ربما يكون القدر وحده وقف أمام مخطط إرهابى لتفجير العديد من المنشآت الشرطية والحيوية فى محافظة الفيوم ليمنع حدوث ضحايا جدد. هذا ما كشفه حادث انفجار مصنع لأعداد العبوات الناسفة داخل مزرعة مساحته أكثر من فدانين أقيم بداخلها منزل مساحتة نحو 90 مترا وسط أشجار المانجو والعنب استغل فيه صاحب المزرعة والمعروف بنشاطه الإرهابى المتشدد غياب أجهزة الإدارة المحلية عن متابعة المنشآت التى تقام وسط الأراضى الزراعية إضافة إلى عدم المتابعة الأمنية الجيدة لعناصر التنظيم الإرهابى خاصة المعروفين منهم والذين سبق الفبض عليهم والمسجلين جنائيا بالإضافة اختفاء الدور الرقابى عن متابعة أصحاب الورش الخاصة بالحدادة واللحام والذين يتم استغلالهم فى تصنيع العبوات الناسفة. الحادث كشف عن مدى غياب الدور الأمنى عن متابعة «جيرانهم» خاصة أن المنزل الذى كان يتم تصنيع المتفجرات وهو عبارة عن حجرتين ومطبخ ودورة مياه كان به سريرين وثلاجة وبوتاجاز وتليفزيون ملون و 5 أجهزة لاب توب لا يبعد أكثر من 200 متر عن قسم الشرطة الذى تم نقله منذ أغسطس الماضى الى قرية أبو كساه بعد أن قامت أعضاء التظيم بحرقة وسرقة أسلحته بعد فض أعتصامى رابعة العدوية والنهضة. حادث نجع حزين الذى أودى بحياة 4 إرهابيين يدلل على أن عناصر التنظيم يحملون بشكل منظم مستغليين بعض عناصر الشرطة والتى تساعدهم فى التخفى بالقرب من المنشآت الشرطية، كما أن الحادث يكشف عن مدى القصور فى مواجهة بؤر بيع وتصنيع المتفجرات بقرية النزلة التى لا تبعد أكثر من 7 كيلو عن موقع الانفجار وهى المورد الرئيسى لمحافظات شمال الصعيد خاصة أنها تضم عشرات الموردين والمعروفين بالاسم والذين حولوا منازلهم إلى مصانع للمواد المتفجرة خاصة أنهم امتعنوا هذه الصناعة منذ أكثر من 100 عام. المثير أن أصحاب المزرعة سعيد عرفة وشقيقة سيد متهمين بإلقاء مياء النار على وجهى مساعدا الشرطة محمود عبدالنبى ومحمود عبد السلام قبل 6 أشهر وأن سيد عرفة معروف عنه نشاطه المتشدد وكان مسئولا عن العمليات النوعية بمركز أبشواى. وقال شهود عيان إن القيادى الإخوانى سعيد عرفة وشقيقة ظهرا فى المنطقة بعد ثورة 25 يناير خاصة أنهما هاربين من جريمة ثأرو تم سجنه 15 سنة وخرج فى عام 2000 وقاما بشراء 50 قيراطاً عبارة عن مزرعة مانجو بمبلغ 3 ملايين من الجنيهات بالرغم من أن مرتباهم لا تزيد عن 5 آلاف جنيه وهو ما يثير الشكوك فى وجود تمويل خارجى يأتى لهذه القيادات يقوموا من خلاله باستقطاب العناصر البسيطة وطلاب الجامعات وأصحاب المهن الحرفية. فى قرية فيديمين بمركز سنورس والتى تبعد حوالى 5 كيلومترات عن مكان الانفجار ومسقط رأس الإرهابى أحمد عثمان محمد سليمان 27 سنة طالب بكلية هندسة الحاسبات والمعلومات بجامعة 6 أكتوبر أن القتيل كان طالبا بكلية الطب بجامعة الأزهر لأكثر من 4 سنوات حيث فشل فى دراستة وتم استقطابه من عناصر التنظيم الذين ينتمون لعضوية هيئة التدريس بالجامعة والتى تضم أكثر من 50 عضوا من الفيوم وحدها موزعين على كليات الطب والشريعة والقانون وأصول الدين ثم اتجه بعد ذلك للدراسة فى جامعة 6 أكتوبر خاصة وأنه الشقيق الوحيد ل4 فتيات ووالده يعمل بالخارج وغير مرتبط بأداء الخدمة العسكرية وأن خاله ويدعى سعيد بخيت أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بالقرية كان يدفعه لإثارة المشكلات بين أبناء القرية والدعوة لمناهضة أجهزة الدولة وكان مشاركا فى محاولة اقتحام وحرق قسم شرطة سنورس. وأشار أهالى القرية إلى أن الإرهابى القتيل كان مثار شكوك حيث كان يختفى أيام كثيرة ثم يظهر فجأة حيث كان يذهب لتنفيذ عمليات إرهابية بالقاهرة خاصة منطقة عين شمس والألف مسكن وأن الانتقام الإلهى جاء فى شهر رمضان المبارك ليكون عبرة لجميع العناصر الإرهابية. أما القتيل الثانى حنفى محمود السيد ويعمل مدرس لغة إنجليزية ومسئول الإخوان بقرية أبو كساه والذى جاء لقرية أبو كساه للعمل كمدرس خاصة أنه من أبناء محافظة بنى سويف وتزوج من القرية والذى عرف عنه باستقطاب الطلاب فى المرحلة الإعدادية والثانوية خاصة الطلاب البسطاء والذى كان يقنعهم عن طريق الهدايا الرمزية والتدريس الخصوصى لهم بالمجان وهو ما دفع أسر هؤلاء البسطاء فى الاستجابة لمطالبة والخروج للمظاهرات والمسيرات الإخوانية وكان دورة تجنيد الصغار فى تلطيخ شوارع القرية بالرسوم والكتابات المسيئة للنظام الحالى على حوائط المنازل. بينما يعمل القتيل الثالث عبد الله محمد رجب كردى «حدادا» وعمره لا يزيد عن 26 سنة فقد تم استقطابه بواسطة أحد المشايخ للعمل فى التنظيم السرى وأن وظيفته تنصب فى تصنيع العبوات الناسفة واحضار المسامير وإعادة تشكيلها من خلال أجهزة اللحام. كشفت التحريات التى أشرف عليها العميد محمد الشامى مدير إدارة البحث الجنائى أنه تم التحفظ على 39 عبوة شديدة الانفجار وهى عبارة عن قطع من حديد أعمدة الإنارة يتم تقطيعها ووضع المتفجرات بداخلها وأن تم العثورة على 50 كيلو بارود و5 كيلو نترات و5 « ترتر» 5 كيلو بارود أسود و5 كيلو بن لمنع الكلاب البوليسية من شم رائحة المتفجرات. ونفى اللواء الشافعى محمد حسن مدير أمن الفيوم وجود أى تقصير أمنى وأن القتيل الرابع أحمد عرفة والذى تحول إلى أشلاء خرج من فترة الحبس على زمة قضايا إرهابية منذ أسبوع فقط وأنه يتم متابعة جميع العناصر الإرهابية بصفة مستمرة. وأشار مدير الأمن أن أجهزة الأمن تتابع نجل القتيل الثانى محمد وقائد السيارة الربع نقل والتى هرب بها ومعه والده فور حدوث الانفجار حيث ترك والده بمستشفى مكة التابعة لعناصر التنظيم الإرهابى والتى حولته إلى مستشفى الفيوم العام بعد التأكد من وفاته.