المنشد المغربى جواد الشارى هو أشهر المنشدين الدائمين الظهور فى الفترة الأخيرة على ساحة الابتهال الدينى فى مصر، ويحرص جواد على أن يكون له وجود فى الساحة المصرية، ومن خلال الحوار معه كشف الشارى عن مدى تأثره بالمدرسة المصرية فى الإنشاد والابتهال، واعتبر الكحلاوى، والفيوم قدوته . جواد الشارى أكد أن المغرب تعيش كل مناسباتها مع الإنشاد، وأن مجالس الذكر وحلقات الصوفية بها كانت بدايته مع الإنشاد الدينى، معتبرًا الابتهال الدينى قوة ناعمة فى مواجهة الفكر المتطرف حيث يساعد على تنمية الجانب الروحى بين الناس، وفيما يلى نص الحوار: بداية كيف بدأ طريقك مع الإنشاد الدينى؟ - بداية أشكر جريدة «روز اليوسف» على هذه الاستضافة وإتاحة الفرصة لى للتواصل مع الجمهور المصرى الجميل، أما بدايتى فى طريق الإنشاد كانت من خلال المواظبة على حضور مجالس الذكر والسماع الصوفى وحلقات الحضرة الصوفية بالزوايا الصوفية أوما يعرف فى مصر بالساحات, ومن خلال هذه المجالس تعرفت على فنون وألوان الإنشاد والمديح المغربى الأندلسى. ■ ومن هم قدوتك فى الإنشاد الدينى من المبتهلين المصريين؟ - إذا تكلمنا عن القدوة فى فن الإنشاد الدينى فى مصر فسأتكلم عن اسمين اثنين اعتبرهما شخصيا من أصحاب الحال الربانى الصوفى فى الإنشاد وارتاح عندما أغنى قطعهما وهما مداح الرسول محمد الكحلاوى والشيخ محمد الفيومى. وماذا عن الإنشاد الدينى فى المغرب؟ - الإنشاد الدينى فى المغرب عريق جدا وقديم ومرتبط بالطرق الصوفية ومجالسها وهومتأثر فى جانبه النغمى والموسيقى بالرافد الأندلسى ويستقى أغلب كلامه الموزون من كلام العارفين وكبار شعراء التصوف. فالإنشاد الدينى بالمغرب دائم الحضور فى مناسبات المغاربة الدينية والعائلية والوطنية ولا تكاد تجد عائلة من العوائل المغربية إلا وفرق الإنشاد حاضرة فى أفراحها وأتراحها والزوايا الصوفية زاخرة يوميًا بالإنشاد. ■ وما دور الإنشاد الدينى برأيك فى مواجهة التشدد؟ - لاشك أن للإنشاد الدينى مكانة خاصة وإقبالًا غير مسبوق من الجمهور وهوما ألقى المسئولية على المنتسبين لهذا الفن لكونهم يشكلون قوة ناعمة كبيرة من ضمن القوى الناعمة التى تواجه قوى الظلام والتشدد والتكفير للنهوض بالمستوى الذوقى العام والمساهمة فى تغليب الجانب الروحى والجمالى لذا شخصية الفرد المسلم لتصبح لديه مناعة ذاتية فى مواجهات فيروس الفكر المتشدد والمتطرف. ■ وهل توجد مدارس جديدة فى الإنشاد الدينى أم أن القديم ما زال سائدا؟ - لنكن منصفين أن المدرسة القديمة فى الإنشاد الدينى هى السائدة لعدة أسباب لعل أبرزها تقلص الإبداع الفنى على غرار باقى الفنون التى تعرف تراجعا فى مستوى الإبداع وحتى الذوق العام. كما يمكن أن نضيف ندرة الأصوات الخارقة مثل أصوات متصدرى المشهد الإنشادى فى المدرسة القديمة فأين تجد أصواتًا صداحة وحية بقيمة أصوات على محمود وطه الفشنى وكامل البهتيمى والطوخى وطوبار والنقشبندى وعمران مع احترامنا لكل الأصوات الموجودة على الساحة وهى أصوات طيبة وعندها خامات محترمة لكنها لا تستطيع أن تلحق بخانات الكبار وما يشاهد من محاولات للتجديد فى فن الإنشاد الدينى إنما هى اقتباسات من بعض فنون الموسيقى العصرية والشبابية. ■ وما سر ارتباط الإنشاد الدينى بشهر رمضان بشكل خاص؟ - ربما يكثر الطلب على الإنشاد فى شهر رمضان لما لهذا الشهر الفضيل من مكانة روحية خاصة عند المسلمين ولكون الصائمين يبحثون بعد يوم من الصيام والعبادة عن راحة روحية تشحنهم بطاقة إيجابية يستعينون بها على الصيام. ■ وما مدى تأثرك بالإنشاد الدينى المصرى؟ - طبيعى أن أتاثر بالمدرسة المصرية فى الإنشاد الدينى لأنها مدرسة الريادة فى التلاوة القرآنية والإنشاد والابتهال وتبقى مصر مركز الريادة عربيا فى أغلب الفنون. ■ وما سر حرصك على الإنشاد فى مصر ؟ وهل الجمهور المصرى مختلف عن بقية الجماهير العربية فى سماع الإنشاد والاهتمام به؟ - الجمهور المصرى بطبيعته جمهور سميع ويحب الجيد ولا يقبل إلا من له موهبة وله تجاوب جميل واستثنائى مع الفن عمومًا والإنشاد خصوصا .فالمصرى روحانى فى داخله متيم بالنبى صلى الله عليه وسلم ومحب لآل البيت رضى الله عنهم فأى ذكر ومدح لأحبابه الذين يموت صبابة وعشقا فى حبهم يثير لديه حالا ووجدا خاصا. لذا أحب أن أنشد وسط الجمهور المصرى.