تحتفل مدينة العريش يوم السبت المقبل ب«اليوبيل الذهبى» احياء لذكرى اضراب المدينة وصمود أبنائها فى وجه الاحتلال الإسرائيلى والذى نظمته منظمة صوت العروبة يوم 19 من شهر أغسطس عام 1967 . كان موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق قد دعا وسائل الاعلام ووكالات الأنباء العالمية فى ذلك اليوم - أى بعد الاحتلال بحوالى شهرين -، للتصوير فى مدينة العريش ونقل ما يدور بها من حياة طبيعية لكى يوضح للعالم هدوءها ورضوخها لإسرائيل، وأن أهالى سيناء يتقبلون الاحتلال بصدر رحب ويتعاملون مع قواته، حيث كانت العريش عاصمة لسيناء بالكامل شمالا وجنوبا قبل تقسيمها. إفساد خطة إسرائيل وأراد وزير الدفاع الإسرائيلى من ذلك ارسال رسالة إلي جميع دول العالم عن هدوء الأوضاع فى سيناء، وتيقن أبناء مدينة العريش لذلك وتم تشكيل مجموعات لتوعية المواطنين لافساد خطة إسرائيل، حيث تولت مجموعة من الشباب اقناع أصحاب المحلات التجارية باغلاق محلاتهم وتنظيم اضراب عام وشامل فى كل مرافق وخدمات المدينة، وتوقفت جميع مظاهر الحياة تمامًا فى مدينة العريش العاصمة، إلى جانب الدعوة للصمود فى وجه الاحتلال ومقاومته بكافة الأشكال وعلى جميع الأصعدة. وقال عبد العزيز الغالى أحد منظمى الاضراب والصمود إنه فور العلم بنية العدو تم تشكيل مجموعات مقاومة فى شوارع وميادين العريش ودعوة المواطنين إلي الاضراب فى هذا اليوم والاعلان عن قيام منظمة صوت العروبة لمقاومة الاحتلال والتى قامت بالمرور ليلا على أصحاب المحلات والمنشآت والمواطنين والتخطيط لتوجيه ضربة قاصمة للاحتلال أمام ممثلى وسائل الاعلام الدولية. جن جنونه وأوضح أنه تم بالتنسيق مع بنت الحارس الشخصى لمحافظ سيناء وقتئذ توفير مطبعة بدائية وطبع منشورات الاضراب فيها، والدعوة إلي مقاومة الاحتلال باسم منظمة صوت العروبة، مشيرا إلي أنه تم توزيع المنشور ليلا وتم وضع نسخة منه على مكتب الحاكم الإسرائيلى الذى جن جنونه عند مشاهدة المنشور، وبدأ البحث عن أعضاء المنظمة وكاتبى وموزعى المنشور عن طريق حملة مداهمات لمنازل المواطنين . وأضاف أن موقف المنظمة لم يتوقف عند هذا الحد، وانما تبعته عمليات مقاومة ومهاجمة القوات الإسرائيلية فى أماكن تمركزها بالقنابل اليدوية والمتفجرات، مما أدى إلي مقتل جنديين إسرائيليين واصابة نحو4 أفراد خلال المقاومة، مشيرا إلي أن الوضع تحول من اضراب وصمود إلي مقاومة الاحتلال، وعندما بدأ توافد ممثلى وسائل الاعلام وبعض القيادات الإسرائيلية إلي المدينة لايهام العالم برضوخ أهالى سيناء وخاصة العريش العاصمة للاحتلال كانت الأوضاع على أشدها من اضراب واغلاق تام وتوقف جميع وسائل الحياة فى المدينة، إلي جانب أعمال المقاومة والعمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال. عمليات مقاومة فقد تحول اهتمام وسائل الاعلام ووكالات الأنباء العالمية عما جاءت من أجله، وقامت بنقل الأوضاع الحقيقية وما يدور على أرض الواقع من مظاهر الاضراب وعمليات المقاومة ضد الاحتلال فى مدينة العريش، وهوعكس ما أراده الاحتلال وخطط له موشيه ديان، وكان هذا اليوم بداية لأعمال المقاومة والصمود والتحدى ورفض الاحتلال، حيث استمرت عمليات المقاومة على يد منظمة صوت العروبة، وبعدها تم تشكيل منظمة سيناء العربية.