مع التطور السريع الذى يشهده العصر تحولت الحلوى اللذيذة إلى نوع من الفن حيث يبتكر ويتفنن فى صناعة أشكال مختلفة منه الكثيرون، فأصبحت التورتة أشبه باللوحة المجسمة مكتملة الأبعاد، فبدلاً من أن تفكر فى أن تأكلها تريد أن تضعها أمامك لتتأمل هذه اللوحة المصنوعة بإتقان. هايدى سمير، خريجة كلية الفنون الجميلة، تتعامل مع التورتة على أنها لوحة فنية يجب أن تكون بديعة الجمال وجميلة الشكل، ما يشبع بداخلها حبها للفن والألوان. قضاء هايدى أغلب أوقاتها بالمنزل جعلها تشعر بالفراغ وبعد أن تمت ابنتها عامها الأول قررت أن تشبع شغفها بالفن فى صناعة التورت المجسمة، حيث أكدت أن الموضوع جاء بالصدفة، وظلت تعمل حتى أنجبت ابنها الثانى سيف ثم انقطعت عن العمل أول أربعة شهور بعد الولادة ثم عادت مرة أخرى للعمل وكانت تحاول أن تنسق بين رعاية أبنائها واحتياجات زوجها ومتطلبات بيتها. وتقول: بعد تخرجى عملت فى مجلات أطفال ومكاتب جرافيك كما عملت فى مدرسة وترقيت وأصبحت مشرفة، وتركت وظيفتى بعد ولادة ابنتى مكة منذ أربع سنوات، وعندما تمت عامها الأول، أردت أن اشترى لها تورتة مجسمة، لكنى صدمت بالأسعار المبالغ فيها فقررت أن أصنعها بنفسى. وتتابع: بحثت عبر الإنترنت عن كيفية عمل تورت مجسمة وتزويقها وتوصلت للمحلات التى تبيع المواد الخام، وعرفت كيف اطبع صورة على شيء يؤكل وقمت فى النهاية بعمل تورتة مجسمة دورين، وكان ذلك مجازفة منى لأنها كانت أول مرة فى وجود مدعوين سيأكلون منها، وبعدما أبدى الجميع إعجابهم ازدادت ثقتى بنفسى. وبعد أن نشرت صورة التورتة عبر فيسبوك على صفحة المحل الذى اشترت منه مستلزمات صناعتها، طلبت إحدى السيدات منها صناعة تورتة شبيهة، وأمام تشجيع زوجها وأسرتها دشنت مجموعة عبر فيسبوك باسم «حلو وحادق» وضعت عليه كل صور التورت التى قامت بصنعها. تشعر هايدى بمتعة كبيرة أثناء عمل التورت المجسمة، وتجد نفسها فى التلوين واللوحات لذا تتعامل مع التورتة على إنها لوحة فنية، كما أن هدفها منذ بدء مشروعها هو توفير تورت مجسمة بأسعار معقولة فى ظل الأسعار الفلكية فى المحلات فلكية، وكذلك إشباع حبى للفن حيث أعمل فى صناعة التورت منذ ثلاث سنوات وهذا أشبع رغبة بداخلى. يكثر الطلب على التورت المجسمة فى أعياد ميلاد، فكل أب وأم يريدان الاحتفال بعيد ميلاد أبنائهما بشكل مختلف، ثم الأصدقاء البنات، وأخيرا بين الأزواج والزوجات.