شراء الياميش عادة عند المصريين، فعلى الرغم من غلاء المعيشة واكتواء الشعب بالغلاء، مازال ياميش رمضان من عادات وتقاليد الشعب المصرى التى لا تنقطع، ومع استمرار ارتفاع سعر الدولار، يعانى المصريون من غلاء هو الأقسى على مدار سنوات، ترتب عليه ارتفاع أسعار السلع الغذائية كلها، ومع دخول شهر رمضان أصبح العبء كبيراً على المواطن المصرى، الذى يحاول مقاطعة كل ما هو غال.. فأسعار الياميش ارتفعت بصورة مضاعفة، لكن يبقى السؤال ما مدى الإقبال على الشراء مع حلول شهر رمضان الكريم؟. تجولنا فى أكثر الأسواق بيعا للياميش فى محلات السيدة زينب، ومنها سيرا على الأقدام إلى محلات وسط البلد، نستطلع حالة الأسعار، فوصل سعر كيلو المشمشية 96 جنيهاً، والبلح يتراوح بين 18 و 45 جنيهاً، والزبيب 50 جنيهاً، والمكسرات بين 110 و 260 جنيهاً للكيلو، ولفة قمر الدين تراوحت بين 35 و 45 جنيهاً، أما الفول السودانى فسجل سعر الكيلو 40 جنيهاً، بدلاً من 28 جنيهاً، والحمص الكيلو 48 جنيهاً بدلاً من 28 جنيهاً. وتقول رشا ربيع «ربة منزل» إنها لن تشترى الياميش، لكن البلح والسلع الأساسية مثل التمر هندى والعصائر مهما غلا سعرها ستشتريها، لكن السلع الأخرى مثل جوز الهند والزبيب والبندق وعين الجمل ستسغنى عنها لغلاء سعرها بسبب غلاء الأسعار، وقالت، نحاول أن نتماشى وفقاً للحاجة المطلوبة، بشراء بعض الاحتياجات الأساسية فقط. يقول محمد عبدالحميد - 35 عاماً - إن الأسعار لم تعد تطاق، وواصل: لن نشترى أى متطلبات لهذا العام، سوى البلح فقط خاصة مع غلو سعره الذى وصل إلى 15 جنيهاً للكيلو كأقل نوعية للبلح. وأضاف: «ياميش رمضان السنة دى للأغنياء فقط، لأن أسعاره تضاعفت بسبب الدولار، مشيرًا إلى أن سعر كيلو التمر الرطب 20 جنيهاً، فى حين سعر كيلو التمر الرطب المحشو مكسرات 30 جنيهاً، والتمر الأسوانى سجل سعر الكيلو 17 جنيهاً، وسعر كيلو التمر الهندى 10 جنيهات، ومتوسط سعر كيلو السودانى 25 جنيه، وسعر كيلو الخروب المجروش 25 جنيهاً، بينما كيلو الدوم المجروش بلغ متوسط سعره 25 جنيهاً، متابعا «منين هنجيب فلوس لكل دا».. وطالب محمد أبوبكر – موظف - الحكومة وفرت كميات كبيرة من سلع رمضان بأسعار مخفضة، مضيفاً إنه لن يشترى منتجات شهر رمضان بسبب غلاء الأسعار، وأوضح: «راتبى فى الشهر 900 جنيه، كعامل فى مخزن مواد غذائية». وشكا محمد سامى – موظف - أحد العاملين بسرادق الياميش فى السيدة زينب من حالة الركود التى تشهدها سوق الياميش بسبب ارتفاع الأسعار وعدم إقبال المواطنين على الشراء، وقال: إن جميع الأسعار تضاعفت عن العالم الماضى، ووصل سعر كيلو الزبيب إلى 22 جنيهاً، وجوز الهند إلى 17 والبلح الأسوانى إلى 22 جنيهاً، وبلح الوادى الجديد إلى 17 جنيهاً للكيلو الواحد، ووصل سعر كيلو البندق إلى 250 جنيها وكيلو اللوز 250 جنيهاً، والفستق 320 جنيها، وعين الجمل 250 جنيهاً، والكاجو 300 جنيه، والقراصيا 110 جنيهات، والمشمشية 110 جنيهات، وجوز الهند 65 جنيهاً، وكيلو الزبيب الجولدن 65 جنيهاً والمصرى 50 جنيهاً. يقول الدكتور خالد الشافعى الخبير الاقتصادى: إن جموع الشعب المصرى فى غنى عن الياميش والسلع الرمضانية غير الأساسية، لأنها سلع ترفيهية، وليست ضرورية، مطالبا وسائل الإعلام المصرية بتوعية الشعب بعدم شراء هذه المستلزمات، وقال: أننا فى استغناء عن الياميش والتمر الهندى، مطالباً بتطوير صناعة الياميش المصرى بحيث يمكننا تقليل الاستيراد، وطالب الحكومة بانتهاج طريق جديد فى سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتى من كل هذه السلع التى لها بديل محليا، وفى حالة عدم وجود المنتج محليًا، فلابد من العمل على خلق بيئة مناسبة لعمل ذلك ، ولو تم هذا سنحقق المنظومة التى نطالب بها وهى شعارها صنع فى مصر. وتابع: غلاء الأسعار مستمر والفقراء يشتكون ولا جديد، وارتفعت أسعار المواد الغذائية وليس فقط وقارن كل الياميش، ذلك بالمرتبات الضعيفة، ونوه إلى أن الحكومة فى وسائل الإعلام تتحدث عن اتخاذ إجراءات رادعة لوقف غلاء الأسعار، ولم يحدث شىء، وأن المواطن المصرى البسيط أصبح لا يتحمل فى الوقت الحالى غلاء الأسعار، أو حتى انتظار وعود جديدة من الحكومة دون جدوى، ناهيك عن أن أسعار هذه السلع مرتبطة بأسعار أخرى كالوقود والنقل.
