مع انتهاء التصويت فى الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، أظهرت جميع العينات الانتخابية فى القنوات التليفزيونية الرئيسية فى إسرائيل أن كتلة مؤيدى حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لم تفز بالمقاعد ال 61 المطلوبة لتشكيل ائتلاف حكومي، وهو ما يعنى أنه لن يكون هناك منتصر واضح فى السباق لرئاسة الحكومة، إلا أن الكثيرين اعتبروه فشلًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، مما يطرح تساؤلا عريضا بشأن مستقبله السياسي. وبحسب النتائج التى نشرتها القنوات التليفزيونية مع انتهاء عملية التصويت، فإن هناك تراجعًا فى دعم الليكود، وتباينت النتيجة بين التعادل مع الغريم القوي، «كاحول لافان»، بزعامة رئيس الأركان السابق بنى جانتس، وما بين تقدم الغريم على رئيس الحكومة بفارق مقعد، مما يظهر إمكانية تقدم جانتس ووقوع مهمة تشكيل الحكومة القادمة على عاتقه، وسط إشارات لعدم تجاوز حزب «عوتسما يهوديت» اليمينى المتطرف لنسبة الحسم. وتظهر النتائج الأولية تراجع حزب «الليكود» إلى 31 مقعدًا مقابل 33 لحزب أزرق أبيض، مقابل ارتفاع مقاعد القائمة العربية المشتركة. مع ظهور النتائج الأولية، بدأت أجواء الانتصار لدى المنافسين فى مواجهة الليكود، إذ أعلن المرشح عن تحالف «أزرق أبيض» – أو «كاحول لافان» بالعبرية - يوعاز هندل أن نتائج العينات التليفزيونية أظهرت أن «عصر نتانياهو قد انتهى»، أيضًا صرح العضو العربي، أحمد الطيبي، عن القائمة المشتركة، أن «نتانياهو انتهى عهده» وأن مكانه أصبح البيت، وأن الأحزاب العربية والمعارضة عملت على إسقاط نتانياهو. وفى المقابل، أعلن رئيس الوزراء وأنه مستعد للتفاوض لتشكيل «حكومة صهيونية قوية»، مؤكدًا أنه سيدخل فى مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية، ولمنع خطر تشكيل حكومة معادية للصهيونية – بحد وصفه، فى إشارة للأحزاب العربية وإمكانية دخولها فى تحالف مع «كاحول لافان». كما قال تساحى هانجفى من حزب الليكود، الموالى لرئيس الحكومة: إن نتائج العينات التليفزيونية غير صحيحة، وأعرب عن ثقته أن نتانياهو سيواصل قيادة البلاد فى الأعوام الخمسة القادمة. ومن المتوقع أن تحصل كتلة اليمين المكونة من أحزاب «الليكود» و«يمينا» – الحزب القومى المتدين- والأحزاب الدينية «شاس» و»يهدوت هتوراه»، على ما بين 54: 57 مقعدًا من أصل 120، فى حين وصلت التوقعات بأن اليسار سيحصل على قرابة 59 مقعدًا، مع ارتفاع تمثيل الكتلة العربية لأكثر من 13 مقعدًا. أما حزب «إسرائيل بيتنا»، بزعامة اليمينى أفيجدور ليبرمان، الذى كان له دور كبير فى الدعوة لانتخابات مبكرة وإعادة جولة الانتخابات بعد فشل التوصل لحكومة ائتلافية، فمن المتوقع أن يحصل على 10 مقاعد، مقابل خمسة حصل عليها خلال الجولة الأولى، مما يجعل منه ملجأ لكل من «نتانياهو» و»جانتس» للوصول إلى نسبة تُمكن من تشكيل حكومة ائتلافية، وسط توقعات بلجوء اليسار إلى الأحزاب العربية لتشكيل تحالف حكومى معها. وكانت نتيجة استطلاع القناة 13، أن كاحول لافان سيحصل على 32 مقعدًا، والليكود 31 مقعدًا، القائمة العربية المشتركة 12 مقعدًا، «إسرائيل بيتنا» 10 مقاعد، «يمينا» 7 مقاعد - ويتوقع أن يتحالف مع الليكود، «يهدودت هاتوراة» 8 مقاعد ويتوقع أن يتحالف مع الليكود أيضا هو وحزب «شاس» الذى متوقع له 9 مقاعد، «المعسكر الديمقراطي» 5 مقاعد ويتوقع التحالف مع» كاحول لافان» هو وحزب «العمل» الذى سيكون له 5 مقاعد. الرابحون أظهرت استطلاعات تلك الجولة من الانتخابات تقدم القائمة العربية المشتركة، الذين بدأوا منذ أمس الأول، الثلاثاء، الاحتفالات بنتائج التصويت المرتفعة، إذ أظهرت التوقعات أن يفوز الحزب بما يصل إلى 13 مقعدًا فى الكنيست، وربما يزيد العدد بعد الفرز النهائي، وجاءت النتيجة مخالفة للتوقعات من انخفاض نسب التصويت فى المدن ذات الأغلبية العربية وصعود اليمين المتطرف. ووقف مرشحو القائمة العربية على مسرح فى مقر محطة إذاعية عربية فى الناصرة محتفلين بتلك النتائج، وألقوا خطابات حماسية وتنبأوا بنهاية حكم نتانياهو، مؤكدين أنه أسهم بالتحفيز على التصويت بهجماته ضد المجتمع العربي. وأكد زعيم القائمة المشتركة، أيمن عودة، أنه يشعر بالرضا لأن نتانياهو لا يمكنه تشكيل حكومة، أيضا لفشل حزب «عوتسما يهوديت» فى اجتياز نسبة الحسم للمشاركة فى الكنيست، متابعًا أن هجمات نتانياهو المتكررة على العرب عززت الإقبال وضرته فى النهاية، قائلًا: «هناك ثمن باهظ للتحريض». الرابح الثانى فى تلك الانتخابات هو «ليبرمان»، الذى إذا ثبتُت صحة استطلاعات الرأي، فلن يكون أى من «نتانياهو» أو «جانتس» قادرًا على أن يشكل حكومة ائتلاف دون اللجوء إلى «ليبرمان» بعد هذه الانتخابات الثانية، ووفقا لهذا السيناريو فإنه يُمكن يُرجح حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة ليبرمان، كفة الميزان لأى من المعسكرين. خاصة أن الاستطلاعات تشير إلى أنه سيشغل عشرة مقاعد فى الكنيست. ولم يعلن ليبرمان بشكل واضح عن دعمه لأى معسكر، إلا أنه دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية موسّعة تضمّ الليكود وكاحول لافان، إلا أنه على خلاف مع نتانياهو بسبب موقفه من الأحزاب الدينية ولرغبته فى الحصول على حقيبة الدفاع. لذا سيجد ليبرمان نفسه محاطًا لتهافت المعسكرين لدخول فى حكومة ائتلافية بعيدًا عن الدخول فى تحالف بين اليسار واليمين، لحسم دفة الحكومة صوب وجهة واحدة. الخاسرون وفقا لتلك النتائج الأولية، يمكن القول أن نتانياهو هو أكبر وأول الخاسرين – هذا فى حالة عدم تمكنه من تشكيل الحكومة، فالكثيرون يرون أنها نهاية مشواره السياسي، إلا أن هذا الأمر مشكوك فيه، فنتانياهو عاد للحلبة السياسية منذ عقد من الزمان بعد أن غاب عنها فى 1999، إلا أن الأمر الجلل هو أن نتانياهو يواجه تقديم لوائح اتهام محتملة ضده فى ثلاث قضايا فساد، بما فى ذلك بتهمة الرشوة، فى انتظار جلسة استماع، وخلال الجولة الانتخابية الأولى حاول تشكيل حكومة بعد أن اشترط دخول ائتلافه بدعم ترتيبات حصانة، بما فى ذلك تشريع جديد من شأنه منحه الحصانة من الملاحقة القضائية طالما بقى رئيسا للحكومة. ويرى كثيرون أن نتانياهو غير المتهم ولا المدان حاليا، سيسعى فى حال فوزه سيسعى للحصول من البرلمان على حصانة لتجنب المحاكمة، لأن مستقبله بات على المحك، وربما ليس المستقبل السياسى فقط حالة ثبوت الاتهامات ضده. تلقى حزب «عوتسماه يهوديت» ذو الهوية الاستطيانية العنصرية ضربة جديد بعد النتائج الأولية بعدم اجتيازه لنسبة الحزب، إذ لم يحصل على عدد كاف من الأصوات.