تستمر تركيا منذ أيام فى تخفيف لهجة التصعيد التى اعتمدتها فى الأشهر الأخيرة تجاه العديد من الأطراف الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبى، ولاسيما فرنسا، وتجاه الولاياتالمتحدة أيضا. فبعد أن فرضت واشنطن الأسبوع الماضى عقوبات على مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) ومسئوليها، بدأت أنقرة تخفف من حدة تصريحاتها، معولة على فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية المقبلة فى يناير. وفى استكمال لتلك السياسة، قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو فى مؤتمر صحافى، أمس الأربعاء، إن بلاده مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وإنه يأمل فى أن تفعل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الشىء ذاته. كما أعلن أن أنقرةوواشنطن بدأتا محادثات لتشكيل مجموعة عمل مشتركة تتعلق بشراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخى الروسية إس-400 والعقوبات التى ترتبت على ذلك. إلا أنه أوضح أن مجموعة العمل لم تشكل بعد لكن المحادثات بدأت على مستوى الخبراء. كذلك، تطرق إلى الملف الأوروبي، قائلاً: «لا يمكن لتركيا أن تظل صامتة إزاء الكلمات والأفعال التى تصدر ضدها من فرنسا»، لكنه أضاف أن سفيرى البلدين يعملان على تطبيع العلاقات. كما شدد على أن بلاده مستعدة للسير بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبى فى بيئة أكثر إيجابية العام المقبل، وتنتظر من الاتحاد أن يكون كذلك. يذكر أنه خلال الأشهر الماضية تصاعد الخلاف الأوروبى التركى بعد إرسال أنقرة سفينة تنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط، ما أثار حفيظة اليونان وقبرص المدعومتين من الاتحاد الأوروبى. وكان الاتحاد الأوروبى، قد فرض فى وقت سابق، عقوبات على تركيا على خلفية هذا النزاع على أحقية التنقيب شرق المتوسط. إلى ذلك، أثار الملف الليبى خلافات أيضا بين الطرفين، فضلاً عن الملف السورى وتدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر الحدود التركية. من ناحية أخرى، فضح بيان لشركة «سينوفاك» الصينية مطورة لقاح فيروس كورونا، كذب وزير الصحة التركى، فخر الدين قوجا. وقالت الشركة الصينية إن شركة «قايمان» للأدوية التركية، هى من ستوزع لقاح كورونا فى تركياوأذربيجان. هذا الإعلان يعد بمثابة الفضيحة بالنسبة لوزير الصحة التركي، فخر الدين قوجا، حيث كان الويزر قد أوضح أنه لا توجد شركة وسيطة قامت بشراء لقاح كورونا الصيني، وأن مكتب التموين الحكومى هو من قام بشراء اللقاح مباشرة من الصين. ووصلت فجر أمس الدفعة الأولى من لقاح شركة سينوفاك إلى مطار إيسنبوجا فى أنقرة. وجاء فى بيان الشركة الصينية: شركة قايمان للأدوية التركية هى الموزع الخاص لسينوفاك فى تركياوأذربيجان. قايمان هى من تتفاوض مباشرة مع وزارة الصحة فى أذربيجانوتركيا من أجل شراء وتأمين لقاح (كوفيد 19) الذى طورته شركة (سينوفا) الصينية. كايمان يمثل سينوفاك فى تركيا، ومكتب التموين الحكومى يمثل تركيا. يذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التى يتم خلالها فضح كذب الوزير التركى بشأن الشركة الوسيط لشراء اللقاح، فقبل عدة أيام التقط مراسل التليفزيون التركى الرسمى صورة مع عبوات لقاح كورونا فى الصين وظهر عليها اسم شركة «قايمان». وهناك شكوك ومخاوف من مدى فاعلية وأمان اللقاح الصينى الذى لم يحصل حتى الآن على موافقة أى مؤسسة دولية. فى سياق آخر، مازال مسلسل انهيار حقوق المرأة التركية مستمر فى عهد نظام أردوغان الديكتاتوري، إذ شهدت مدينة إسطنبول مقتل محاضرة جامعية فى منزلها فى حى مالتبيه فى جريمة غامضة أحدثت استياء واسعاً فى تركيا. ووفق وسائل إعلام تركية فإن المحاضرة الجامعية، إيلين سوزر، قتلت فى منزلها الكائن فى حى مالتبيه فى إسطنبول، على يد شخص مشتبه به، وزعم أنه «صديقها السابق». وتشغل الضحية منصب مساعد عميد كلية التربية فى جامعة إيدن فى إسطنبول، وتعتبر محاضرة رئيسية فى السلك التعليمى بتركيا، وخاصة فى مجال تعليم وتدريب الأطفال، ومؤخرا فى برامج التعليم عن بعد، بسبب الظروف التى فرضتها جائحة كورونا. بدورها، أصدرت جامعة إيدن التركية بياناً حول حادثة قتل المحاضرة الجامعية فيها، وقالت إن مثل هذه الجرائم باتت تتصاعد فى السنوات الأخيرة فى البلاد، وضحاياها من النساء وآخرهم سوزر. وتمت عملية القتل، بضرب الضحية بأداة حادة من قبل القاتل، وفيما بعد أقدم الأخير على سكب مادة «كاوية» على جثة الضحية، وأحرقها بالكامل. وأشار بيان الشرطة التركية إلى أن المشتبه به تشاجر مع عناصر الشرطة بعد دخولهم إلى المنزل، كونه كان فى الداخل فى ذلك الوقت، وأقدم أيضا على سكب المادة «الكاوية» فى أثناء محاولات القبض عليه، ما أسفر عن إصابة ضابط فى الشرطة. وفى السنوات الأخيرة، تصاعدت معدلات الجريمة فى تركيا، وأثارت الانتباه زيادة الجرائم ضد النساء، وأخرى ذات الطابع الاجتماعى مثل الخطف والاغتصاب والتحرش والنصب، فضلا عن جرائم القتل التى تزايدت بسبب انتشار الأسلحة المرخصة وغير المرخصة. وفى إحصاء لمنصة «سنوقف قتل الإناث» فإنه قد قُتلت ما يقرب من 500 امرأة فى تركيا فى عام 2019، وهو رقم زاد أربعة أضعاف تقريبا منذ عام 2011. 24936e57-00fa-4deb-858d-15b5d47420ec_16x9_1200x676