الشعب يسأل.. والرئيس يجيب

فى بداية جلسة «اسأل الرئيس» ضمن فعاليات اليوم الثانى من مؤتمر الشباب السابع المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، أمس، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مؤتمر الشباب منصة للتواصل مع المصريين والشباب بشكل كبير، مضيفا: «كنا حريصين على أن نعقد مؤتمرا مثل هذا المؤتمر كل شهرين لثلاثة شهور على الأقل، ولكن بسبب الالتزامات وحجم الأنشطة المسئولة عنها الدولة بما فيها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى هذا العام، لم تجعلنا نقوم بذلك طبقا لما هو مخطط».
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إن المحليات تبذل مجهودًا كبيرًا لحل أزمات المواطنين»، مؤكدًا أنها تقوم بدور كبير فى أداء الدولة ومنذ عام 2011 حتى الآن تعتبر مجمدة لعدم إجراء أى انتخابات لها.
وأضاف الرئيس: «المحليات فى كل مكان فى العالم تقوم بدور كبير فى الرقابة والمتابعة للدور الحكومى وما تقوم به»، مشيرًا إلى أن «المحليات مسئولة عن التصدى للتعديات على أملاك الدولة»، منوهًا بأن مصر تواجه مشكلة كبيرة فى المحليات.
وتابع: «الواقع يقول إن هناك مشكلة كبيرة فى المحليات ونحن حريصون على عقد الانتخابات فى أسرع وقت ممكن»، موضحًا «الحكومة ستتقدم بقانون المحليات فى الدورة القادمة للبرلمان ليخرج القانون طبقًا للدستور ومن ثم عقد الانتخابات»، مشيرًا: «نأمل مشاركة ما لا يقل عن 13 ألفًا من الشباب والفتيات فى انتخابات المحليات».
وشدد على أن الدولة تتعامل مع الكثير من الموضوعات والأزمات وبعضها يكون بشكل معلن والبعض غير معلن، ولا يتم تداوله حرصًا على سلامة الأمن القومى، لافتًا إلى أنه من أهم تلك الموضوعات مشاكل الطاقة.
ونوه بأن أزمات البوتاجاز التى كانت متواجدة فى الماضى، تم حلها بشكل جذرى من خلال إنشاء مستودعات كبرى بجميع المناطق والمحافظات، مضيفًا: «أن الأزمات الخليجية ليست الوحيدة المتحكمة فى أسعار المحروقات»، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالسحب والطلب على البترول والوقود فى العالم.
وتابع: «أن الموازنة وضعت رقمًا ثابتًا لسعر الوقود ب68 دولارًا للبرميل ونحن نريد أن نؤمن ذلك»، مضيفًا أنه من 18 إلى 20% من حجم الوقود الذى يخرج من الخليج تأثر بشكل كبير، والأسعار سترتفع بشكل كبير وهذه مشكلة كبيرة.
وحول صراعات المنطقة، قال الرئيس: «لابد من المحافظة على الاستقرار فى المنطقة وإيجاد حلول بعيدة عن الصراع، لإيجاد حلول خاصة وأن المنطقة مضطربة منذ عام 2011، والمنطقة لا تتحمل مزيدًا من الاضطراب»، مضيفًا: «لو حصل صراع سيكون تأثيره على منطقة الشرق الأوسط كبيرًا للغاية».
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر تحاول إيجاد حلول فى المنطقة بعيدًا عن العمل العسكرى، مضيفًا: «لا بد من تسجيل موقف مصر تجاه الأحداث التى تقع المنطقة»، مشيرًا إلى أن دول الصراع لديها قدرات هائلة لخوض الحروب والنزاعات، ونحن نسعى للحفاظ على الأمن القومى العربى وأمن الخليج».
وعن طبيعة نظام عمل مجلس الشيوخ، أجاب الرئيس أن عمله الأساسى هو ضم أصحاب الخبرات المتراكمة، قائلًا: «فى الأصل وظيفة مجلس الشيوخ المشاركة ودعم النقاش من خلال خبرات كبيرة للغاية فى الغالب لم تكن متوفرة فى الشباب فى هذه المرحلة»، مضيفًا: «أن البرلمان والمحليات متواجدة ومتاحة للشباب ويمكن انضمامهم لها».
وقال السيسى: «إن انتخابات المحليات القادمة ستكون بمثابة خطوة أولى لمواجهة الفوضى والفساد فى هذا القطاع»، موضحًا أنه يوجد غياب تام لأداء المحليات فى محافظات مصر خلال الفترة السابقة، معلقًا: «آلاف المحاجر لم نستطع أن نحصل منها على إيرادات للدولة منها وذلك يعكس غيابًا تامًا للمحليات».
وأوضح أن التعدى على أراضى الدولة أصبح جريمة فى غاية الخطورة، لافتًا إلى أن الدول الأخرى لا يستطيع أى مواطن القيام بهذا العمل بدون موافقة الأجهزة المعنية، مؤكدًا أن حجم العمل الذى تقدمه الحكومة المصرية كبير للغاية من أجل إنهاء قانون المحليات فى أسرع وقت.
أما بشأن عملية الإصلاح الاقتصادى فقال الرئيس: «إن عملية الإصلاح والتطوير مستمرة ولن تتوقف، مشددًا على أن النجاح فى عملية الإصلاح الاقتصادى يعود للشعب المصرى الذى تحمل كثيرا».
وأشار إلى أن المرحلة الحالية للإصلاح الاقتصادى ستنتهى بنهاية هذا العام طبقًا للخطة التى وضعتها مصر وألزمت بها نفسها أمام صندوق النقد الدولى، متابعًا: «توقف عمليات الإصلاح الاقتصادى يحدث إشكاليات كبيرة».
وأوضح الرئيس، أن عملية الإصلاح واجبة لكل قطاعات الدولة بما فيها قطاع الإعلام، مضيفًا حاليًا نعمل فى إصلاح القطاع الإعلامى بشقيه الاقتصادى والفنى، مشيرًا إلى أن تكلفة قطاعات الإعلام 6 مليارات جنيه والمردود 2 مليار جنيه فقط.
وتابع: «فى جميع قطاعات البلد، حدث أمور توقفت على مدى سنين طويلة على أوضاع ثابتة ولم تتطور ومنها قطاع الإعلام»، مؤكدًا: «نشجع كل الوجوه الإعلامية الشابة بالتحرك فى القطاع الإعلامى، فأمريكا والهند يدخل فى مواردهما أموالًا هائلة من إنتاج الأعمال الفنية».
وتطرق السيسى إلى إنشاء أكبر مدينة للثقافة والفنون فى العالم وتحتوى على مسارح وأوبرا ومكاتب ومتاحف لصالح كل ما يخص الثقافة المصرية والتراث المصرى.
وأضاف: «أن الدولة المصرية كانت كل قطاعاتها تعانى وتدار «بعافية» خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه خلال 2020 سننطلق بشكل قوى للغاية وستظهر فى جميع مناحى الحياة، مؤكدًا أن التحديات كبيرة للغاية.
وقال الرئيس: «إن الدولة تتحرك فى إطار خطة شاملة بما فيها الثقافة»، كاشفًا أنه تم رصد نحو 600 مليون جنيه لتطوير الأنشطة الثقافية ومنها تجديد المسرح القومى، متابعًا: «أن التنسيق بين التعليم والشباب والرياضة والإعلام يحتاج إلى جهد أكثر لنكون منصفين»، مشيرًا إلى أن التحركات فى جميع الموضوعات كبيرة وتحتاج إلى جهد.
وقال الرئيس إنه تم إصلاح قطاع الكهرباء داخل الدولة، بتكلفة تقارب ال600 مليار جنيه، مضيفًا: «أن منتصف العام القادم 2020 هو عام الحساب ويتم المساءلة على ما تم إنجازه من مشروعات فى جميع القطاعات».
وأكد الرئيس، أنه لن يتم الاستعانة بمدرب أجنبى للمنتخب الوطنى لكرة القدم عقب الخروج من بطولة الأمم الإفريقية فى الأدوار الأولى، مضيفًا: «إحنا مش هنجيب مدربين من بره تانى، وإحنا ليه مش عندنا ثقة فى المدربين الوطنيين».
وأضاف أن الرياضات الجماعية تنال اهتمامًا كبيرًا من الحكومة وكل دول العالم، فتحولت كرة القدم من هواية إلى صناعة استثمارية، موضحًا أن الكثير من الدول والقطاعات تستثمر بشكل كبير فى مجال كرة القدم، والذى ينال إعجابًا وجماهيرية كبيرة من المواطنين.
ووجه الرئيس الشكر لكل الجماهير المصرية على حضورها بطولة كأس الأمم الإفريقية، مؤكدًا أن الدولة قامت بمجهودات كبرى لتنظيم تلك البطولة، مشيرًا إلى أن التنظيم والإعداد لتلك البطولة كان ممتازًا للغاية، حيث أنتجت الدولة الكثير من الأفكار الخلاقة مثل «تذكرتى»، والذى ساهم فى إعادة الجماهير الكروية بشكل منضبط للملاعب.
وقال الرئيس: «إن الفترة الماضية شهدت اجتماعًا مع دول المتوسط، خصوصًا فى ظل الاكتشافات الكثيرة التى تمت داخل الدولة المصرية»، مؤكدا أن الدولة لديها منشآت على أعلى مستوى لمعالجة الغاز.
وأضاف: أن الدولة المصرية عقب اكتشاف حقل ظهر خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى اكتشاف العديد من المناطق الأخرى ساعدت على تحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفير فائض للتصدير، مؤكدًا أن ترسيم الحدود الذى تم مع المملكة العربية السعودية وقبرص وفر لنا فرصة جديدة للاكتشافات البترولية».
وعن قطاع النقل، قال الرئيس: «إن قطاع النقل داخل الدولة محل اهتمام منذ توليه قيادة الدولة»، مضيفًا أن هناك حدودًا معينة للإنفاق على قطاع النقل، موضحًا أن العام المقبل سيشهد طفرة أخرى داخل النقل بمختلف قطاعاته.
وتابع الرئيس: «مصر ستشهد نقلة قوية ومحترمة فى منتصف العام المقبل بشبكة الطرق القومية»، مؤكدًا أن مصر تسير على المسار الصحيح، وحققت إنجازات غير مسبوقة ولكن المطلوب ضخم جدًا.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد كرم منتخب اليد للشباب بعد حصولهم على المركز الثالث فى مونديال الشباب لكرة اليد بإسبانيا. علاوة على تكريم المتميزين والرواد فى مختلف المجالات.