استعادة حضارة القاهرة لم تتوقف، إذ تفقد رئيس مجلس الوزراء، أعمال تطوير منطقة سور مجرى العيون، ومنطقة المدابغ، وكذا المنطقة المحيطة بمتحف الحضارة بعين الصيرة، يرافقه وزراء السياحة والآثار، والتنمية المحلية، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحافظ القاهرة. وخلال جولته بمنطقة سور مجرى العيون، أدلى رئيس الوزراء بتصريحات أكد خلالها أن اليوم هو يوم مهم فى تاريخ تطوير وإعادة إحياء عاصمتنا الجميلة القاهرة، معربًا عن سعادته بتطوير المنطقة، وإخلائها بالكامل قائلًا: نشهد اليوم إنجازًا عظيمًا وهو تطوير أحد أهم المناطق التى كانت فى يوم من الأيام تصنف على أنها أحد المواقع غير الملائمة للسكن وهى منطقة المدابغ ومنطقة عشش أبو السعود، مضيفًا «هذه المناطق كانت مصنفة كمنطقة غير آمنة وتعتبر غير مناسبة أبدًا لحياة المواطنين»، ويبدأ حاليًا التطوير بعد أن تم تسكين قاطنى هذه المناطق فى وحدات سكنية حضارية. وأشار مدبولى إلى أنه تم نقل جميع الورش والمدابغ إلى المدينة الجديدة للجلود بمنطقة الروبيكى، كما تم نقل نحو أكثر من 1500 أسرة من منطقة سور مجرى العيون إلى المدن الجديدة التى تم إنشاؤها خلال الفترة الماضية مثل مدينة الأسمرات، ومناطق الإسكان الجديد فى مدينة بدر وغيرها. وأوضح أن المنطقة التى تقع على مساحة 95 فدانًا، وتعتبر ضعف مساحة منطقة مثلث ماسبيرو، ستشهد إقامة عدد من المشروعات الترفيهية والسياحية سيستفيد منها كافة المواطنين، وبالفعل بدأت شركة المقاولات أعمال التطوير بالموقع، وهو مشروع يأتى ضمن خطة كبيرة وجّه بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لإخلاء المدن المصرية من المناطق غير الآمنة. وطالب رئيس الوزراء بالمضى فى استكمال أعمال الإزالة للمنطقة بأكملها، لاستكمال أعمال التطوير، مشددًا على أن كل مبنى بجوار أثر يزال فورًا، واعتبر أن هناك فرصة تاريخية لتطوير القاهرة القديمة، فى ظل توافر الإرادة السياسية، والوحدات السكنية الجاهزة لتعويض المضارين من أعمال التطوير. من جانبه أوضح الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن خطة تطوير منطقة سور مجرى العيون تأتى ضمن رؤية تخطيطية حديثة تستهدف تعظيم الاستفادة منها على المستوى الاجتماعى والاقتصادى، وتهدف إلى إعادة إحياء وتوظيف الأراضى المتداعية داخل القاهرة التاريخية لتتوجه بشكل أساسى إلى إنشاء أنشطة واستخدامات بديلة تؤكد دور القاهرة كمركز ثقافى حضارى سياحي. ولفت الوزير إلى أن المخطط العام للفكرة التصميمية لمشروع التطوير يتضمن إقامة منطقة الثقافة والفن، تتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلًا عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التى تقدم المطبخ المصرى التقليدي، هذا إلى المطابخ الاخرى العربية والعالمية. كما شملت جولة رئيس الوزراء تفقد أعمال تطوير المنطقة المحيطة بمتحف الحضارة، حيث استمع إلى عرض حول الموقف التنفيذى لإزالات منطقة عين الصيرة العشوائية المجاورة للمتحف، تمهيدًا لتطويرها، فى إطار خطة الدولة لإعادة إحياء المظهر التاريخى لمدينة الفسطاط. وقال الدكتور عاصم الجزار، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: إن هناك مخططًا عامًا لتحويل المنطقة بالكامل لمزار سياحى عالمى نظرًا لما تتميز به من وجود مسجد عمرو بن العاص، أقدم المساجد الإسلامية فى مصر وإفريقيا، وكذلك الكنائس القديمة وهى الكنيسة المعلقة، ومارى جرجس، وأبو سيفين، والعذراء، وكذا المعبد اليهودي، وسور مجرى العيون، بالإضافة الى متحف الحضارة، مع وجود تصور للاستغلال الأمثل لبحيرة عين الصيرة، بإعادة تطويرها واستغلال ضفافها بعدد من الأنشطة الملائمة للموقع.