تعهدت بنوك وشركات تأمين ومستثمرون يمتلكون 130 تريليون دولار بجعل كبح تغير المناخ فى صميم عملهم، خلال مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ «كوب 26» فى جلاسكو. ويلزم إعلان صدر فى المؤتمر الذى عقد فى إسكتلندا الموقعين عليه، والذين يمثلون حوالى 40% من رءوس الأموال فى العالم، بالاضطلاع ب»حصة عادلة» من الجهود لتقليص اعتماد العالم على الوقود الأحفوري. والهدف الرئيسى من محادثات كوب 26 هو الحصول على وعود كافية من الدول لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتى ينتج معظمها من حرق الفحم والنفط والغاز، لإبقاء الزيادة فى درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية، والوصول إلى صافى الانبعاثات الكربونية الصفرية بحلول منتصف القرن، وتقديم الأهداف المؤقتة للعام 2030. لكن كيفية الوفاء بهذه التعهدات تماما، لاسيما فى العالم النامي، لا يزال العمل عليها جاريا، وقبل كل شيء، فستحتاج الكثير من المال. ويتألف «تحالف جلاسكو المالى لصفر الانبعاثات»، الذى تم إنشاؤه فى شهر أبريل وعقدته الأممالمتحدة، من ست مجموعات تغطى جميع أنحاء الصناعة المالية. وقد كانت قمة «كوب 26» فرصة للحكومة البريطانية لكى تحاول البلاد إعادة اكتشاف نفسها كقائد مناخى فى العالم بعد «بريكسيت»، وبصفتها مضيفاً لمحادثات «كوب 26»، فإن المملكة المتحدة عقدت اجتماعات لأكثر من 30 دولة متقدمة ونامية، تمثّل أكثر من 70% من إجمالى الناتج المحلى العالمي، لدعم إنشاء معايير عالمية جديدة للإبلاغ عن المناخ من قبل مؤسسة المعايير الدولية، وذلك بهدف إعداد التقارير المالية التى «ستعطى المستثمرين المعلومات التى يحتاجونها لتمويل صافى الصفر». فى سياق متصل، أظهرت دراسة أن انبعاثات الكربون العالمية ارتفعت مقتربة من مستوياتها قبل جائحة فيروس كورونا بسرعة مدهشة. ويأتى تزايد الكربون مع تفاقم انبعاثات الفحم والغاز الطبيعى فى قطاعى الطاقة والصناعة رغم بقاء انبعاثات وسائل المواصلات منخفضة. وأظهرت الدراسة التى أجراها «جلوبال كربون برودجكت»، وهو كونسورتيوم علماء دوليين يدرسون «ميزانيات» الكربون العالمية، أنّ إجمالى انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون فى العالم فى 2021 سيصل إلى مستوى يقلّ بنسبة 0.8% فقط عن مستواه فى 2019..وقال بيير فردلينجستاين الباحث بجامعة إكستر والمعد الرئيسى للدراسة «كنا نتوقع ارتفاعا. ما أدهشنا هو كثافة وسرعة هذا الارتفاع». وانخفضت الانبعاثات فى عام 2020 إلى مستوى قياسى بلغ 1.9 مليار طن أى بنسبة 5.4% مع حالات الإغلاق وتوقف النشاط الاقتصادي. ويتوقع التقرير الجديد الصادر عن مشروع الكربون العالمى أن ترتفع الانبعاثات بنسبة 4.9% هذا العام. وتوقعت الدراسة أن يبلغ إجمالى الانبعاثات العالمية هذا العام 36.4 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون. ويأتى التقرير فى وقت يجتمع فيه زعماء العالم فى قمة الأممالمتحدة للمناخ فى جلاسكو باسكتلندا لمحاولة قصر ارتفاع درجة حرارة العالم على 1.5 درجة مئوية وتجنب الآثار الكارثية لتغير المناخ. ومن أجل الوصول إلى ذلك يقول العلماء إنه يتعين خفض صافى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول 2050. وكانت الجائحة قد تسبّبت بشلل اقتصادى عالمى أدّى إلى انخفاض ضخم فى انبعاثات غازات الدفيئة.