من أهم الأشياء المفيدة فى السفر والتجوال اكتشاف أماكن جديدة ومثيرة فى نفس الوقت،وهو ما حدث لنا أثناء جولة «روز اليوسف» فى محافظة الوادى الجديد، حيث اكتشفنا أنه من ضمن مواقعها الأثرية مكاناً رائعا يسمى جبانة قلعة الضبة. ومن أبرز ما وجدناه هناك مصطبة خنتيكا الذى كان يشغل منصب حاكم الواحة فى عهد الملك بيبى الثانى فى مركز الجبانة، والتى ترجع إلى الأسرة السادسة»2460-2200 ق.م»، حيث توجد 6 مقابر كبيرة أخرى ترجع كذلك إلى حكام، مثل مقبرة «إيما- بيبي»فى الناحية الجنوبية،ومقبرة»خنتى – كاو-بيبي» فى الناحية الشمالية، وهى تنفرد باحتوائها على حجرة دفن مزخرفة بالنقوش التى تصور المتوفى وزوجته أمام مائدة القرابين ومناظر من الحياة اليومية. ويتكون أثر خنتيكا من جزءين، المصطبة المشيدة فوق سطح الأرض والمقصورة الجنائزية حيث كانت تقدم القرابين فى مناسبة الأعياد والاحتفالات، والجزء الثانى عبارة عن 4 حجرات دفن تحت سطح الأرض والأبيار المؤدية إليها، وقد دفن خنتيكا فى حجرة الدفن الرئيسية وأفراد أسرته ومعهم أثاث جنائزى يتكون من أنية فخارية تحتوى على مواد غذائية وأوان من المرمر وقطع من النحاس. أما حجرة الدفن الرئيسية التى تعرضت للنهب والسرقة فى وقت مبكر جدا من العصور القديمة، فكانت لا تزال تحتوى على الهيكل العظمى ل «خنتيكا» ومسند رأس يحمل اسمه، والحجرات الثلاث الأخرى كانت سليمة لم تطلها أيدى العابثين، تعرض تلك القطع الأثرية حاليا فى متحف مدينة الخارجة . وقد شيدت حجرات الدفن فى قاع خندق مربع طول ضلعه 15 مترا وعمقه 10 أمتار منحوتة فى تربة الواحة المكونة من الطفلة الحمراء الكثيفة، وفى الناحية الشرقية يوجد منحدر سمح بإزاحة الرديم والأنقاض خلال عملية حفر الخندق ثم إنزال مواد البناء أثناء تشييد هذه الحجرات. وكان المرحوم عالم الآثار الراحل الدكتور أحمد فخرى أول من قام بالتنقيب فى الموقع عام 1972، وعندما شرع المعهد الفرنسى للأثار الشرقية فى تنقيب هذه المصطبة عام 1982 كانت المقصورة شبه مهدمة كليا وغائرة داخل الحفرة على عمق يتراوح بين .05 و1,60 متر، وقد تمت إعادة تشييد المقصورة على بعد 30 مترا إلى الشرق من موقعها الأصلى لكى نتمكن من تنقيب وترميم حجرات الدفن وتهيئة الجزء المدفون للزيارة.