عايش المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم أزمة جديدة فى بطولة كأس العرب المقامة فى قطر، خاصة بتعدد الإصابات بين عناصره المشاركة، رغم أن قوام الفريق الوطنى من اللاعبين المحليين، الذين بدأوا قبل انطلاق البطولة بأيام موسمهم الجديد فى الدوري، إلا أن تلاحم الموسم الماضى مع الحالى أثر سلبا على قدرات «الفراعنة» فى البطولة، حيث شهد ختام المنتخب لتدريباته استعدادًا للقاء الأردن ضمن الدور ربع النهائى ظهور محمد مجدى «أفشة» فى التدريبات، بينما فضل البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب إراحة محمود حمدى «الونش» من جزء من التدريبات لشعوره بالإجهاد رغم وضعه فى التشكيل الأساسى للمباراة، بينما واصل أحمد حجازى برنامجه العلاجى بالملعب على هامش تدريبات الفريق، فيما أدى أيمن أشرف برنامجه العلاجى بمقر الإقامة. تعدد وتكرار الإصابات دفع كيروش للتفكير بشكل جادى فى صناعة عدة صفوف للفريق الوطنى فى المستقبل القريب، وهى والفكرة التى تبناها فور حضوره إلى القاهرة، لكنها شهدت منه بعض التأجيل، بسبب توالى وضغط المباريات الرسمية، بداية من تصفيات المجموعات المؤهلة نحو كأس العالم المقبل بقطر، ومرورًا بدخول منافسات البطولة العربية، التى تصدر «الفراعنة» فيها منافسات المجموعة الرابعة على حساب العملاق الجزائري، ليواصل الفريق التألق، إلا أن تعدد الإصابات للعناصر الأساسية زرع القلق فى نفوس أعضاء الجهاز الفني، خصوصا أن الفريق الوطنى تم إعداد قائمته بصعوبة وقبل ساعات من انطلاق البطولة التى تشهد غياب المحترفين، وبناء على ما توافر من عناصر فيما تمت مشاهدته ضمن مباريات الدورى الممتاز. وافتقد المنتخب جهود أكرم توفيق الظهير الأيمن أمام الأردن، بسبب الإيقاف لحصوله على الإنذار الثانى أمام الجزائر، بينما جاء غياب الثنائى الأساسى أيمن أشرف بسبب جزع فى رباط الركبة، وأحمد حجازى لمعاناته من شد فى العضلة الخلفية، ليوجها ضربة قاصمة لخطط كيروش واستعداداته الفنية لاستكمال البطولة، حيث ينضم أشرف وحجازى إلى أفشة أحد أهم العناصر الذى فضل الجهاز الفنى إراحته وعدم العجل بالدفع به أمام الجزائر، عقب إصابته بشد فى العضلة الأمامية فى مباراة السودان بالجولة الثانية بدور المجموعات فى البطولة، لتزيد الإصابات من معاناة المنتخب فى رحلته العربية. وسيركز كيروش فور العودة من البطولة على مسابقة الدورى الممتاز للبحث فيها عن مزيد من العناصر، بهدف تدعيم وصناعة صفوف بديلة بعيدا تضمن عناصر المنتخب الأوليمبي، الذى بدأ فعليا فى مد الفريق الأول بالعناصر الشابة مؤخرا، وسبق وأكد كيروش قبل السفر مباشرة إلى الدوحة، أن باب المنتخب سيظل مفتوحًا للجميع دون إغلاق أبدًا، وأنه دائم البحث عن وجوه جديدة، ولن يدخر جهدا فى منح الفرصة للجميع، وأن هدفه الأكبر التأهل إلى كأس العالم فى قطر 2022، رغم بعض ملاحظاته السلبية على اللاعبين المحليين، حيث سبق ورفع كيروش تقرير رسمى إلى اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد، أكد فيه عدة ملاحظات على اللاعبين المحليين خلال التعامل معهم فى تجربتى ليبيا. وسجل كيروش ملاحظة فنية بأن معظم اللاعبين المحليين لديهم قصور وصفه بالحاد فى استيعاب السيناريوهات الفنية، وأنه لاحظ صعوبة بالغة فى امكانية تلقين اللاعب المحلى أكثر من سيناريو فى المباراة الواحدة، كما أنه يطمح كخبير كروى فى التخطيط لمستقبل الفريق، لذا طالب بضرورة الاهتمام بطلبه الخاص بالتواصل مع جميع المحترفين، كما طالب الجهاز الإدارى بالكشف عن مزيد من المحترفين، بعد أن نما إلى علمه بوجود مصريين كثر فى الدوريات الأوروبية المختلفة، ليكونوا جنبًا إلى جنب مع ما ستفرزه مستقبلا مسابقة الدورى الممتاز. كان أبرز المحترفين بعد ظهور عمر مرموش المحترف فى صفوف شتوتجارت الألماني، وجود هيثم حسن مهاجم نادى ميرانديس أحد أندية دورى الدرجة الأولى فى إسبانيا على سبيل الإعارة من نادى فياريال، وهو فرنسى من أب مصرى وأم تونسية، وسبق له اللعب لمنتخب فرنسا على صعيد الشباب ويحق له بحسب قوانين «فيفا» الاختيار للعب لمنتخب واحد على صعيد الكبار، دون أحقيه التغيير فيما بعد، لذا ينتظر هيثم إشارة المنتخب الفرنسى آملا فى تمثيل «الديوك»، وفى حال فشل تلك الخطوة سيكون قراره باختيار المنتخب المصرى وليس التونسي، كما يستعد كيروش لفتح المجال أمام أحمد حمدي، صانع ألعاب الأهلى والجونة السابق والمحترف حاليا فى مونتريال الكندي، ويساعد على فكرة كيروش فى خلق جيل جديد، يساعده دراسة «كاف» و«فيفا» زيادة قوائم المنتخبات فى الأمم الإفريقية من 23 إلى 28 لاعبًا، بسبب جائحة «كورونا». ويشهد اليوم الختامى فى البطولة العربية 18 ديسمبر الجارى إقامة القرعة النهائية بين المنتخبات العشرة الإفريقية المتأهلة للمرحلة النهائية، بحيث يلتقى المنتخبات العشرة بنظام الذهاب والإياب فى مارس المقبل لحسم البطاقات الخمسة عن القارة السمراء المتجهة نحو كأس العالم، ويضم التصنيف الأول منتخبات: الجزائر وتونس والمغرب والسنغال ونيجيريا، بينما ضم التصنيف الثانى منتخبات: مصر والكاميرون وغانا ومالى وجمهورية الكونغو.