الرسم على الزجاج والأخشاب لم يكن بالنسبة له مجرد مهنة أو هواية لكنه رسالة أراد بها إحياء التراث والأشياء القديمة، فالأثاث المتهالك لا يلقيه بل يعيد تدويره وتجديده بشكل مختلف وجميل، يصنع بأنامله الذهبية قطعًا فنية برسومات وكلمات تخاطب عقلية الطفل والأجانب ومحبى التراث فتجد على أعماله الفنية كلمات ترحيبية للزائرين من الدول العربية وكلمات من أشهر أغانى الست بجانب الرسومات التى تأخذنا فى رحلة إلى الزمن الجميل.. إنه فؤاد فكرى «46 عامًا» صاحب مشروع هاند ميد رسم على الزجاج والأخشاب. يعمل فؤاد فى هذا المجال منذ 13 عامًا حيث يقوم بعمل ورش تدريب لإعادة إحياء الأثاث والأشياء القديمة وتجديدها وإعادة تدويرها بدلًا من التخلص منها, ومن ضمن أهدافه إعادة إحياء الطبلية القديمة التى كانت تتجمع حولها الأسرة يتناولون طعامهم من طبق واحد ويتجاذبون أطراف الحديث فى حب وود وهى المظاهر التى تلاشت بسبب التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا. يتفنن فؤاد فى صنع صوانى وصناديق وعلب شيكولاتة وكوسترات لوضع الأكواب عليها تحمل رسومات مختلفة من الزمن الجميل مثل بكار ورشيدة وبوجى وطمطم، وهى رسومات تخاطب عقلية الطفل الذى يعشق هذه الشخصيات بجانب الرسومات الفرعونية التى تجذب الزوار الأجانب، لعشقه لأم كلثوم وأغانيها المعبرة عن زمن الفن الجميل، برع فى صنع العديد من الأعمال الفنية التى تحمل رسوماتها وهى تغنى وعبارات من أشهر أغانيها مثل «الحب كده»، «أمل حياتي»، «من أجل عينيك»، وغيرها ولأن العرب يعشقون شغل الهاند ميد فقد رحب بهم على طريقته الخاصة من خلال أعماله التى تحمل عبارات ترحيبية بهم مثل «أهلًا وسهلًا»، ،خطوة عزيزة»، «أنستونا»، «شرفتونا»، «نورتونا»، «البيت بيتك»، وغيرها من العبارات الترحيبية. التراث جزء أساسى من فكر فؤاد ويظهر ذلك جليًا فى أعماله التى تحمل رسومات معبرة عنه مثل»رجل التنورة وأوبريت الليلة الكبيرة وألف ليلة وليلة والكف والحصان الشعبى»، إذ يقول: «أهدف بأعمالى إلى إحياء التراث، إذ يعمل فى الورشة الخاصة بى 120 فنانًا معظمهم أطباء ومحامين ومهندسين ومدرسين بخلاف العمال أصحاب المهن الحرفية وكذلك ربات البيوت اللاتى ليس لديهن وظيفة، وكل هؤلاء جمعهم حب الفن والرسم والألوان وليس العائد المادى فقط». معظم المصريين يتخلصون من الأثاث عندما يهلك أو يصبح قديمًا ولكن فؤاد لديه مهارة تجديد الأثاث وإعادة إحياءه مرة أخرى، إذ يقول طلبت منى إحدى العميلات تجديد ترابيزة السفرة الخاصة بها على أن يكون زجاج المنضدة مرسومًا عليه وقمت بتقسيمه والرسم على كل جزء ليتحول إلى لوحة فنية من الزجاج والخشب.