طالبت دراسة حديثة بضرورة استغلال قاعات القصور الملكية عن طريق تأجيرها مما يحقق عوائد للدولة تقدر بالمليارات. وأوضحت الدراسة التى أعدتها الباحثة عبير أحمد خيري أن القاعات الملكية تعتبر ثروة قومية تحمل قيمًا اقتصادية وسياسية كما تعد مرجع ذات قيمة معمارية وحضرية وأيضا ذات قيمة فنية وجمالية على النطاق الإنسانى والمحلى والعالمى. وقالت الباحثة إن الإهمال والدمار الذى لحق بالعديد من هذه القاعات االثرية الهامة وتعرض البعض منها إلى الفقد النهائى والاندثار وهو ما كان السبب الرئيسى والدافع لمحاولة الاجتهاد فى عمل توثيق علمى وتقنى وتاريخى لهذه القصور والوصول الى دراسة جيدة لما لها من قيمة فنية وتاريخية فى مجال تصميم العمارة الداخلية، ودور مصمم العمارة الداخلية فى المجتمع المصرى والعوامل المؤثرة على هذا الدور ومسؤولياته فى قضايا الدولة المعنية بالعمارة والعمران الثرى ومواجهة تطور العولمة وتوفير قاعدة بيانات متكاملة صحيحة من خلل الدراسة الوثائقية والمقارنة والتحليل للحفاظ عليها. وقاعات العرش .. والتى أصبح البعض منها قاعات استقبال رئاسية حاليا.. من أهم الحيزات داخل تلك القصور، ولكى يستطيع مصمم العمارة الداخلية ممارسة عمله والأستفادة من مفردات العمارة الداخلية ودراسة تاريخ هذه القصور لتحقيق هذا الدور والنجاح فيه لابد من أن تتوفر له كامل المعلومات الموثقة والبيانات الخاصة بهذه القصور سواء كانت قديمة أو حديثة. اتخاذ سياسة عامة للدولة تستهدف وتجعل التراث الثقافى والتى تعبر عنه القصور الملكية فى القرن التاسع عشر والعشرين ذى قيمة فنية عالية والقيمة المعمارية جزءا من هذا التراث فى مناهج التخطيط العام. والمحافظة عليه وحماية هذا التراث الثقافى لينتقل لعامة الشعب واألطفال, ويتيسر لجميع فئات المجتمع الدخول فى هذه القصور فى فترات معينة محددة وكما هو الحال فى القصور العالمية مثل فرساى وبكنجهام. وشددت الباحثة المهندسة عبير أحمد على خيرى على أهمية قاعات العرش فى عمارة القصور التاريخية بمصر وخاصة القصور الملكية من الناحية المعمارية والتشكيلية والوظيفية...ولتوجيه النظر نحو المخاطر التى تواجهها قاعات العرش واتباع كل السبل للحفاظ عليها. وأضافت الباحثة أنه فى القرون الأخيرة ظهرت توجهات ركزت جهدها على محاوله بلورة الخصوصية المعماريه للمجتمعات المختلفة وذلك عن طريق دراسة مفردات عمارتها المحلية والتاريخية... بهدف ايجاد العلاقة بينها والعمارة الملائمة لها . نتيجة لذلك.. ركزت هذه الدراسات على العلاقة التكوينية لعناصر العمارة الداخلية «الشكل والمضمون» والتى تحتوى عليها تلك الحيزات وذلك لتوضيح خصوصية المكان وأهميته طبقا للوظيفة المتميزة داخل حيز القصور باعتبار انه لابد من وجود علاقة بين التصميم والوظيفة المطلوب تحقيقهاعلى هذا المستوي. وقالت خيرى إن تراث الامم والشعوب لايعنى المنشآت والمبانى القديمة التى تعكس الماضى فقط ولكنه أيضا يمثل ذاكرة الشعب ورصيده الحضارى والفكري. وتزخر قصور مصر الملكية والتى شيدت خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين من تاريخها بعناصر معمارية تتميز بالجمال والروعة.وهى فى أمس الحاجة للحفاظ عليها. فالبعض منها أعيد تشكيله وأصبح قصورا رئاسية تابعة لإدارة الدولة وديوان الرئاسة والبعض الآخر ظل فى طى النسيان. وأوضحت خيرى أن منهج البحث يعتمد على دراسة تطور التصميم المعمارى لقاعات العرش فى القصور الملكية والتاريخية واثر ثقافات العالم المختلفة عليها بدراسة ميدانية تحليلية لرصد وتوثيق العمارة الداخلية لقاعات العرش فى القصور الملكية بمصر، وتوضيح بهذه الدراسة الرخاء الاقتصادى ومركز مصر بالنسبة لدول العالم فى القرنين التاسع عشر والعشرين. وأوصت الدراسة بضرورة دمج التكنولوجيا مع العمل اليدوي، قسم الديكور فى كليات الفنون الجميلة رائدا للفكرة ومنفذا لها بجميع الخامات المستخدمة فى عناصر العمارة الداخلية ومن المؤكد أن يكون المرجع والمصدر الأول هو توثيق هذه القصور الملكية ذات القيمة التاريخية والأثرية والفنية بجمهورية مصر العربية. كما أوصت بضرورة التوثيق المعمارى الفنى للآثار بتكنولوجيا حديثة ومتطورة وعمل تحديث للوثائق الموجودة بمبنى الوثائق القومية والمعرضة للتأكل والتحلل لقدمها. وأكدت الدراسة أن قاعات العرش تمتاز بعمارة داخلية مميزة عن باقى فراغات القصر الملكى لما لها من أهمية وظيفية متميزة، كما تعكس الطراز المحلى للدولة - كما تعد عناصر العمارة الداخليةومحددات الحيزلقاعة العرش فى قصرعابدين بالقاهرة وقصر رأس التين بالإسكندرية فى الفترة الزمنية نفسها والمحددة بالرسالة (من1081م-1512م) نسخة طبق الاصل بأقسام وفراغات معينة وبأثاث من قصر فرساى بفرنسا وقصر بكنجهام.