مع استمرار انتهاكات الجيش الإثيوبى فى إقليم تيجراى، يدفع المدنيون ثمن الصراع، وعلى رأسهم النساء، حيث أصبح استهدافهن بالعنف الجنسى والاغتصاب جزءا لا يتجزأ من النزاع، ورغم المشاهد الوحشية التى تخرج من لإثيوبيا كل يوم إلى أن المجتمع الدولى لازال صامتًا أمام جرائم الحرب التى يرتكبها رئيس الوزراء الإثيوبى الحائز على جائزة نوبل للسلام أبى أحمد. الاتحاد الأوروبى: ما يحدث فى تيجراى جرائم حرب ضد الإنسانية وحذر الاتحاد الأوروبى مما يحدث فى تيجراى الإثيوبية، قائلا إنه يرقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية. واتهمت العديد من المنظمات الدولية الحكومة الإثيوبية بمنع دخول المساعدات الإنسانية بعد أن سيطر مقاتلو تحرير تيجراى على عاصمة الإقليم، وأعلنت عن أسر 8 آلاف من القوات الإثيوبية. وأفاد تقرير لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، أنه يحتاج 5.2 مليون شخص، 91% من سكان تيجراى، إلى مساعدات غذائية طارئة بسبب الصراع منذ نوفمبر الماضى، وأكد برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة (WFP)، أن العمليات الإنسانية فى إقليم تيجراى شمال إثيوبيا تواجه تحديات خطيرة تهدد الاستجابة الإنسانية بأكملها فى المنطقة. نيويورك تايمز»: الجيش الإثيوبى يستخدم الاغتصاب كسلاح فى المناطق النائية وسلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على الوضع فى إقليم تيجراى مع احتدام القتال، وقالت إن الاغتصاب يتم استخدامه كسلاح فى المناطق النائية من قبل جنود الجيش الإثيوبى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أن أنتونى بلينكن وزيرالخارجية الأمريكى طالب رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد هاتفيا بإيصال المساعدات لإقليم تيجراى، وبدء حوار لإيجاد حل للاختلافات العرقية فى إثيوبيا، كما طالبه بسحب قوات الحكومة وإريتريا من إقليم تيجراى، وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن ملء إثيوبيا لسد النهضة سيزيد التوتر. «الاوردن مونديال» الإسبانية: أبى أحمد يعرض مستقبل إثيوبيا للخطر سلطت صحيفة «الاوردن مونديال» الإسبانية الضوء على الأزمات التى تمر بها إثيوبيا، خاصة الحروب الأهلية والصراعات العرقية المستمرة، وذلك على الرغم من معاناتها من اقتصاد متدهور وانتشار المجاعات، حيث يوجد أكثر من مليونى شخص بلا مأوى، و350 ألف شخص فى حالة مجاعة، وهى أعلى فئة من انعدام الأمن الغذائى. وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن تغذية الحكومة الفيدرالية منطقة تيجراى فى نوفمبر الماضى 2020 أدى إلى اندلاع معارك داخلية على السلطة الاقتصادية والسياسية فى البلاد بالاضافة إلى اثارة الفوضى وعدم الاستقرار الداخلى، مؤكدة أن إثيوبيا فى عهد أبى أحمد معرضة للخطر فى مستقبلها.. وأكدت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، أنه قبل ستة أشهر، بدأ الهجوم العسكرى ضد جبهة تحرير تيجراى الشعبية، وخلف الصراع آلاف القتلى وأكثر من مليونى نازح وعشرات الآلاف من اللاجئين فى السودان، علاوة على ذلك لدى الأممالمتحدة شكوك في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. فاينانشيال تايمز: القتال ونقص الغذاء يبدد الآمال بوقف إطلاق النار وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن القتال ونقص الغذاء يبدد الآمال بوقف إطلاق النار فى إقليم تيجراى بإثيوبيا. وأوضحت الصحيفة أن جبهة التحرير الشعبى فى تيجراى طالبت حكومة أديس أبابا، بعد دعوتها لوقف إطلاق النار، بأن تسحب الحكومة الفيدرالية كل قواتها وقوات حلفاء من المنطقة الشمالية، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل فى الفظائع التى ارتكبتها قوات إثيوبيا وإعادة حكومة جبهة التحرير فى تيجراى. وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أن أبى متهم بمواصلة الصراع الذى أطلق العنان للاغتصاب والمذابح والتطهير العرقى، وهو ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على مجموعة من المسئولين الإثيوبيين. وذكرت الصحيفة إن الكثيرين شككوا فى وقف إطلاق النار باعتباره حيلة تسمح لأبى أحمد بإعادة تجميع صفوف قواته وتسليحها. وقال ويليام دافيسون، كبير محللى إثيوبيا فى مجموعة الأزمات الدولية إن وقف إطلاق النار «الإنسانى» الذى اتخذته الحكومة الفيدرالية لا يبدو صادقا. الجارديان: حكومة أديس أبابا ترفض الحوار بشكل دائم من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن القوات فى إقليم تيجراى تحتشد من أجل صراع جديد ضد ميليشا من منطقة مجاورة داخل إثيوبيا، حيث انضم آلاف من المتطوعين الجدد إلى صفوفهم بعد انسحاب القوات الحكومية منذ أكثر من ثمانية أشهر. وأعلنت القوات الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد وانسحب من عاصمة تيجراى ميكيلى وبلدات أخرى قبل ثمانية أيام.. لكن شهود عيان فى تيجراى صرحوا لصحيفة الجارديان إنهم رأوا قوافل من القوات الموالية لجبهة التحرير فى تيجراى تتجه نحو الغرب لإعادة الانتشار على ما يبدو فى مواقع لمواجهة ميليشيا من إقليم أمهرة، الموالية للحكومة. وأشارت الجارديان إلى أن حكومة أديس أبابا كانت قد رفضت بشكل دائم الحوار مع جبهة التحرير الشعبى فى تيجراى وصنفتها كجماعة إرهابية بمرسوم برلمانى، وقال أبى أحمد أن حكومته قد تحشد عدد هائل من القوات، بما فى ذلك نصف مليون من قوات الميليشيا ومليون شاب يمكن تدريبهم. ورجحت الجارديان أن تكون أحد مناطق العداوات الجديدة على طول الخط الأمامى الجديد بين قوات تيجراى وقوات أمهرة التى حاربت مع القوات الفيدرالية منذ نوفمبر الماضى. وواجهت ميليشا أمهرة اتهامات بالتطهير العرقى المنهجى فى غرب تيجراى، وتظل مسيطرة على قطاع من غرب الإقليم الذى يقول مسئولو جبهة التحرير أنهم يريدون استعادته. ويدفع شعب أثيوبيا ثمن هذه الحرب التى قادها أبى أحمد وصورها فى البداية على أنها أشبه بالنزهة العسكرية التى لن تستغرق سوى أسابيع قليلة لكنها تحولت إلى صراع دموى مستمر لأشهر وبدأ أحمد فى إتباع سياسة تقشف بسبب هذه الحرب. «الشرق الإفريقى» الكينى: أديس أبابا تغلق سفاراتها فى الخارج بسبب الخسائر الاقتصادية للحرب فى إشارة على الأزمة الشديدة التى تعانى منها حكومة إثيوبيا واقتصاد البلاد بسبب سياسات رئيس حكومتها، أعلنت أديس أبابا عن خطط لإغلاق عشرات السفارات لها فى الخارج فى محاولة لتخفيض النفقات. وبحسب ما ذكر موقع «الشرق الإفريقى» الكينى، فإن أبى أحمد قال فى إحاطة للمشرعين فى برلمان بلاده إن إثيوبيا ستغلق العديد من السفارات منها فى كينيا، من أجل إدارة التكاليف، وسيعمل أغلب الدبلوماسيين كسفراء غير مقيمين. وقال أبى احمد إن إثيوبيا لا ينبغى أن يكون لديها 60 أو نحو ذلك من السفارات والقنصليات فى الوقت الراهن، وبدلا من إلقاء الدولارات الأمريكية فى كل مكان، فإن 30 سفارة على الأقل ينبغى إغلاقها، وينبغى أن يكون السفراء هنا فى إثيوبيا. وتابع رئيس وزراء إثيوبيا قائلا إن سفير بلاده فى كينيا على سبيل المثال يمكن أن يتواجد فى أديس أبابا ويقوم برحلات ميدانية فقط للقاء المسئولين بينما يتابع الأحداث فى نيروبى من خلال الإعلام. وقال أحمد إنه فى ظل الوضع الراهن فى إثيوبيا، فإن البلد ليس بحاجة لأن يكون لديها 60 أو نحو ذلك من السفارات والقنصليات. وقال إن السفراء سيطلب منهم أن يقودوا سياراتهم بأنفسهم بدلا ن توظيف سائقين. وقال الموقع الكينى إنه فى أعقاب الصراع فى تيجراى، واجهت موارد الحكومة الإثيوبية ضغوطا، ففى الأسبوع الماضى، اضطرت أديس أبابا لوقف الهجوم فى تيجراى بعدما بدأت تكاليف الحرب تؤثر على اقتصاد البلاد. وكانت أديس أبابا قد اعترفت بأن البلاد فقدت 2.3 مليار دولار منذ اندلاع الصراع فى تيجراى فى نوفمبر 2020، لكن هذه التكلفة لم تأخذ فى الاعتبار الإنفاق العسكرى أو فقدان سبل العيش والوفيات والإصابات بين المدنيين، فضلا عن فقدان ساعات من الإنتاجية الاقتصادية بسبب قرار المدنيين من الخطر.