أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن زيارته الحالية للنمسا وما جرى خلالها من مباحثات وما عكسته من توافق كبير ستكون نقطة انطلاق لمزيد من تعميق وتوسيع نطاق العلاقات بين البلدين. وقال الرئيس السيسى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع المستشار النمساوى سباستيان كيرتز، عقب مباحثاتهما فى فيينا، إنه تم خلال المباحثات الاتفاق على عقد الدورة المقبلة للجنة المصرية النمساوية المشتركة خلال العام المقبل، بعد توقفها منذ عام 2010، وذلك لصياغة مجالات التعاون فى قضايا مثل الصناعات الصغيرة والمتوسطة والبحث العلمى وتبادل الآراء بخصوص قضايا المنطقة. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر للمستشار النمساوى على حفاوة الاستقبال والتكريم الذى قوبل به فى فيينا، داعياً إلى العمل سويا والتعاون لإعادة الاستقرار فى المنطقة. وشدد الرئيس السيسى، على أن مصر ملتزمة أخلاقيا وإنسانيا تجاه اللاجئين والمهاجرين، مشيرا إلى أنه يوجد فى مصر نحو خمسة ملايين شخص يعيشون وسط المصريين ويقدم لهم ما يقدم للمصريين، فهم ليسوا فى معسكرات ونعاملهم كمواطنين، وأتحنا لهم فرص العمل. وأضاف الرئيس: «لم يخرج قارب واحد من مصر فى اتجاه أوروبا يحمل لاجئين، ولن نسمح بخروج لاجئين يكون مصيرهم التعرض للغرق فى البحر»، لافتا إلى أن هذا الموضوع كان أحد الموضوعات التى تم مناقشتها مع المستشار النمساوى، منوها بأن مصر تبذل جهودا ضخمة فى هذا الموضوع. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه تحدث مع مستشار النمسا سباستيان كيرتز عن الإرهاب وتأثيره المدمر على الاستقرار والأمن وشعوب المنطقة بالكامل، متسائلا عما إذا كانت العناصر الإرهابية المتطرفة ستتحرك من مناطق النزاع وإلى أين يتجهون؟، وهل سيتم السماح لهم بالتحرك إلى مناطق هشة أخرى ومن هذه المناطق يجتمعون مرة ثانية و ينطلقون بعمليات إرهابية تؤثر على أمننا واستقرارنا جميعا؟. وجدد الرئيس السيسى شكره مرة ثانية للمستشار كيرتز على الاستقبال وعلى المباحثات الإيجابية والتنسيق والتعاون الذى تم الاتفاق عليه، خاصة أن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى اعتبارا من 2019، قائلا «نحن بحاجة إلى التنسيق المستمر بيننا وبما يحقق مصلحة البلدين». من جانبه، أعرب المستشار النمساوى سباستيان كيرتز، عن تقديره وتقدير بلاده لجهود الإصلاح الاقتصادى الجارية فى مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدا قناعته أن هناك الكثير من الطاقات الكامنة التى يمكن أن تتعاون النمسا بشأنها فى مصر وهناك اهتمامات مشتركة بين البلدين فى هذا الصدد. وقال المستشار النمساوى، إن هناك أكثر من 600 شركة نمساوية تعمل فى مصر، لافتا إلى أن مصر تعد واحدة من أهم الشركاء التجاريين لبلاده فى أفريقيا والشرق الأوسط. ورحب المستشار النمساوى بالرئيس السيسى، معربا عن سعادته للقاء الرئيس، حيث تم تبادل الرؤى بينهما إزاء العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونوه إلى أنه التقى الرئيس السيسى أربع مرات فى القاهرة ونيويورك . وأضاف كيرتز، أنه تم التوقيع على 10 مذكرات تفاهم فى مجالات متعددة كالتعليم والبحوث والتقنية والتبادل العلمي، موجهاً الشكر للرئيس السيسى على التعاون فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، فمصر تؤكد أن أحدا من اللاجئين لن يخرج من مصر إلى أوروبا. كما وصف المستشار النمساوى مباحثاته والرئيس عبدالفتاح السيسى بأنها كانت مكثفة وجيدة وإيجابية للغاية، مضيفا: «أشكر فخامتكم على التعاون فى مكافحة الهجرة غير الشرعية فمصر والاتحاد الأوروبى كانت لديهما مباحثات جيدة للغاية فى هذا الأمر، مدللاً على ذلك أنه لم يصل إلى إيطاليا المزيد من المهاجرين وهو ما يساعد على إرساء المزيد من الاستقرار فى أوروبا وتدمير خطط مهربى البشر ويجعل حركة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تنتهى فى البحر المتوسط . وأعرب عن شكره للرئيس السيسى، على التعاون وما جرى خلال المحادثات من تبادل مفيد للآراء ووجهات النظر تجاه القضايا موضوع البحث، مؤكدا أن هذه الأجواء الإيجابية من شأنها ترسيخ العلاقات وتحقيق المزيد من التعاون على كافة الأصعدة والمستويات». واختتم المستشار النمساوى، «شكرا جزيلا فخامة الرئيس على زيارتكم للنمسا وشكرا جزيلا على المشاركة فى المنتدى الإفريقى الأوروبى وكذلك فى يومى ال 24 وال 25 من فبراير المقبل حيث يعقد ملتقى بين الاتحاد الإفريقى وأوروبا».
