أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن سياسة مصر الخارجية تشهد تغيرات جذرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حاصة بعد مشاركة الرئيس فى قمة محيط واحد التى عُقدت بمدينة بريست الفرنسية، حول تغيرات المناخ وتأثيرها على البحار والمحيطات. وقالت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، إن مشاركة الرئيس السيسى فى حدث دولى بحجم قمة «محيط واحد» تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسى «ماكرون» ضمن عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات المهتمين بالعمل الدولى لمواجهة التدهور البيئى، تأتى فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التى تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصرى الحيوى إقليميًا ودوليًا فى إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، والذى سيتوج باستضافته للدورة ال 27 لمؤتمر أطراف تغير المناخ فى مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر من العام الجارى. وأضافت عضو مجلس النواب أن الجانب الفرنسى والأوروبى حرص على مشاركة مصر فى القمة نظرًا لجهودها فى ملف تغير المناخ، وهناك تقدير دولى كبير للدور المصرى فى المجالات المتعلقة بالحفاظ على البيئة ومواجهة تأثيرات التغيرات المناخية لخطوات مصر نحوالطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة. لاسيّما وأن مزيج الطاقة الجديدة فى مصر أصبح بنسبة 25%، لافتًا إلى أنّ منظومة النقل الجديدة فى مصر أصبحت تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة. وأوضحت «عطوة» أن القمة تركز هذا العام على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما فى ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحرى بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلاً عن دعم مفهوم «الاقتصاد الأزرق المستدام» وحشد التمويل له. وقالت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعاد رسم السياسة الخارجية للدولة المصرية فى وقت قصير جدا واستطاعت الدولة المصرية خلال هذه الفترة أن تحظى بمكانة دولية كبيرة، خاصة أن مصر أصبح لديها علاقات متشعبة على مستوى جميع بلدان العالم غربا وشرقا والجولات المكوكية التى يقوم بها الرئيس تؤكد ذلك وترجمة حقيقة لدور مصرالمحورى فى المنطقة. وأكدت رشاد، أن مصر تمثل محور الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، بل وامتد دور الدولة المصرية لإيجاد آليات تعاون مشترك مع مختلف الدولة وكان لأفريقيا النصيب الأكبر من هذه التحركات، لمواجهة الكثير من التحديات التى تواجه دول القارة السمراء، وفى مقدمتها التنمية ومواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة. وأوضحت أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن الفترة الأخيرة شهدت على سبيل المثال حزمة من الجولات المكوكية الخارجية للرئيس منها على سبيل المثال لا الحصر زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون للقاهرة وزيارة الرئيس السيسى لأبوظبى، وزيارة الرئيس السنغالى ماكى سال، ومشاركة الرئيس فى قمة «محيط واحد» وغيرها الكثير ما يؤكد أن السياسة الخارجية للدولةالمصرية تغيرت كثيرا خلال فترة وجيزة. وأشاد الدكتور محمد الصالحى عضو مجلس الشيوخ والخبير الاقتصادى المعروف بالقضايا التى ناقشها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بمدينة بريست مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مؤكداً أن اللقاء أكد أن هناك علاقات تاريخية واستراتيجية تربط بين القاهرة وباريس. وأكد «الصالحى» بمتابعة الرئيسين لعدد من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، والتى شهد تتطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً على الصعيد الاقتصادى والتجارى والعسكرى والأمنى، وكذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر فى إطار التشاور المكثف بين مصر وفرنسا تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. مشيراً الى أهمية تأكيد الرئيس السيسى على ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع فرنسا فى مختلف المجالات، لاسيما ما يتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية العريقة فى كافة المجالات التنموية إلى مصر، فضلاً عن تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسى خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما يساعد على صون الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الأفريقية، خاصةً فى ظل الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحادالأوروبى.