أكد الدكتور عبد السلام عبدالله نصية رئيس لجنة الحوار السياسى بمجلس النواب الليبى أن المشهد السياسى فى ليبيا معقد، مؤكدا أن دولاً عربية وغربية ساهمت للأسف فى تنامى الإرهاب فى ليبيا عن طريق السماح للإرهابيين وتزيدهم بالسلاح والمال. ولفت «نصية فى حواره ل«روزاليوسف» إلى أن قطر أهم داعم لتيار الإسلام السياسى فى ليبيا، مشيدا بالدور المصرى بفضح الدول الراعية للإرهاب. ■ ما تقييمك للمشهد السياسى والأمنى فى لبييا؟ - المشهد السياسى فى ليبيا معقد، لأن ما سقط فى ليبيا ليس النظام فقط إنما الدولة، ولذلك أى حل أواتفاق لا يهدف لاستعادة هياكل الدولة لن ينجح، أما بالنسبة إلى المشهد الأمنى فيعتبر جوهر القضية الليبية، لانتشار السلاح والمليشيات المسلحة ما أربك المشهد السياسى وعمل على تأخر استعادة الدولة. ■ وما الدول العربية التى تدعم المليشيات فى لبييا؟ - قطر هى أهم داعم لتيار الإسلام السياسى فى ليبيا، وتحاول فرض نظام سياسى وتشكيل الدولة الليبية وفقا لرؤيتها وليس وفقا لإرادة الشعب الليبى. ■ ما رأيك بالتحرك المصرى فى مجلس الأمن لفضح دعم قطر للإرهاب؟ - دور مصر بمجلس الأمن مهم جداً خاصة فى هذا الوقت الذى تمر به الأمة العربية بعواصف شديدة وأيضا الوقت الذى تمر به ليبيا من أزمة سياسية وغياب للدولة، وقيام مصر بفضح الدول الراعية للإرهاب، عامل مهم جدا فى مكافحة الإرهاب، حيث إن مصر تملك من القدرة والأجهزة التى تكون قادرة على كشف هذه الحقائق أمام العالم ونحن نحمد الله أن مصر كانت موجودة بمجلس الامن فى هذه الفترة. ■ إلى أى مدى وصل التنسيق المصرى - الليبى فى مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود؟ - العلاقة بين مصر وليبيا ليست علاقة حدود فقط بل هى علاقة مصير وأمن قومى مشترك، مصر ساهمت بشكل كبير فى حماية الحدود الشرقية لليبيا ومساعدة الليبيين فى التنقل ونقل السلع والخدمات، وهذا دور كبير جدا نظرا لطول هذه الحدود وتكاليف تأمينها الكبيرة. والعلاقات المصرية الليبية دائما علاقات اخوة، مايربط ليبيا بمصر ليس الحدود ولكن الدم والاخوة والعروبة والإسلام، وبالتالى هو ارتباط مصير ودائما ننظر لمصر الشقيقة الكبرى واللاعب الإقليمى الذى دائما مع الشعب العربى وقضاياه، لذلك العلاقة لن تكون إلا جيدة ومتينة. ■ هل حقق لقاء فرنسا أية مكاسب؟ - لقاء باريس بين القائد العام للجيش ورئيس المجلس الرئاسى حقق بعض الثوابت من أهمها إقامة دولة مدنية وتوحيد الجيش الليبى، وهذا رد صريح وواضح حول النظر لمستقبل الحل فى البلاد، حيث إننا قبل لقاء باريس كنا دائما عندما ندعو لدعم الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية كان هناك من يقول إن هذه الدعوات تهدف لعسكرة الدولة. ■ ما أسباب تأخر الأطراف الليبية لاتفاق سياسى؟ - لأن كل المحاولات السابقة للتسوية كانت تدور حول تقاسم السلطة فى ظل غياب الدولة، بالإضافة إلى أنه منذ إقرار الإعلان الدستورى المؤقت تم وضع ليبيا فى مربع اللاقرار «سيادى تنفيذى فعال» أى دائما كان اللجوء للقيادة الجماعية الهشه غير القادرة على مواجهة القضايا الحقيقية. ■ تقدمت سابقا بمقترح لحل الأزمة الليبية ما بنوده؟ - المبادرة التى قدمتها فى فبراير 2017 ترتكز أساسا على انتخاب رئيس مؤقت للبلاد ومن ثمة انتخاب برلمان وقد وقع عليها أكثر من ثلاثين عضو من مجلس النواب لعرضها ومناقشتها ولكن للأسف مجلس النواب يعانى من تفتت وانقسام. ■ ما تأثير الأطراف الدولية على ليبيا؟ - حذرت سابقا من نقل الملف الليبى إلى أى دولة لأنه يمنع الوصول إلى حل قريبا، فكل دولة لها منافسيها وخصومها، لذلك أرى أن يبقى الملف تحت رعاية الأممالمتحدة وأى دولة ترغب فى المساعدة يتم عن طريقها وتحت مظلتها. ■ ما أسباب الأزمة بين ليبيا مع إيطاليا؟ - للأسف يجب أن نعترف بوجود تدخلات كبيرة فى القضية الليبية ومن عدة أطراف، ومنها التدخل الإيطالى الذى يدخل ضمن الإطار الذى حذرت منه وهو نقل الملف الليبى لدولة معينة. ■ ما تقييمك للتعاون البرلمانى بين ليبيا ومصر؟ - هناك تواصل وتنسيق دائم بين مجلس النواب الليبى والبرلمان المصرى، ومصر مهتمة بليبيا، وذلك واضح من خلال قيام القيادة المصرية بتخصيص لجنة رفيعة المستوى للقضية الليبية وهذه اللجنة التقت مع معظم أعضاء مجلس النواب ومع جميع الفرقاء فى ليبيا على حد سواء وهذا دور إيجابى تلعبه مصر لصالح القضية الليبية.
