لليوم الثاني، واصل العاملون بالمركز القومي للترجمة اعتصامهم، واجتمعوا صباحا لبحث مطالبهم التي صاغوها في ثلاث عشرة نقطة، تمت كتابتها وعرضها علي الدكتور فيصل يونس مدير المركز في لقاء بمكتبه، حضره كل العاملين والدكتور حسام عبد العزيز المشرف علي التصحيح والمراجعة اللغوية، وعادل مشالي المشرف علي الشئون القانونية، وسوزان وديع مسئول الشئون المالية، ونسرين كشك المشرف علي الجرافيك، وحسن كامل مسئول التجهيزات الفنية وإنتاج المطبوعات. استعرض «يونس» المطالب كلاً علي حدة، جاءت النقطة الأولي حول تثبيت العقود وتحديد وقت محدد للتنفيذ، وتلخص رد يونس أنه ليتم ذلك لابد أن يكون المركز مؤسسة تابعة للدولة، وهو ما لن يتم إلا بقانون جديد، ويتم حاليا وضع خطة هيكلية إدارية بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية لتحقيق ذلك، وإن كان هذا لن يتحقق قبل أن تتم الانتخابات البرلمانية واستقرار الدولة. أما النقطة الخاصة بخفض قيمة العجز، فأوضح يونس أنه أثار هذه النقطة في اجتماعه بالأمس مع وكيل أول وزارة المالية لشئون الميزانية حول المشكلة الفنية في ميزانية المركز، وأسفرت المقابلة عن وعد من وكيل الوزارة بمزيد من الدراسة. النقطتان الثالثة والرابعة والخاصتان بالمطالبة بتشكيل لجنة لمساواة الأجور وتحديد سقف لمرتب المدير والموظف مع مراعاة الخبرة والأقدمية إضافة للتوزيع العادل في المكافآت وزيادة مخصص الإدارات حسب عدد عمالتها، فأكد يونس علي اتفاقه مع المبدأ لكنه أوضح أنه لايمكن أن تتساوي الأجور إنما من الممكن ألا يكون هناك تفاوت " فج" في الأجور، ووعد بمكافأة ثابتة سترتبط قيمتها بسلوك الموظف وإنتاجيته وكفاءته. وطلب يونس فرصة لمراجعة المسئولين للرد علي مطلب إيضاح إمكانية صرف المكافأة للعاملين بطبع الكتب والتسويق من الحساب الخاص. وأبدي «يونس» اندهاشه الشديد من المطالبة بتعهد شخصي منه بضمان عدم التعرض للموظفين بسبب اعتصامهم، مؤكدا أنه من الطبيعي لكل مظلوم أن يحتج وهو أمر مشروع وعادل. وحول زيادة المرتبات مستقبلا، أكد يونس أن ذلك سيتم من خلال لجنة تحدد هذه الزيادات وتدرسها، ورد علي الطلب باختيار أعضاء اللجنة بالانتخاب لضمان النزاهة، بأن ذلك ممكن أن يحدث فعلا بالنسبة لعدد من الأعضاء وليس جميعهم. اتفق يونس أيضا علي المطلب الخاص بعدم إصدار قرارات تتعارض مع الأخري دون الرجوع للمستشار القانوني، موضحا أن هذا ما يحدث دوما. وأوضح مدير المركز أن مرتبات ومكافآت الذين تقدموا باستقالتهم أو ألغي انتدابهم من الموظفين في الفترة الأخيرة كانت تتجاوز الميزانية وتسبب عجزا، وبالتالي لن يحدث توفير كما يظن الذين يطالبون بإدخال هذه المرتبات ضمن بند المرتبات والمكافآت بالميزانية. وفي نهاية اللقاء عبر العاملون عن شكرهم ليونس واستقباله لمطالبهم ومناقشتها بشفافية، والذي كان له أثر إيجابي علي أدائهم، وطالب عبد العزيز إن يعقد لقاء شهريا مع العاملين منعا لتداول المعلومات المغلوطة، وأبدي يونس موافقته علي الفور، مطالبا الجميع بالعودة للعمل بقوة وإخلاص، مؤكدا علي دخول المركز في مرحلة عصيبة للإبقاء عليه، مشيرا إلي أن هناك محاولات لإلغاء المركز دون النظر لقيمته الثقافية المهمة علي مستوي الشرق الأوسط.