أمام محكمة الأسرة، تفترش كريمة الرصيف فى حرارة الشمس المُحرقة، واضعة رأسها بين كفيها فى انتظار النطق بالحكم والذى سيغير مجرى حياتها. بدموع ألم وحسرة، وعيون منهمرة بالبكاء، روت كريمة قصتها ل «روزاليوسف». ذهبت إلى مدينة شرم الشيخ، وكنت واحدة ضمن معسكر الشباب والفتيات، وفى وقت الجولة الحرة، تعرفت على شاب وسيم، يتمتع بخلق قويم، واستمر التواصل بينى وبينه حتى عقب عودتى إلى محافظتى مرة أخرى، إلى أن تعلق بي، ووقعت فى حبه أنا الأخرى، وأخبرنى بأنه سيأتى لطلبى للزواج من والدى فى أول إجازة له، وبالفعل أتى بصحبة أهله، وتمت الخطبة، وعاد إلى عمله من جديد فى شرم الشيخ، وقبل عودته حدد مع والدى 6 أشهر فترة خطوبة وعقبها يتم الزواج، وواصلت: بسبب ظروف عمله لم يستطع أخذ إجازات والعودة للقاهرة طوال فترة الخطوبة، وكان التواصل بينى وبينه مقتصر على المكالمات الهاتفية، وتابعت: والدته هى من تولى أمر شراء أثاث، ولوازم العرس معى، حتى هى من قام بتأجير قاعة الزفاف وكل متطلباته. واستطردت: جاء خطيبى قبل الزفاف بأسبوع، تقابلنا فيه 3 مرات، وكل مرة كان يبدو عليه علامات عدم الاتزان، واللون الأسود يظلل أسفل عيناه، وكنت أبرر ذلك لنفسى ولأهلى أن ضغط الشغل، وإرهاقه هو من جعله هكذا، واستطردت: أُقيمت ليلة العرس، ولم أكن أعلم أنه مدمن مخدرات بمختلف أنواعها، والعرف السائد فىالأفراح بين الأصدقاء هو تقديم المخدرات «لزوم الليلة» انتهى الحفل، وذهبنا إلى عش الزوجية، واستكلمت: لم يمر ساعة من الوقت وبدأ مفعول المواد المخدرة، وانقلب زوجى لوحش، انهال على بالسب والضرب المبرح دون سبب، وسحلنى من شعرى، وطردنى إلى خارج الشقة. واستكملت وعلى وجهها علامات الحسرة: ظللت أبكى وحدى طوال الليل ولا أستطيع العودة إلى منزل أبى بفستاني، حتى لا أكون أنا وأهلى عرضة لكلام الناس، وجاء أهلى لزيارتى فى اليوم التالى «يوم الصباحية»، وحينما وجدونى فى هذه الحالة صرخت أمى، ورويت لها ما حدث، على الفور هاتف أبى والد زوجى، جاء مسرعًا، هو ووالدته، وكانت لديهم نسخة من مفاتيح الشقة، تركها لها زوجى وقت فرش وترتيب الشقة، حاولوا التفاهم معه، إلا أننا علمنا وقتها أننا وقعنا فى فخ مدمن، لا أستطيع استكمال حياتى معه، وإنجاب الأطفال منه، فرفعت دعوى خلع.
