أثناء بحثه عن «سباخ بلدى» – سماد- لتخصيب أرضه، عثر الفلاح محمد على السمان من قرية – جبل الطارف – التابعة لمدينة نجع حمادي، على إحدى أهم مخطوطات البردى فى العالم فى أحد الكهوف الجبلية، والتى يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادى. «السمان» وجد المخطوطات عام 1945، وباعها لأحد التجار، انتقلت بعدها من تاجر لأخر إلى أن تم تهريبها إلى متاحف أوروبا، وتمكنت مصر من استعادتها. قاعة « مخطوطات نجع حمادي»، بالمتحف القبطي، تضم أحد أبرز وأهم الكنوز القبطية بحسب وصف د.عاطف نجيب – نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية لشئون الآثار القبطية. «المخطوطات» عثر عليها الفلاح فى «جرة» تضم 13 مجلدا من ورق البردى تم كتابتها باللغة القبطية بين القرنين (2- 3) الميلادي، وتحديدا ب«لهجة» أهل «طيبة» وقتها، وتضم تضم 1300 ورقة و 54 عنوانا و52 موضوعا مختلفا، وتضم بعض الأناجيل المزورة المنسوبة للحواريين والسيد المسيح، بالإضافة لمعلومات جديدة لدراسات تاريخ الأديان والقبطيات والفلسفة وعلم صناعة الكتب وتقنية تجليدها وتاريخ مجموعات القبطيات وتمثل هذه المخطوطات بحسب – د.عاطف - المصدر الرئيسى لدراسة فكر«الغنوسية» الخاص بجماعة العارفين بالله ،وهى حركة دينية كتب عنها وهاجمها أباء الكنيسة الأوائل مثل «إرينيوس» الذى توفى حوالى 202 م«وكلمنت السكندري»حوالى 150 – 215 م. «نجيب» كشف أن اليونسكو لعبت دورا مهما فى تجميع وإعادة المخطوطات لمصر مرة أخرى وإيداعها بالمتحف القبطي، وقد قام د.باهور لبيب – عالم القبطيات المصرى والمدير الأسبق للمتحف القبطى - « 1905 - 1994»، بدراستها بشكل علمي، ونشر حوالى 160 ورقة من المخطوطات عام 1976 ميلادية. يفسر نائب رئيس المتحف القبطي، سبب قيام رهبان دير القديس باخوميوس – مؤسس الحياة الديرية فى مصر- بدفن المخطوطة، وعدم إتلافها رغم مخالفتها للفكر المسيحي، لإيمانهم بقبول الآخر، وتأكيدا على صحة عقيدتهم.