قال النائب حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، إن الهدف من إنشاء الحزب لم يكن اقتناص مكاسب سياسة بالدولة، والدليل أننا لم نفكر فى تدشين الحزب إلا عندما ذهبت السلطة التشريعية إلى جماعة الإخوان الإرهابية فى عام 2012، ولم يكن إنشاؤه لسد جزء من فراغ الحزب الوطنى، بل تم تدشينه فى أصعب الأوقات التى تمر بها البلاد فى ظل سطوة الإخوان. وتابع رئيس حزب الشعب الجمهورى، خلال حواره ل«روزاليوسف»، أن تدشين الحزب جاء بعد حلف الرئيس المعزول محمد مرسى، وتسميته بالشعب الجمهورى له دلاله تاريخية وهو ما فهمها الإخوان منذ الإعلان عن تأسيسه وقبل مؤتمره التأسيسى الأول وقبل وضع برنامجه، مضيفا أنه لا يوجد أحزاب سياسية تتصدر المشهد داخل الشارع فى الوقت الحالى لأن الحياة السياسية حتى الآن فى المراحل الأولى لإعادة تشكيلها، موضحا أن انضمام الأعضاء يتطلب كثيرا من الوقت لمجرد الموافقة لكى ننظر هل انتماؤه للحزب ايمانا بأيديولوجياته وببرامجه، واعترف بأن الحزب يعمل بنظام البيروقراطية، وذلك لحماية الكيان فى المستقبل من أمراض الأحزاب. ■ بداية حدثنا عن مشاركتكم فى مؤتمر القمة العالمى للأحزاب برئاسة الصين؟ - الشعب الجمهورى له علاقة وطيدة بالحزب الشيوعى الصينى الحاكم، ولديه علاقات شخصية مع كبار المسئولين داخل الادارة الصينية، ودائما ما نسعى لتوظيف تلك العلاقات لتصب فى مصلحة الدولة المصرية، وهناك اتفاقية شراكة شاملة بين مصر ودولة الصين، ومنذ عام 2016 إلى الآن هناك الكثير من المنافع التى تحققت بين الدولتين، غير أن الصين تدعم مصر فى الكثير من المحافل الدولية، إضافة إلى ذلك هناك برامج تنموية تقوم بها الصين داخل الأراضى المصرية، بخلاف أن دعم الصين غير مقرون بالتدخل فى الشئون الداخلية للبلاد. أعلم جيدا أن هناك حالة من عدم الرضا عن موقف الصين تجاه قضية سد النهضة الإثيوبى، إلا أن المتابع للسياسة الخارجية يرى أن نبرة الخطاب الصينى بمجلس الأمن لم تكن هجومية ضد مصر فى قضية سد النهضة ولكن توصف بأنها كانت سلبية. انظر إلى موقفها فى مجلس الأمن عندما حدث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وكيف ساندت مبادرة الرئيس السيسى فى وقف العدوان، وموقفها من القضية الليبية، لم نرى لها دورا واضحا فى الملف الليبى وكأنه الأمر لا يعنيها لأنه يمثل أمن قومى لمصر، وهو ما يمثل دورا دبلوماسيا محايدا. حزب الشعب الجمهورى الوحيد الذى له صلة وتواصل بالحزب الشيوعى الحاكم، وغالبا ما يعبر الحزب عن رأيه فى مواقف الصين تجاه مصر سواء كانت داعمة أو لها رأى آخر، وعندما حدث قطع العلاقات بين مصر ودولة قطر، حينذاك كانت علاقة الصين بها قوية وتحدثت معها للتدخل لتوطيد العلاقات قبل أن يتفاقم الأمر. ■ خلال ال10 سنوات الماضية، كيف تقيم وضع الحزب؟ - حزب الشعب الجمهورى يؤمن بنظرية الصعود المتدرج، وطالما أن الحزب فى اتجاه الصعود إذاً نحن فى طريق النجاح، والعمل فى السياسة لا يتطلب العجالة، لأن القفزات السريعة يكون بها بعض المخاطرة. ■ إذاً ماذا حققتم فى تلك الفترة من مكاسب سياسية؟ - الهدف من إنشاء الحزب لم يكن لاقتناص مكاسب سياسية بالدولة، والدليل لم نفكر فى تدشين الحزب إلا عندما ذهبت السلطة التشريعية إلى الإخوان المسلمين والسلفيين فى عام 2012، ولم يكن إنشاؤه لسد جزء من فراغ الحزب الوطنى، بل تم تدشينه فى أصعب الأوقات التى تمر بها البلاد فى ظل سطوة الإخوان. ■ ما هو تصنيفكم الحزبي؟ - حزب الشعب الجمهورى أنشئ فى ظل حكم الإخوان، وجاءت الفكرة عندما حلف اليمين الدستورى محمد مرسى رئيسا للبلاد، وظهر الحزب حينذاك كحزب معارض. ■ إذا الحزب أنشئ فى البداية حزب معارضة، لكن ما هو تصنيفه فى الوقت الحالى؟ - هو حزب إصلاحى، ولدينا رسالة سامية وهى الارتقاء بالحياة السياسة المصرية والبعد عن الاستقطاب، والحزب هو جزء من تلك النظام ولا يفهم تحفظنا على بعض برامج الدولة أو القوانين أننا ضد النظام ولكن لدينا توجها سياسيا ثابتا منذ إنشاء الحزب وهو يسارى الوسط، وغالبا ما يطغى على عملنا داخل المجلس وما نقره هو الافضل لتلك المجتمع طبقا للمعطيات الحالية، والدليل عندما تحدث أزمة ما تأتى الحكومة ببرنامج استثنائى يصب فى يسار الوسط. ■ وما الهدف من تسمية الحزب ب»الشعب الجمهورى»؟ - تسمية الحزب بهذا المسمى كان رسالة لجماعة الإخوان، حيث أنشئ على غرار حزب الشعب الجمهورى التركى الذى ترأسه كمال أتاتورك الذى قضى على الفاشية الدينية وأسس للدولة المدنية الحديثة، إذاً المسمى له مرجعية تاريخية. الإخوان عارضوا الحزب فى أول مؤتمر تأسيسى له وخاطبو hالمجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، وتم إلغاء المؤتمر بعدما تم الاتفاق على تنظيمه داخل الأوبرا المصرية، لأنهم فهموا توجهه قبل صدور برنامجه، أثبتت الأحداث أننا كيان يمتاز بالمعارضة المحنكة، وكان عملنا فى والنجوع والعزب وهى الأماكن التى كانت تنشط بها تنظيمات الإخوان، والدليل على ذلك أن الإخوان كان لديهم كوادر فى المناطق التى نعمل بها ترسل لهم تقارير عن عمل الحزب. ■ ماذا تعنى المعارضة بالنسبة لكم؟ - المعارضة هى أن تختلف فى البرامج أو الرؤى، ولا تعنى المعارضة مع نظام لأنها بداية الثورات وخراب أو صراع السلطة والنظر فى منطقتنا عندما يحدث فراغ فى السلطة سرعان ما ينقلب إلى فوضى، ولا تعنى المعارضة هى مناقشة قضايا حساسة على الملأ، فهناك أبواب الوزارات تستقبل كل من قصدها، ويجب مناقشة الأمور بموضوعية بدون خلق حالة من الاستقطاب، لأن السياسة هى فن الممكن أقصى الممكن. ■ برأيك، ما هى الأحزاب السياسية التى تتصدر المشهد السياسى داخل الشارع فى الوقت الحالى؟ - الحياة السياسية حتى الآن فى المراحل الأولى لإعادة التشكيل فى الشارع المصرى، كما أن الدولة مع مرت به من أحداث يناير وحالة الاستقطاب التى ظلت إلى عام 2013 كان ينذر بخطر جسيم يهدد هوية وجود الدولة وهويتها وهو ما زالت آثاره داخل المجتمع المصرى. ■ على مدار 10 سنوات والحزب يعمل داخل الشارع المصرى، كم عدد العضويات بداخله؟ - نحن ما زلنا فى اللبنات الأولى لإعادة تشكيل الحياة السياسة، لكن الأمر لم يحسم بتعدد العضويات لأننا نعمل على تطبيق فكرة التجانس، خاصة أن الحزب الذى يهرول الناس لاكتساب عضويته غالبًا ما تكون تلك العضويات سببًا فى إضعافه فى المستقبل لأن الانتماء له ليس بسبب الاقتناع بأيديولوجيته وببرامجه، ولكن للحصول على مكاسب، إذاً أنت لا تمارس سياسة ولكن تبحث عن المنفعة، وهو فى الغالب ما يصيب الأحزاب بالاختراق والتفكك من الداخل «الانتفاع ليس له أيديولوجية». ■ ماذا عن تمويلكم الحزبى؟ - التمويل هى مشكلة تواجهها كل الأحزاب المصرية، لان التمويل ينقسم إلى شقيين، التمويل الخاص هو الاشتراكات والتبرعات، ثانيا التمويل العام من الخزانة العامة للدولة وله آليات وضوابط تطبق فى الدول المتقدمة ولكن يربطها ضوابط معينة منها عدد الأصوات التى يحصل عليها الحزب فى آخر اختبار انتخابى، وألا يقل التنافس على 50 دائرة انتخابية بنسبة لا تقل عن 5% من إجمالى أصوات الدائرة، أى كل حزب يأخذ مقدار ما حصده من مقاعد إضافة إلى ما جناه من أصوات هكذا تنمو الأحزاب السياسية فى الدول المستقرة والتى تنظر إلى الأحزاب كجزء من مؤسساتها. ■ ولكن كثيرا من الأحزاب المصرية يعول على رجال الأعمال؟ - لأنه لا يوجد تمويل عام من خزانة الدولة وهو ليس الوضع الامثل، لأن هناك رجال أعمال يأخذون باتجاه الحزب إلى منحنى آخر بعيدا عن أيديولوجياته الحقيقية فضلا عن تدخله تنظيميا، حيث أرى أن الحزب ملكا لأعضائه الوطنيين وليس لشخص ولا هيئته العليا ■ وماذا عن حزب الشعب الجمهورى، وهل به توجه لضم رجال الأعمال؟ - فى بداية الأمر قمنا بترسيخ القواعد وبناء عليها اكتسبنا سمعة طيبة، ومن الطبيعى أن باب التبرعات لم يغلق ولكنه تم اغلاقه قبل مناقشة قانون الانتخابات ولم يفتح إلا فى يناير 2021، وذلك حتى لا نتهم أننا تاجرنا بالمقاعد وأننا نعطى ترشيحاتنا لمن يدفع. ■ وماذا عن مبادرات الحزب الخدمية؟ - الحزب لما أراد أن يقوم ببعض المساعدة الخدمية للعمل الاهلى الذى ليس من اختصاصنا ولكن وجدناه ضرورة للمساهمة والمشاركة قمنا به فى شهر رمضان المبارك وفى صمت تام ولم نظهر وجه مواطن واحد حتى لا نتاجر بالمواطنين ■ هل تؤيد فكرة تطبيق القوائم فى الاستحقاقات الدستورية؟ - العالم كله يتجه إلى القوائم النسبية ما عدا ثلاث دول فقط يعملون بالقوائم المطلقة المغلقة، ولكن الأكثر عدالة هى القوائم النسبية التى تعطى بحجم الأصوات عدد المقاعد، ولكن مصر تمر بمرحلة استثنائية من إعادة البناء. ■ من المعلوم أن كل المؤسسات بها مشاكل، كيف تحل المشاكل داخل الحزب؟ - بالطبع لا تخلو المؤسسات من المشاكل الروتينية، ولكن الشعب الجمهورى تحل مشاكله بالحكمة والخبرة وعدم التحيز وقتلها فى مهدها قبل خروجها من الغرف المغلقة، ولا يوجد مجاملات داخل الحزب على حساب طرف آخر. ■ هل تؤيد فكرة شطب الأحزاب التى لم تحصل على مقاعد داخل البرلمان، أم الاندماج؟ - لا يعنينى الأمر كثيرا لأن ترجمة الحزب هو ما تحصده فى الانتخابات وثقة المواطنين، والأساس فى الأصل المنافسة واتمنى للأحزاب تلك التعافى. ■ هناك مقترح بتعديل قانون الاحزاب لدمج الأحزاب التى لم تحصل على مقاعد، ما تعليقك؟ - هناك أحزاب ترغب فى الاندماج، ولكن لا يوجد فى القانون ما يتيح ذلك فلا بد من مرونة فى القانون بحيث اذا اضطرت الأحزاب لذلك، والاندماج الذى حدث بين الأحزاب مسبقا كان إعلاميا وشكليا فقط وليس قانونا، وكان الهدف منه بناء مظلة تؤمن لنا علاقات دولية لكى لا يفتك بنا الإخوان. ■ هل هناك خطة للتوسع فى عدد المقرات، وكم عددها الان؟ - لدينا مقرات بجميع المحافظات تتخطى ال320 مقرا، بالفعل هناك خطة ولكن فى حدود الامكانيات، مع مراعاة تطبيق نظرية التجانس ■ هل هناك آليات معينة لضم الكوادر؟ - الأمر يتطلب كثيرا من الوقت لمجرد الموافقة، حيث ننظر هل انتماء العضو للحزب ايمانا بأيديولوجياته وببرامجه أم لهدف آخر، واعترف بأن الحزب يعمل بنظام البيروقراطية، وذلك لحماية الكيان فى المستقبل من أمراض الأحزاب ■ كيف ترى توجه الحزب فى الشارع المصرى؟ - أرى أن أهم المكاسب السياسية بالشارع المصرى أولها السمعة الطيبة والأمر الآخر المصداقية، فإذا قال صدق، وهو يدافع عن وجهة نظره ■ كيف ترى التطور السياسى خلال 5 سنوات القادمة؟ - لا أرغب فى المنافسة على الأغلبية فى الوقت الحالى وأنا أرى أن منحنى الحزب فى الصعود دائما ونحن نجحنا فى أول اختبار انتخابى عام 2015 بعدد أصوات 14 مقعدا; ثالث حزب من حيث الترتيب والثانى 67 فى الغرفتين. فى عام 2015 كنت أعمل على إستراتيجية واحدة وهى أن أحجز لحزب الشعب الجمهورى مكانا فى ضمن ال5 الأوائل ونجحت فى تحقيقه، وفى 2020 كانت لدى استراتيجية اخرى وهى أن يكون الحزب قائد توجه اليسار الوسط. ■ ما الآليات التى يتم من خلالها رصد شكاوى المواطنين والعمل على حلها؟ - من خلال الأمانات فهى تعمل بدون حائل بين الحزب والجمهور، وهناك لجان مركزية تعمل على فرز جميع الشكاوى ورفعها إلى الجهات المسئولة، والمصالح الشخصية ليست أول اهتمامنا، وننظر إلى التوجه العام للمنطقة والدائرة. وهناك لجان مختصة تتابع الشكوى المرسلة على السوشيال ميديا ونقوم بمتابعة أولويات المراكز والدوائر من خلال لجان موازية للجان مجلس النواب لفحص مثل هذه الأمور ثم عرضها على الهيئة البرلمانية للحزب. ■ ما أبرز المبادرات التى أطلقها الحزب خلال الفترة الماضية؟ - الحزب يشارك فى جميع المبادرات المهمة ولا يعنينا ذكر أسمائنا، وشاركنا فى مبادرة إعمار غزة ومبادرة حياة كريمة ■ بعد مرور 7 سنوات على حكم الرئيس السيسى، ما هى المكتسبات الحزبية خلال هذه الفترة؟ - يكفى أننا مارسنا التعددية الحزبية بمضمونها الحقيقى وأصبحت لدينا تنافسية على أرض الواقع، الرئيس السيسى أعطى الضوء الأخضر للأحزاب بشكل متوازن حتى لا تكون هناك سيولة وكان لديه رؤية صائبة فى تفعيل دور الاحزاب إلى جانب السلطة. ■ خلال الفترة المقبلة سوف ينتهى دور الانعقاد الأول من مجلس النواب، ما هى أبرز مشروعات القوانين التى تقدمتم بها؟ - جميع المشروعات عرضت على المجلس سواء من الحكومة أو أحزاب وغيرها شاركنا فيها بشكل موضوعى ولكن أرى الأهمية الأولى لدينا هو التعديلات والقوانين الحالية تطلب التعديل، ولو تم إنجاز تلك القوانين خلال الفترة الانتخابية الحالية يصبح إنجازا تاريخيا لبرلمان 2021، ولم يحسم الأمر بكم المشروعات التى تقدم بها، الفكر أن تكون قيمة مضافة. نحن لا نحتاج إلى قوانين إضافية ولكن تحتاج إلى اختزال عدد القوانين الموجودة فى الدولة لتكون شاملة وهى أولوياتنا ولسنا من هواة إصدار قوانين مؤقتة ولكن نبحث عن قوانين مستدامة تصلح لكل المراحل. ■ ما أهم الاستعدادات الحزب للمجالس المحلية، وهل تتوقع عقده خلال العام الحالى؟ - لدينا مشكلة فى النص الدستورى فيما يخص المحليات، وهى عدم توافر الخبرة لدى الشرائح التى نص عليها الدستور، منها 25% من الشباب لم يتوفر لديهم الخبرة فضلا عن تمثيل المرأة والفلاحين ينقصهم الكثير من الخبرة، وهى معادلة نظرية، هل هذه الفئات ستدفع بأداء المحليات للافضل، خاصة أنه لا يوجد نظام انتخابى يحقق هذه المعادلة غير نظام القوائم المطلقة المغلقةً، ولا بد من تعديل دستورى. إلا أن الحزب سيتقدم بأفضل ما هو متاح من الكوادر ممن نتوقع أن لديهم قدرا من الخبرة، وكنت افضل ذوي خبرة لاتخاذ قراره من واقع دائرته، وأنا مؤمن بالتأسيسية وليس المركزية. 3041