ليس ثمة مبرر للصمت القهرى الذى يمارسه الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» من أجل التدخل لحماية العمالة الوافدة فى قطر، والعاملة فى منشآت كأس العالم من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19 )، حيث تعد قطر من اكثر الدول الخليجية التى شهدت إصابات بالفيروس القاتل خلال الأيام الماضية. وسبق لمنظمة العفو الدولية اتهام النظام القطرى، بإخفاء أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد من بين العمالة الوافدة، ورفض السلطات القطرية علاجهم، ووضع أعداد كبيرة منهم فى مستشفيات غير مؤهلة وتجاهلها لتوفير الرعاية الصحية المناسبة داخل معسكرات عمال منشآت كأس العالم، مشيرة الى عملهم فى ظروف معيشة وعمل غير إنسانية، مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بينهم. وتتعرض قطر لانتقادات حقوقية حادة خلال السنوات الاخيرة نتيجة المستويات المرتفعة للغاية من العمل القسرى والعبودية والاتجار بالبشر داخل البلاد، وفى ظل الغياب شبه الكامل للضوابط القضائية أو أيًا من أشكال الردع الحكومى للحد من هذه الممارسات. ولا يزال النظام القطرى يتجاهل الإدانات الحقوقية للدوحة برفضها تعليمات منظمات عالمية لعلاج العمالة بتجهيز مستشفى طبى كامل، إضافة إلى رفضها عودتهم للعلاج فى بلادهم، وهددت من يحاول السفر، مما أدى لتظاهر العديد منهم فى شوارع الدوحة» رفض السلطات القطرية توصيات المنظمات الحقوقية بتوفير أماكن إقامة جديدة للعاملين لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا بينهم. ولما كان انخراط العمال الأجانب فى منشآت كأس العالم، فهناك مسئولية تقع أيضا على «الاتحاد الدولى لكرة القدم» («الفيفا»)، عن منع الانتهاكات، التى وقعت نتيجة لعملياتها التجارية المرتبطة بكأس العالم، وهذا يعنى أنه يتعين على «الفيفا»، تماشياً مع «سياسة حقوق الإنسان» الخاصة بها، أن يضمن احترام حقوق العمال فى أعمال بناء ملاعب كأس العالم، وأن يستخدم أيضاً صلاحياته فى ضمان احترام الحقوق فى نطاق أوسع من مشروعات البنية الأساسية اللازمة لإقامة بطولة كأس العالم لسنة 2022.