«سندوب العلوى» من أعظم 3 كبارى فى الشرق الأوسط

«كوبرى سندوب» كان حلما يراود أبناء محافظة الدقهلية وزائريها منذ أكثر من 15 عاما وأصبح حقيقة على أرض الواقع ويعد واحدا من أهم الإنجازات التى تمت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ويمثل تحفة معمارية وإنشائية فى مدخل محافظة الدقهلية، ويشبه الى حد ما الكوبرى متعدد الطوابق، فى الصين.
ووصف اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هذا الكوبرى خلال زيارته الأخيرة بأنه من أعظم 3 كبارى فى الشرق الأوسط لافتا إلى أن إنشاءه استغرق 740 يوما وبلغت تكلفته 640 مليون جنيه.
وأى قادم إلى المنصورة لابد وأن تقع عيناه على خلية النحل التى تعمل أسفل وأعلى الكوبرى الذى يتحول عندما يتم اضاءته ليلا إلى تحفة فى مدخل المنصورة.
كانت مدينة المنصورة قد لاقت معاناة كبيرة على مدى سنوات طويلة فى الدخول أو الخروج منها بسبب وجود محطة القطارات الرئيسية على بعد 2 كيلو متر من ميدان سندوب فلا يمر قطار ركاب أو بضائع إلا ويتم غلق المزلقان، ثم يأتى قطار آخر ويتم غلق المزلقان من جديد، وتتعطل حركة المرور فترات طويلة على 4 محاور رئيسية يتم خلالها إغلاق مدخل المدينة بالكامل وبعدما يفتح المزلقان تظل حالة التكدس التى أرهقت جميع الأجهزة التنفيذية وفى مقدمتها شرطة المرور.
وجاءت فكرة إنشاء الكوبرى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلا أن عقبات كبيرة وقفت أمام التنفيذ، منها أن المنطقة بها جميع الكابلات والمواسير الرئيسية للمدينة من كهرباء ومياه وتليفونات، ثم وجود شركة فى نهاية الكوبرى تعيق التوسعات.
ومنذ سنتين تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ المشروع وتغلبت على جميع العوائق، وحولت مجرى ترعة المنصورة وحافظت على حركة القطارات ومدت الطريق إلى داخل الترعة، وتغلبت على عائق الزمن بالعمل على جميع المحاور بشكل متزامن.
وبعد إنشاء الكوبرى بدأ التشغيل التجريبى ليربط طرق «المنصورة -القاهرة» و«المنصورة -دمياط»، و«المنصورة -السنبلاوين – الزقازيق» وطريق المنصورة-دكرنس-المنزلة» ومدخل لمدينة المنصورة.
كما أن يرتبط الكوبرى بعد 3 كيلو مترات بكوبرى «شرنقاش» الجديد والذى سيتم افتتاحه بالتزامن معه وينقل المسافر إلى مدينة طلخا وطريق دمياط الغربي، والطريق الدولى الساحلى مباشرة دون الحاجة إلى الدخول إلى مدينة المنصورة.
ويجعل الكوبرى الوصول إلى ميناء دمياط أيسر بكثير ودون الدخول فى زحام مدن المنصورة وطلخا، ويربط الطرق ببعضها البعض بمسارات علوية.
وتحول الموقع لخلية نحل للانتهاء من الأجزاء الأخيرة منه وهى الأجزاء العلوية ودفعت الهيئة الهندسية والشركات التى تقوم على التنفيذ بعدد كبير من العمال والمعدات لتقليص مدة العمل، بعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن افتتاح الكوبرى بعد شهر رمضان المبارك مباشرة.
ويعمل بالكوبرى 700 عامل من نجارين مسلح وحدادين وسائقين وفنيين ومهندسين ومشرفين ويستخدمون 12 معدة خرسانة و12 خلاطة، ويعملون على مدار 24 ساعة يوميا بورديات مستمرة دون توقف حتى تم إنجاز المحور بطول 5 كيلو و680 مترًا ليربط بين مداخل أربع محافظات وهى القاهرة والشرقية ودمياط وأخيرا الدقهلية.
ويضم الكوبرى 3 حارات للسيارات و«كوبرى خرسانيًا ومعدنيًا للمشاة ويبلغ طوله بجميع مساراته 5590 مترا طوليا منها 960 مترا فى اتجاه أجا و900 متر فى اتجاه الزقازيق والسنبلاوين و2170 مترا فى اتجاه دمياط الشرقى و1560 مترا فى اتجاه المنصورة، بخلاف 1110 أمتار من الطرق السطحية داخل مجرى ترعة المنصورية لزيادة المساحة المرورية المستخدمة دون التأثير على عرض القطاع المائى وحركة وكمية المياه داخل المجرى.
وبحسب بيانات المشروع فقد تم تنفيذه على مستويين الأول علوى وتبلغ مساحته 25 ألفا و100 متر يضم حارتين مروريتين عرضهما 9 أمتار، والمستوى الثانى بارتفاع 18 مترا ومساحته الإنشائية 36 ألف متر مربع، كما تبلغ مساحة الطريق السطحى أعلى المزلقان المستخدم لخدمة الكوبرى 23 ألفا و580 مترا ويضم حارتين مرويتين بعرض 6 أمتار.
وتبلغ عدد الخوازيق المستخدمة فيه 842 خازوقا وكمية الخرسانة المستخدمة 54 ألفا و900 متر مكعب للعناصر الإنشائية، وكمية حديد التسليح المستخدمة 27 ألفا و800 طن، وبه 28 فاصلا إنشائيا وتم تركيب 400 عمود إنارة للكوبرى والطرق السطحية باستخدام كشافات موفرة للطاقة.
وقال المهندس عزت الصياد رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة إنه يتم حاليا بالتعاون والتنسيق مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة البدء فى تغيير البنية التحتية للمحور الجديد والتى المقرر لها أن تستمر لمدة 4 أشهر بدأت فى 7 يونيو الجارى من خلال تركيب وعمل سحارات وخطوط دفع بمواسير قطرها 2.5 متر تحت شريط السكة الحديد، بجانب تعديل مواسير بأقطار كبيرة لتمر تحت ترعة المنصورية،
وأشار إلى أن القائمين على العمل راعوا عدم البدء فى تغيير البنية التحتية إلا بالانتهاء من الكوبرى العلوي، نظرا لاستخدام المنطقة السفلية للمحور من دخول وخروج المركبات بتلك المنطقة، حيث تم رصد 34 مليون جنيه لتغيير تلك البنية
من جهته أكد المحافظ حسام الدين إمام، أن الرئيس أوفى بوعده، وتم الانتهاء من أعمال الكوبرى بنسبة 98% تقريبا، وهو هدية الرئيس عبد الفتاح السيسى لشعب الدقهلية، وهو مفخرة للقوات المسلحة ولأبناء المحافظة الذين يرون خلال وقت قريب حجم الإنجاز فى وقت قياسى وجهود الدولة لتحقيق التنمية وتطوير البنية التحتية لافتا إلى أن افتتاح الكوبرى سيتم بعد عيد الفطر المبارك.
وأوضح المحافظ أن الكوبرى يربط الدقهلية مع عدة محافظات هى القاهرة ودمياط والشرقية والقليوبية، فضلا عن ربط مراكز ومدن ومراكز عديدة داخل المحافظة مثل أجا ودكرنس والسنبلاوين ومحلة دمنة وشربين وطلخا وتمى الأمديد ومركز المنصورة وغيرها، وسيسهم كثيرا فى حل الاختناقات المرورية على الطرق السريعة وينهى الأزمة المرورية فى تقاطع مزلقان سندوب ويقلل حوادث السيارات ويحل المشكلة المرورية لمدخل مدينة المنصورة.
وقال العقيد ممدوح الحصى مدير إدارة مرور الدقهلية، إن بناء الكوبرى كان معادلة صعبة لنا، ولكننا تعاملنا معها بالشكل الأمثل قدر المستطاع، على مدار عامين لنسيطر على التكدس أوقات الذروة وتم تكثيف التواجد لضباط وأفراد من إدارة المرور بتلك المنطقة من أجل تسهيل الحركة، وتزويد المحور بعلامات مرورية والمخارج والمحاور كى تسهل على القادمين من خارج المحافظة الدخول أو الخروج دون المرور بمدينة المنصورة وفتح لنا المجال لتشغيل خطوط جديدة لتيسير حركة المرور وأنه من المؤكد أن تحد الكثافة المرورية بشكل كبير داخل مدينة المنصورة وطلخا.