وُلدت الكاتبة الشهيرة أجاثا كريستى صاحبة الكتب الأكثر مبيعًا فى 15 سبتمبر من عام 1890 فى إنجلترا. تعلّمت أجاثا التى كانت الأخت أصغر أخوتها الثلاثة فى المنزل حيث أشرفت والدتها التى شجّعتها على الكتابة والقراءة على تعليمها. أحبت أجاثا منذ نعومة أظفارها المسرحيات الخيالية وخلق الشخصيات التخيّلية. وانتقلت لدراسة الصوتيات والبيانو فى باريس عندما كانت فى سنتها السادسة عشرة. ثم عادت إلى إنجلترا. وبعد مرور بضع سنواتٍ نشرت أجاثا روايتها الأولى بعنوان « The Mysterious Affair at Styles» فى عام 1920. ركّزت القصة على أحداث مقتل وريثةٍ غنية، وكانت هذه المرة الأولى التى عرّفت فيها أجاثا قراءها على واحدةٍ من أشهر الشخصيات فى قصصها، المحقق البلجيكى هركل بوارو.
إنجازات
خطّ قلم الكاتبة الشهيرة فى عام 1926 روايةً لاقت حينها نجاحًا باهرًا، وتعتبر إلى اليوم من الروايات الكلاسيكية إضافةً إلى كونها واحدةٌ من الروايات المفضلة لدى الكاتبة نفسها « The Murder of Roger Ackroyd»، لكنّها لم تهنأ بنجاحها فى ذلك العام، فقد كانت سنةً مأساويةً بالنسبة لها؛ توفّت والدتها فيها إلى جانب إفصاح زوجها لها عن علاقته مع امرأةٍ أخرى. شهدت سنة زفافها الجديد نشرها لقصةٍ جديدةٍ أخرى « Murder at the Vicarage». أصبحت هذه القصة أيضًا من الروايات الكلاسيكية وعرّفت جمهورها من القرّاء على شخصيةٍ جديدةٍ أخرى هى الآنسة جين ماربل، المحققة الريفية. امتلكت الكاتبة البريطانية قدرةً رائعة على الكتابة والتشويق، وتجلّى ذلك واضحًا فى سنواتها اللاحقة، حيث كتبت كريستى أكثر من 70 رواية تحرّى بالإضافة إلى القصص التخيلية القصيرة. حصدت الكاتبة نجاحًا كبيرًا فى مجال قصص الجريمة والتحرّي، مما جعلها تستحق لقب «ملكة الجريمة» و «ملكة الغموض»، لكن لا يعنى ذلك أبداً أنّها لم تكتب أنماطًا أخرى من القصص، فهناك على سبيل المثال روايات رومنسية مثل «Unfinished Portrait» التى نُشرت فى عام 1934 ورواية « A Daughter's a Daughter» التى تمّ نشرها فى عام 1952 تحت اسمٍ مستعار هو مارى ويستماكوت تُعتبر كريستى ملكة الكتابة والنشر فى جميع الأنواع الأدبية على اختلافها، ونرى ذلك جليًا عندما نعرف أنّها -وبحسب كتاب جينيس للأرقام القياسية- الكاتبة الروائية الأكثير مبيعًا للكتب على مر العصور، حيث بيع أكثر من 2 مليار نسخة من أعمالها مجتمعةً حول العالم، كما أنّ أعمالها تصنّف فى المرتبة الثالثة فى قائمة أكثر كتب العالم المنشورة بعد أعمال شكسبير والإنجيل. وبحسب قاعدة بيانات اليونيسكو «Index Translationum» فإنّ أجاثا هى أكثر الكتّاب الذين تُرجمت كتبهم ورواياتهم، فقد تُرجمت كتاباتها إلى أكثر من 103 لغات حول العالم. تُعتبر رواية «And Then There Were None» الرواية الأكثر مبيعًا للكاتبة حيث بيع منها إلى تاريخ اليوم أكثر من 100 مليون نسخة، مما جعلها رواية الغموض الأكثر مبيعًا فى العالم، وواحدة من أكثر الكتب مبيعًا عبر التاريخ. كما تم تحويل العديد من أعمال أجاثا كريستى إلى أفلامٍ شهيرة بما فى ذلك « Murder on the Orient Express» عام 1974 وفلم « Death on the Nile» عام 1978. كان آخر ظهورٍ لها بعد سنواتٍ قليلة فى ليلة افتتاح عرض مسرحية «Murder on the Orient Express».
الحياة الشخصية
تزوجت من الكولونيل أرشيبلد كريستى الذى كان طيارًا فى الفيلق الملكى عام 1914، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة، روزاليند، لكنه أفصح لها عن علاقته بامرأة أخرى. احتاجت بعدها كريستى لبعضٍ من الوقت لتتعافى وتطلب الطلاق من زوجها فى عام 1928. تزوّجت بعدها أغاثا من أستاذ علم الآثار ماكس مالوان، وسافرت معه فى عدة رحلاتٍ استكشافية سجّلتها لاحقاً فى عام 1946 فى مذكراتها التى نشرتها بعنوان « Come, Tell Me How You Live». عملت كممرضة خلال الحرب العالمية الأولى. تأثرت أجاثا بخبر علاقة زوجها الأول بامرأة أخرى، واختفت بعدها عن الأنظار لعدة أيام، لكنّ السلطات استطاعت إيجادها فى فندق هاروجيت متخفيةً تحت اسم عشيقة زوجها الجديدة. فى الحرب العالمية الثانية، عملت مساعدة فى صيدلية، وحصلت على خبرةٍ كبيرةٍ فى السموم، وهو أمرٌ انعكس بشكلٍ كبير على رواياتها اللاحقة. رافقت أمها فى رحلة علاجية إلى القاهرة، ولكن فى باطن الأمر، كانت والدتها تريد منها البحث عن زوج بريطانى فى الوجهة السياحية الأشهر للبريطانيين آنذاك. توفّت اجاثا كريستى فى 12 يناير من عام 1976 عن عمرٍ يناهز 85 عامًا لأسبابٍ طبيعية، ودُفنت فى فناء كنيسة سانت مارى فى شولسى.