اليتم دائمًا ما يترك أثرًا فى قلب الطفل ويمنح صاحبه شجنًا خاصًا به، وفى عالم الفن نجوم عاشوا ذلك الإحساس وتغلبوا عليه بفنهم ولعل عبدالحليم حافظ وأحمد زكى و نور الشريف من أبرز النجوم الذين فقدوا ذويهم فى سن صغيرة. حليم.. العندليب الحزين طفولة حزينة عاشها عبدالحليم حافظ بعدما فقد والدته وهو طفل رضيع وبعدها بأيام توفى والده، وتولى خاله فى البداية رعايته مع بقية أشقائه، ومن بعده شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة الذى ساعده فى صقل بموهبته والتحاقه بمعهد الموسيقي، وظل إحساس حليم باليتم موجودًا فى معظم أغانيه المليئة بالشجن، والبعض يرى أن هذا جزءًا من حب وتعاطف الجمهور معه. النمر الأسود فى حض جده النمر الأسود أحمد زكي، جاء للدنيا ليجد نفسه يتيم الأب ولم يمر وقت طويل لتتزوج والدته وبمرور الوقت لا يستطيع العيش مع زوج والدته ليتولى جده تربيته ولعل إحساس أحمد زكى باليتم زاد فى وجود أمه عندما حدث بينهما شبه قطيعة «ولم تعد المياه لمجاريها» إلا فى السنوات الأخيرة من حياة أحمد زكي. نور الشريف.. المرارة مرتان عاش نور الشريف مع عمه منذ طفولته بعد رحيل والده، وزواج والدته لدرجة أنه كان يظن أن عمه هو والده، حتى ذهب للمدرسة وبدأ يعى الأمر، لكن فى سن السابعة رحل العم ليعيش الشريف إحساس اليتم مرتين وتنقل الشريف بين أعمامه الذين تولوا رعايته مع شقيقته الوحيدة لكن ظل إحساس اليتم ملازمًا له. الشناوى: جمعتهم نظرة العين المحتاجة للدفء وعن تأثير عامل اليتم على كل من الأساطير الفنية الثلاثة قال الناقد طارق الشناوي: دائمًا ما يقول علماء النفس إن الطفل هو أبو الرجل وليس العكس، بمعنى أن الطفل هوالذى يحدد إلى أين تتجه مشاعر وأفكار الرجل عندما يكبر، وأتصور أن اليتم طرح نوعاً من الاحتياج العاطفى للنجوم الثلاثة ولعل أحمد زكى هو أكثر من شعر بإحساس اليتم لأن والده مات ووالدته تركته لجده وتزوجت وظلت مدة 7 سنوات بعيدة عنه ولم تفكر أن تراه فهذه الحالة إحساس اليتم يكون أصعب من اليتيم الذى تموت أمه مثل عبدالحليم حافظ. وتابع الشناوي: إحساس أحمد زكى باليتم كون بداخله نوعًا من الذكاء العاطفى الذى يجعل المشاهد يتعاطف معه وهذا ما يطلق عليه كاريزما النجم، حيث إن النجوم الثلاثة جمعتهم نظرة العين التى يظهر فيها الاحتياج للدفء القادم من الخارج.
