متشابهان فى الحركة، ولكن الآثار مختلفة تماماً، فحينما تتدحرج كرة الثلج من «علو» تجمع مع انحدارها لأسفل كل ما يقابلها من ثلوج أو من تساقط المزيد من ثلوج «قطنية» لتصبح كرة عظيمة فى الأسفل نأخذ أمامها ما يقف فى طريق تدحرجها، ولكن فى آخر الأمر هى مياه مجمدة حينما تثبت فى مكان، ويتغير مناخ الحركة من الاحتكاك، تسيل تلك الكرة لتصبح مياهاً تأخذ طريقها فى ذوبان أو مسارب طبيعية كانت أو من صنع الإنسان. ولكن كرة النار هى المشكلة فحينما تتدحرج المحروقات على هيئة كرات من النار، أو بشكل طبيعى فى الغابات المحترقة فى حقبات الجفاف التى تصيب الغابات، خاصة تلك المسماة بالاستوائية، فى جنوب أمريكا وكذلك فى بعض الولاياتالشرقية بأمريكا الشمالية، أو تلك الكرات النارية من صنع الإنسان التى يعدها للاستخدام فى قذف العدو أو ممتلكاته، لكى تتكور الكرات النارية وتأخذ أمامها ما هو قابل للاشتعال، وهذا ما يحدث بيد الإنسان فى حرب ضد عدو أو ضد مجموعات متنافرة الأهداف والأغراض! ولكن أن يتم ذلك فى بلد مثل بلادنا، فقير، ناهض، ثائر، متحفز، بلد رفع عن صدره كابوساً استمر لأكثر من ثلاثين عاماً، يمتص دم الشعب ويؤهل المحتكرين للمال والسلطة، وأيضاً بعض منتهزى الفرص، ومصاصى دماء الشعوب، معتمدين فى ذلك على نظام أمني، زادت من قسوته وقدراته بالخارجين عن القانون، ورفع شعارات «الفزاعات الأيديولوجية» التى أفزعت العالم خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حينما ضربت الأبراج فى نيويورك، واعتدت على العام والخاص فى كل عواصم العالم، ما جعل التلويح بالإرهاب مرتبطاً بأيديولوجية الإسلام السياسي! هذا ما تم دفعه فى مواجهة الشعب المصري، وربما ما قيل من الرئيس السابق قبل تنحيه أو تخليه عن سلطته، بأن «إما النظام القائم و إما الإرهاب وقد كان»! فنحن فضلنا ذهاب رأس النظام وكل ما يعنيه من حكم وسلطات ومؤسسات مدينة له بالولاء. وإذ بنا أمام إرهاب منظم، خروج مساجين من سجونهم، اختفاء الشرطة، حتى فى الخدمات العامة (جوازات، مرور، دفاع مدني، سجل مدني، وغيرها)! ثم خروج البلطجة المنظمة وغير المنظمة للنيل من الشعب سواء فى الطرق أو الهجوم على الممتلكات الخاصة، بل وصلت للهجوم على الممتلكات العامة والمرتبطة بتاريخ هذه الأمة، لكى تضيف تلك القوى الغاشمة غمامة من الحزن على شعب مصر، وبحيث يرى تاريخه يحترق أمامه دون قدرة على حمايته، كل ذلك ونحن نشاهد كرة النار تتدحرج ونعلم بل ونذيع على الهواء مباشرة، أن الكرة ستصل إلى موقعها يوم 25 يناير 2012، وإذا كان هذا هو المعلن وهو المقصود، فماذا نعد ليوم 25 يناير القادم سيارات إطفاء فى دائرة موقع الكرة القادمة، أم سوف نجد من يمنع تلك الوسائل المانعة للحريق من الوصول إلى موقع كرة النار المتدحرجة. يتواكب ذلك مع الإعلان عن أن الثورة قد ماتت «الله يرحمها» ويحسن إليها وإلى شهدائنا الأبرار.