بأن قطاعها النفى بدأ بإعادة توجيه إمدادات النفط من الغرب إلى الشرق. وأكدت أنه رغم ضغط العقوبات الأروبية والأمريكية يتواصل إنتاج الغاز والنفط فى روسيا على نحو كامل. وأشارت إلى أن تأثير قرار الولاياتالمتحدة وبريطانيا بوقف استيراد النفط الروسى ضئيل على حد تعبيرها. فى المقابل، أقر الاتحاد الأوروبى، خطة تقضى بتشكيل قوة عسكرية قوامها 5 آلاف مقاتل وزيادة إنفاقه العسكرى حتى يتمكن من تنفيذ التدخلات بمفرده مع حلول عام 2025. وقال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع فى الاتحاد الأوروبي: "سنُقر بوصلة استراتيجية وهى لا تشكل ردًا على الحرب فى أوكرانيا، لكنها جزء من الرد، لأنها يتعين أن تجعلنا أقوى عسكريًا". وحذرت الوثيقة التى أعدت لهذا الاجتماع واطلعت عليها وكالة فرانس برس من أن "الاتحاد الأوروبى مجتمعًا غير مجهز للتعامل مع التهديدات والتحديات" الراهنة. وسيستخدم الاتحاد الأوروبى مجموعات القتال التى تم إنشاؤها فى عام 2007 لتشكيل قوة الرد هذه المكونة من خمسة آلاف جندى. وأشارت إدارة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى، إلى أن "مجموعات القتال جاهزة للعمل لكن لم يتم استخدامها أبدًا، بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية والوسائل المالية". وستتكون القوة من "مكونات برية وجوية وبحرية" ومجهزة بقدرات نقل لتكون قادرة على "تنفيذ تدخلات لإنقاذ وإجلاء المواطنين الأوروبيين" العالقين فى نزاع، وافتقد الأوروبيون لهذه القدرة للحلول مكان الأمريكيين أثناء إخلاء كابل فى أغسطس 2021. وستتم مناقشة الالتزامات العسكرية للاتحاد الأوروبى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، الخميس، فى قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسى يعقبها اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى مكرس لبحث عواقب الحرب فى أوكرانيا على الأمن فى أوروبا. ونشرت الولاياتالمتحدة من جديد أكثر من 100 ألف جندى ووسائل عسكرية ضخمة فى أوروبا للمساهمة فى تعزيز الدفاع على الحدود الشرقية لحلف الشمال الأطلسى. وسيكون تقاسم كلفة القدرات المنشورة فى دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا مدرجًا للنقاش على جدول الأعمال. ولم يتم تضمين أى هدف كمى فى الالتزامات التى قدمها الاتحاد الأوروبى. لكن جميع دول حلف الشمال الأطلسى، 21 منها أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، تعهدت بتخصيص 2% من ناتجها المحلى الإجمالى للإنفاق العسكرى فى عام 2024. وأعلنت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك، وهى ثلاث دول متخلفة جدًا عن هذا الالتزام، زيادة ميزانياتها. كما سيستثمر الأوروبيون فى القدرات التى يفتقرون إليها حاليًا، ومنها الطائرات المسيرة وأنظمة القتال والدبابات وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات والصواريخ. وداخل أوكرانيا، أعلنت السلطات فرض حظر تجوال شامل اعتبارا من مساء أمس وحتى غدا الأربعاء. وطالب عمدة كييف سكان المدينة بارتداء الأقنعة خوفا من تلوث سام جراء القصف الروسى. وقال المدعى العام فى أوكرانيا: إن قذيفة روسية سقطت على مصنع كيماويات خارج مدينة سومى فجرا، ما تسبب فى تسرب خزان يحتوى على 50 طنا من الأمونيا استغرق ساعات لاحتوائه. فيما اعتبر المتحدث باسم الجيش الروسى، إيجور كوناشينكوف، أن التسريب كان "استفزازا مخططا" من قبل القوات الأوكرانية لاتهام روسيا زورا بارتكاب هجوم كيمياوى. وقبلها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل أكثر من 80 من المرتزقة الأجانب والقوات الأوكرانية فى منطقة ريفنى، مشيرة إلى قصف مركز لتدريب المرتزقة الأجانب فى ريفنى بصواريخ كروز. وقالت إن صواريخ كروز دمرت مستودعا للذخيرة والأسلحة فى مدينة سيليتس، كما دمرت أكثر من 216 مسيرة أوكرانية منذ بداية العملية العسكرية، مؤكدة استسلام أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا فى ضواحى كييف أغلبهم قيادات بالجيش، كما أشارت إلى قصف منشأة عسكرية بصواريخ مجنحة فى ضواحى ريفنا شمال غربى أوكرانيا. هذا وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات الروسية تتقدم نحو كييف من الشمال الشرقى، مشيرة إلى أن القوات الروسية لا تزال بعيدة بنحو 25 كيلومترًا عن وسط كييف. وأضافت أن روسيا ستعطى على الأرجح الأولوية لمحاولة تطويق كييف خلال الأسابيع المقبلة. وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت عن مهلة حتى ظهر أمس للسماح للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب بمغادرة ماريوبول بدون أسلحة، فيما ردت الحكومة الأوكرانية على الطلب الروسى بأن الاستسلام فى ماريوبول غير وارد. وتزامنا، أعلنت السلطات فى أوكرانيا، عن فتح 8 ممرات إنسانية أمس لخروج المدنيين، ليس من بينها مدينة ماريوبول. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن أوكرانيا أمامها ساعات للرد على طلب تسليم ماريوبول. كما دعت روسياالأممالمتحدة والصليب الأحمر للإشراف على خروج قوات أوكرانيا من ماريوبول. ووصفت أوكرانيا، الوضع فى ماريوبول بأنه "صعب للغاية"، وقالت إنها غير قادرة على توفير ممر إنسانى آمن جديد لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة بعد أن تحدت الإنذار الروسى للاستسلام. وتخضع ماريوبول الساحلية الواقعة على بحر آزوف، المتفرع من البحر الأسود، للحصار والقصف مع انعدام الطعام والدواء وانقطاع الكهرباء أو المياه العذبة منذ الأيام الأولى للحرب التى اندلعت فى 24 فبراير الماضى. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى "بالطبع نرفض هذه الاقتراحات". وأضافت أن الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول باءت بالفشل. وتابعت: "الوضع هناك صعب للغاية". وقال مسئولون أوكرانيون فى المدينة لشبكة "سى إن إن" الأمريكية: إن دفعات من القنابل تتساقط على المدينة كل 10 دقائق. وذكر النقيب فى فوج آزوف بالحرس الوطنى الأوكراني، سفياتوسلاف بالامار: "القنابل تسقط كل 10 دقائق. البوارج الحربية الروسية تقصف (المدينة)". وأضاف: "ما زلنا بحاجة إلى الذخيرة والأسلحة المضادة للدبابات والدفاع الجوي". وكانت أوكرانيا، قد اتهمت القوات الروسية بقصف مبان، من بينها مستشفيات ومسرح، قالت إن أناسا كانوا يحتمون به الأسبوع الماضي. وتنفى موسكو استهداف المدنيين، وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على "القوميين الأوكرانيين" فى الوضع فى ماريوبول. وقال زعيم انفصالى تدعمه روسيا فى شرق أوكرانيا إن الأمر سيستغرق أكثر من أسبوع للسيطرة على ماريوبول. وقال وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف، إن "المدافعين الأبطال" فى المدينة ساعدوا فى منع روسيا من الزحف على المدن الكبرى الأخرى، وأنقذوا الكثير من الأرواح.
تواجه الحكومة التركية عرضًا «صعب القبول»، قدمته وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» للحكومة التركية، تضم فيه واشنطنأنقرة لبرنامج مقاتلات «إف-35»، فى حال قامت تركيا بتزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ إس 400. وكانت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، قد طلبت من الحلفاء الذين يستخدمون معدات وأنظمة روسية الصنع، بما فى ذلك «إس 300» و»إس 400»، التفكير فى نقلها إلى أوكرانيا بهدف صد العمليات العسكرية الروسية، التى بدأت فى 24 فبراير. ولم تعلق السلطات التركية على أى اقتراح أمريكى يتعلق بنقل أنظمة «إس 400» المملوكة لأنقرة إلى أوكرانيا، والتى كانت نقطة خلاف منذ فترة طويلة بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسي.