زار الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح أمس مستشفى الحلمية العسكرى الذى تعالج فيه ضحية واقعة التحرش بميدان التحرير، للاطمئنان على حالتها الصحية والنفسية، وبث رسالة طمأنينة بأن الدولة ستؤدى دورها إزاء مواطنيها، وتعيد الأمن والأمان للمواطنين والمواطنات فى الشارع. وكلف الرئيس جميع الأجهزة الأمنية المعنية ببذل العناية الواجبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، والقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصرى، وعدم السماح بحدوثها على أى نطاق، حتى وإن كان فرديا، منوها إلى أن المسئولية تقع على عاتق الجميع، سواء الأجهزة الأمنية، أو المجتمع ذاته. وجه الرئيس حديثه أثناء الزيارة إلى كل جندى وضابط شرطة أو جيش مصرى، وكل مواطن مصرى شبَّ على قيم الشهامة والمروءة أن يتصدى لهذه الظاهرة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يستمر هذا الأمر فى مصر، وخاطب القضاء «عرضنا ينتهك بالشوارع، وهذا لا يجوز حتى ولو حالة واحدة». وطالب السيسى مؤسسات الدولة قضاءً وشرطة وإعلامًا وكل ذى نخوة وشهامة ومروءة بالتصدى لهذه الظاهرة، مؤكداً أن الدولة ستكون فى منتهى الحسم، وسينفذ القانون بما لا يسمح بتكرار ذلك مرة أخرى. فيما صرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قد كلف المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية، بمشاركة الأزهر والكنيسة للوقوف على أسباب انتشار تلك الظاهرة وتحديد استراتيجية وطنية لمواجهتها، على أن تسهم فيها مؤسساتنا التعليمية والدينية والإعلامية والأمنية، والمجتمع المدنى. وأضاف بدوى، أن الرئيس دعا السيدة ضحية واقعة التحرش، لتأدية العمرة فور تماثلها للشفاء، كما استجاب لرغبتها فى مرافقة والدتها لها. وفى السياق ذاته، قال النائب العام المستشار هشام بركات، فى بيان أمس، «إن النيابة العامة لن تتوانى فى اتخاذ الإجراءات القانونية المشددة بتقديم كل المتهمين فى وقائع التحرش حتى تأمن النساء فى المجتمع». وأمر أعضاء النيابة العامة، بالتحقيق العاجل فى واقعة امتناع بعض المستشفيات الحكومية عن استقبال السيدة التى تعرضت للتحرش بميدان التحرير ليلة اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، بالإضافة الى سرعة الانتهاء من جميع قضايا تعرض النساء والفتيات للتحرش. أضاف البيان: النائب العام يتابع التفاصيل الخاصة بالتحقيقات فى جرائم التحرش، لحرصه على تحقيق مصالحها وفقا للقانون، وذلك من أجل صون عرض النساء وتقديرا لدورهن فى المجتمع وايمانا بحصولهن على جميع الحقوق التى كفلها الدستور والقانون لهن. يأتى هذا فيما أكد د.إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية أن بعض الجهات والفئات المغرضة التى تتبنى مفاهيم فاسدة تسعى لنشر الفوضى الأخلاقية فى المجتمع، رغبة فى هذم القيم التى يقوم عليها البناء المجتمعي، وطالبت دار الإفتاء على لسان متحدثهابوضع خطة عاجلة وفورية تتناسب مع المرحلة الانتقالية الجديدة التى يعيشها المجتمع، على أن تتضمن وضع ضوابط صارمة لا تتهاون فى مواجهة من يهددون أمن الوطن أخلاقيا، واصفاً المتحرش بالجنسى بالمفسد فى الأرض لإثارته الفزع والرعب فى المجتمع وتخويف الأسر والعائلات. وفى الإطار ذاته، أشادت الأممالمتحدة بقانون التحرش الجنسى الذى تمت الموافقة عليه مؤخراً وتمت إضافته كتعديل لقانون العقوبات المصرى، معتبرة أن هذا التعديل أمر مشجع للغاية لأنه يعرف «التحرش الجنسى» للمرة الأولى فى تاريخ مصر، كما أنها تشجع جميع التدابير التى اتخذتها مصر لضمان إنفاذ قانون التحرش الجنسى الجديد، وأن تُخضع للمساءلة مرتكبى الجرائم مثل تلك التى تحدث فى ميدان التحرير. وقالت الأممالمتحدة فى بيانها بالقاهرة أمس إنها تتابع التقارير والإحصاءات التى تشير إلى ارتفاع نسبة انتشار التحرش الجنسى فى مصر، داعية السلطات والمجتمع المدنى وأصحاب المصلحة إلى تضافر جهودهم واتخاذ موقف حازم ضد جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعى فى مصر. كما رحبت الأممالمتحدة بخطاب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسى أثناء تنصيبه وتسليطه الضوء على الدور المهم للمرأة المصرية، لافتة إلى أن التحرش هو انتهاك لحقوق الإنسان وتهديد لسلامة وحرية النساء والفتيات، ويحول دون مشاركتهن الكاملة فى الحياة العامة. وشددت الأممالمتحدة على انه للنساء والفتيات الحق فى العيش حياة خالية من جميع أشكال العنف وفقاً للدستور فى مصر والالتزامات التى قطعتها الحكومة المصرية وفقا لمواثيق الأممالمتحدة الدولية، بما فى ذلك اتفاقية «القضاء على جميع أشكال التمييز» ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل. فى حين كشفت تحقيقات نيابة قصر النيل التى باشرها المستشار سمير حسن رئيس النيابة حول وقائع التحرش التى تعرضت لها 8 فتيات وسيدات يوم الأحد الماضى بميدان التحرير بعد سماع أقوال المجنى عليهن، أن كل وقائع التحرش ممنهجة ومنظمة، وكلها وقعت فى توقيت واحد وليست عشوائية. وكشف الدكتور هشام عبد الحميد، المتحدث باسم الطب الشرعى، عن أنه تم الكشف، يوم الثلاثاء، على 7 فتيات وسيدات تتراوح أعمارهن بين 17 إلى 42 سنة بعد تعرضهن لمحاولات تحرش واغتصاب بميدان التحرير، يوم الأحد الماضى، خلال الاحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى.