أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تحارب الإرهاب دفاعا عن وطن يتسم بالتسامح والتعددية وعن المنطقة العربية والعالم بأسره، مشددا على أن مواجهة صناعة التطرف فكريا تعد ضرورية لتحصين الشباب من الاتجاهات الفكرية والنفسية، التى تدفع نحو السير على طريق الموت والإرهاب. وقال فى كلمة خلال لقائه مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية أمس بحضور عدد من الشخصيات الدولية البارزة والرؤساء السابقين وكبار العلماء والمفكرين إن مكتبة الإسكندرية تقوم بدور تنويرى لمكافحة الإرهاب، منوها إلى إنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، وكذا المركز الحضارى الذى يضم مجمعا للأديان بما يعكس الروح الجديدة التى تسود مصر. وأعرب الرئيس عن دعمه لجهود مكتبة الإسكندرية لإنشاء متحف للأديان فى قصر أثرى بحلوان يتناول علاقة الإنسان بالديانات فى الخبرة المصرية، مؤكدا أن الأديان التى تجاورت وتعايشت فى مصر تجسد روح مصر الحقيقية، حيث عاش المصريون فى وئام مع تنوعهم الدينى. كما طالب الرئيس مكتبة الإسكندرية بتعزيز دورها فى مجال الفضاء الرقمى، وعقد مؤتمرات ترصد وتحلل المتغيرات العالمية فى مجال الفكر والثقافة والتكنولوجيا. وأكد الرئيس أن التحدى الأهم الذى يواجه مصر هو تحقيق التنمية والتغلب على الفقر، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على مسارات متوازية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، منوها إلى جهود تطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة ونقل حوالى 200 ألف أسرة لوحدات سكنية لائقة المستوى، فضلا عن تشييد مليون وحدة سكنية خلال 4 سنوات. كما أشار إلى أولوية تطوير التعليم ومواجهة احتياجات الواقع، موضحا أن مصر تجاوزت فترة عدم الاستقرار خلال السنوات التى تلت عام 2011 بفضل تفرد الشعب المصرى ووعيه. وشدد على حرص الدولة على تعميق وترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح عن طريق الممارسات الفعلية على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بمبادئ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس دينى.
