حتى يومنا هذا، يتربى الصبى على أن الراجل مايعيطش! فالولد لا يُسمح له بإظهار مشاعره بحرية مثلما تعبر البنت. ويتكون لديه اعتقاد أن البكاء ينم عن ضعف الشخصية، وهو خطأ تربوى فادح تقع فيه غالبية الأمهات. الراجل مايعيطش!
«وكأنه مخلوق من جبس وأسمنت وحديد مسلح؟!» هكذا تتعجب المستشارة التربوية دينا عريبى من هذا الاعتقاد الخطأ قائلة:» إن البكاء شىء طبيعى يتم به تفريغ الطاقة السلبية بداخل كل شخص، وإذا لم ينفس عن هذه الطاقة فستنفجر فى أبشع صورها.. ومايؤكد ذلك حديث العلماء دوما عن فوائد البكاء والأعجب التركيب الكيميائى للدمعة وكيف تساعد الجسم على التخلص من السموم... فسبحان مجرى الدموع.
وتضيف: «لماذا لم يمنع الأنبياء عليهم السلام انفسهم من البكاء فالنبى آدم (عليه السلام) بكى لطرده من الجنة، والنبى يعقوب (عليه السلام) بكى على فراق ابنه يوسف حتى ابيضت عيناه، والنبى يوسف (عليه السلام) بكى على أبيه يعقوب فى السجن حتى ضاق به السجناء، والحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكى على ولده إبراهيم، وفاطمة الزهراء(عليها السلام) بكت على أبيها».
وحتى تربى طفلك قائدا دعيه يبكى فمن علامات الشقاء جمود العين فالبكاء رحمة جعلها الله فى قلوب عباده..القائد يحنو ويتعاطف مع من حوله.. القائد ليس بقالب.