تنطلق اليوم الثلاثاء القمة الأمريكية - الفرنسية، بعد أن توجه الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» أمس للولايات المتحدة فى زيارة دولة تستمر 3 أيام سيبحثان خلالها عددا من النقاط الخلافية الجوهرية فى طليعتها الملف النووى الإيراني، والأزمة السورية، والنزاع التجارى بين الاتحاد الأوروبى وواشنطن. وفى مقابلة أجرتها معه الاحد شبكة «فوكس نيوز» عرض ماكرون ما سيطرحه من براهين لإقناع ترامب فى الملفات الخلافية بين البلدين مثل ايرانوسوريا والنزاع التجارى بين الاتحاد الاوروبى وواشنطن. وستبدأ اول زيارة ل«ماكرون» وحرمه «برجيت»، لواشنطن بحفل تشريفات فاخر، يتناول خلاله الرئيسان وزوجتاهما العشاء فى «ماونت فيرنون»، المقر التاريخى للرئيس جورج واشنطن فى جنوب العاصمة. وكان ترامب وماكرون وزوجتاهما قد تناولا العشاء فى الطبقة الثانية من برج ايفل عندما زار ترامب باريس يوليو الماضي. وتبدأ المحادثات الدبلوماسية الثلاثاء بلقاءات فى البيت الابيض يليها عشاء رسمي. ويلقى ماكرون خطابا فى الكونجرس الامريكى قبل ان يلتقى طلابا فى جامعة جورج واشنطن. ويسعى ماكرون خلال زيارته إلى إبراز التاريخ المشترك للبلدين والقيم والمواقف التى يتشاركانها. وكشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن هناك 3 قضايا جوهرية تمثل تحديًا لعمق الصداقة بين ماكرون وترامب، هى اتفاق النووى مع إيرانوسوريا والعلاقات التجارية بين أوروبا وامريكا. ويعتبر دونالد ترامب الاتفاق الموقع فى يوليو 2015 بين طهران والدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) شديد التساهل حيال طهران وهو يهدد بإعادة فرض العقوبات على إيران والانسحاب من هذا الاتفاق إذا لم تشدد الدول الأوروبية الموقعة عليه شروطه بحلول 12 مايو. وفيما يعتزم ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرا أنه انتصر فى المعركة ضد تنظيم داعش، قال ماكرون «سيترتب علينا بناء سوريا جديدة بعد الحرب، فى اليوم الذى ننهى فيه هذه الحرب ضد داعش، حتى ولو من وجهة نظر سياسية، فسوف نترك المجال متاحا للنظام الإيرانى والرئيس السورى بشار الأسد». وسيسعى ماكرون خلال زيارته إلى إعفاء الاتحاد الأوروبى من الرسوم الجمركية الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم، والتى تدخل حيز التنفيذ فى 1 مايو، مؤكدا: «لا حرب بين الحلفاء». وخلافا لشركائه الأوروبيين، عمل ماكرون الذى انتخب فى مايو 2017 على إنشاء تحالف خاص مع دونالد ترامب الذى يرى الرئيس الفرنسى فيه مغردًا خارج السرب، مثله. وأوضحت صحفية «لوبريزيان» أن هدية الرئيس الفرنسى لترامب تحمل أبعادًا رمزية لعمق الصداقة الفرنسية الأمريكية، حيث سيقدم لترامب شجرة بلوط من قلعة «تييرى» بشمال فرنسا قرب موقع معركة «غابة بيلو» التى كانت مسرحًا لمعركة حاسمة حيث تصدى مشاة البحرية الأمريكية لهجوم ألمانى فى العام الأخير من الحرب قبل نحو مائة عام. كما سيتم غرس الشجرة فى حديقة البيت الأبيض على بعد أمتار قليلة من الموقع الذى أعلن فيه ترامب انسحابه من اتفاقية المناخ العام الماضى.