أول مهرجان دولى لمسرح العرائس على الإنترنت

خارج فضاء خشبات المسارح، وتعويضا عن أزمة المكان وتجاوزا لكل العثرات الاقتصادية، قرر المخرج محمد فوزى رئيس مؤسسة «كيان ماريونت» التفكير خارج الصندوق بإطلاق أول تجربة مهرجان دولى إلكترونى لمسرح العرائس تحت عنوان «world puppet network festival» تشهد هذه التجربة تقديم عروض لمسرح العرائس على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك، لايف ستريم، يوتيوب»، من جميع أنحاء العالم فى الفترة من 1 وحتى 30 من شهر مارس 2017، وعن التفاصيل قال فوزى فى تصريحات خاصة:
كانت تراودنى فكرة المهرجان منذ عام 2007، وكنت أتمنى وأحلم بإقامة مهرجان دولى للعرائس بمصر، خاصة بعد سفرى لحضور مونديال العرائس فى الصين، وحتى يتم تنفيذ هذا المشروع، ولنتمكن من استضافة فرق فنية من دول مختلفة كنا بحاجة لميزانيات ضخمة، خاصة أن هناك فرقًا كثيرة على مستوى العالم تتمنى القدوم إلى مصر، لذلك كل سنة كنت أتراجع عن تقديم هذا المشروع إلى أن روادتنى فكرة مع بداية عام 2016 وهى كيفية أن تجتمع هذه العائلة العرائسية الموجودة فى كل مكان وعلى مستوى العالم فى مكان واحد دون أن نضطر إلى دفع تذاكر طيران وتكاليف الإقامة، بالإضافة إلى عدم وجود مسارح تتسع لهذا الكم من الفرق الفنية، لذلك فكرنا فى كيفية أن تجمعنا منصة جديدة عن طريق الفيس بوك واليوتيوب، لذلك توجهت بالسؤال لعدد من الفنانين بالخارج عن رأيهم فى هذا المشروع أن نلتقى معا فى لقاء فنى لمدة 30 يومًا عبر وسائل الاتصال المختلفة عن طريق الإنترنت بحيث تتاح العروض لكل الناس وهى فى أماكنها من خلال التليفونات المحمولة واللاب توب والتاب، عملنا تجربة بسيطة مع فريق العمل كى نراقب مدى تأثير فكرة البث المباشر واستجابة الجمهور له، والذى سيكون متاحًا لملء وقت فراغ الكثيرين.
ويضيف: سوف تجمع الشبكة الدولية للعرائس عددًا كبيرًا من فنانى العرائس من جميع أنحاء العالم ومن خلالها يستطيع كل فنان تقديم خبرته وموهبته فى هذا المجال عن طريق إقامة عروض حية أو ورش فنية كى نرى آخر ما وصل إليه هذا الفن بالعالم، لأننا فى مصر للأسف توقف حدود ابداعنا عند عرائس «الليلة الكبيرة»، والتى سبق وأن تعلمنها من رومانيا، وكان من رواد هذا الفن وقتها الفنان ناجى شاكر وصلاح السقا قدموا معا هذا العرض المهم، فللأسف ليست هناك صناعة مصرية حقيقية لفن العرائس، وكل ما يقدم عبارة عن أشياء مستنسخة لتجربة قدمت فى الستينيات فليس لدينا ابتكار جديد، برغم أن صناعة العروسة فى أوروبا وصلت لمرحلة من التطور غير مسبوقة ويكفى أنهم اليوم على خشبة برودواى يقدمون عملا مثل «طراودة» بالعرائس، وهناك أوبرات كاملة بالعرائس، ونحن مازلنا فى مصر متمسكين بمسرح القاهرة للعرائس الذى لا يمكن أن يخاطب 95 مليون شخص بمفرده، كما أننا ليس لدينا معهد لتدريس هذا الفن، والذى أطالب بتأسيسه فى أكاديمية الفنون، ليس فقط لمجرد دارسة تكنيك صناعة وتحريك العروسة، بل يجب أن يدرس الفنان التمثيل والإخراج ثم يدرس فى مرحلة تالية تكنيك صناعة العروسة لأن جزءًا كبيرًا من نجاح العروض يكون بأداء الممثلين أنفسهم وليس فى تكنيك التحريك فقط، لأننا يجب أن نتعامل مع العروسة وكأنها كائن حى على خشبة المسرح له أداء صوتى وتمثلى وحركى.
ويقول: من أهم فوائد هذا المهرجان أيضا التنشيط السياحى لأننا طلبنا من كل فريق أن يأخذ «سيلفى» من أهم مكان فى بلده كى يعلن عن فرقته وطبيعة العرض الذى سيقدمه وعن رغتبه فى المشاركة ضمن فعاليات المهرجان، وكذلك سنقوم من مصر بعمل فيديوهات من الجماهير التى تدعم المهرجان من أهم الأماكن السياحية فى محافظات مصر المختلفة، وبالتالى سنكون ضمن تنشيطًا سياحيًا قويًا لمصر ولدول كثيرة من جميع أنحاء العالم، كما سيتم رفع فيديوهات مباشرة «لايف» من كل دولة بعروض مختلفة بشكل يومى لمدة 30 يومًا بخلاف الفيديوهات المسجلة والتى لن يتمكن أعضاؤها من المشاركة بالبث المباشر نظرا لإنشغالهم بأشياء كثيرة فى هذا التوقيت.
وعن الدول المشاركة ضمن فعاليات المهرجان قال فوزى:
لدينا مشاركات من دول متعددة مثل ألمانيا، روسيا، فرنسا، الجزائر، تونس، الصين، فلسطين، تركيا، البرازيل، تايوان، تشيلى، كوبا، تونس، حتى الآن تقدم إلينا حوالى 200 عرض للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان، وبالطبع نحتاج إلى دعم كل الجهات لأننا كإدارة نحتاج إلى أجهزة إلكترونية كى نستطيع متابعة واستقبال العروض بسهولة ونرحب بأى جهة تعرب عن الدعم والمساعدة، وبالفعل أعرب الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين عن رغبته فى تبنى فكرة المهرجان والدعم اللوجيستى وكذلك البيت الفنى للمسرح، إلى أن نستطيع إقامة هذا المهرجان بشكل حقيقى على أرض الواقع عام 2018 لمدة 10 أيام بالقاهرة فلدينا فكرة بمحاولة استضافة عدد من هذه العروض فى مصر بعد هذه الدورة.
وعن أماكن عروض المهرجان قال: بالتأكيد سنحاول خلق مساحات جديدة للفرجة فكرنا فى النوادى والحدائق، لكننا سنحاول بشكل أكبر استغلال شاشات العرض بالمدارس كى يتم بث هذه العروض مباشرة فى وقت معين، فخلال الفترة المقبلة سنحاول من خلال جهودنا الذاتية عقد اتفاق مع المدارس فى هذا الصدد وكى نحقق هدفنا الأسمى من هذا المشروع وهو وصول الفن للطفل.
يعتبر هذا المهرجان هو المهرجان الأول من نوعه فى العالم الذى يستخدم تلك التقنية الجديدة كبديل للنظم التقليدية للمهرجانات كما أنه أول مهرجان إلكترونى سنوى يحتفل باليوم العالمى للعرائسين يوم 21 مارس، ويوفر فرصة أفضل لنشر فنون العرائس على تنوعها فى كل دولة من البلدان المشاركة المهرجان سيتم عبر البث المباشر فى الفترة من 1 وحتى 30 مارس القادم وتبث هذه العروض من أهم فرق ومسارح العالم على مدى 24 ساعة حسب التوقيت المحلى لكل دولة، ولا توجد أى شروط للمشاركة بالمهرجان أو لمتابعة عروضه سوى أن تكون أحد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، كما يصاحب المهرجان تصويت للنقاد والجمهور من جميع انحاء العالم لإختيار أفضل العروض المقدمة كى تتم دعوتها للمشاركة فى الدورة الثانية والتى تنظمها مؤسسة «كيان ماريونت» بالقاهرة مارس 2018يضم فريق عمل المهرجان الدكتور ناجى شاكر رئيس شرفى للمهرجان.
تأسس مشروع «كيان ماريونت» بعد 25 يناير 2011، وهو كيان مستقل يهتم بتجميع ودعم الكيانات المستقلة التى تعمل بمجال العرائس ليكون بمثابة ائتلاف للفنانين وفرق متخصصة لفن مسرح العرائس وتسعى لمد الجسور مع الفنانين بالأماكن العشوائية فى محافظات مصر لتأسيس تكوينات وهياكل لتعليم وتصنيع العرائس الماريونت والقفاز من خلال ورش محدودة التكاليف موجهة إلى فئات عمرية مختلفة مع وضع الأولوية للطفل كى يواكب حركة التطور والابتكار، ومن ضمن أهداف الكيان أيضا تنمية المهارات الفردية فى صناعة العرائس وتحريكها، مفارقة الصور التقليدية للعروسة سعيا لابتكار عرائس تجريبية متميزة، بناء جسور مع شرائح مختلفة من الجمهور وكسر التصور السائد الذى يقصر جمهور فن العرائس على الأطفال، تطوير فن العرائس من نحت وميكانيزم وتحريك وتقينة حفاظا على هذا الفن من الانقراض حتى يتثنى له مواكبة التطور فى الأفلام ثلاثية الأبعاد.