وسط ما تشهده مصر من تطورات محلية وعالمية فرضت مزيدًا من التحديات أمام صناعة النقل الجوى على غرار مختلف القطاعات الاقتصادية الوطنية.
كما أدى تدنى معدلات الركاب مع تراجع الحركة عبر المطارات المصرية إلى التهديد بإغلاق العديد من شركات الطيران الخاصة فى مصر وتسريح موظفيها الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف موظف وعامل.
وقال الطيار حسن عزيز الرئيس التنفيذى للشركة المصرية العالمية للطيران: نطالب وزارة الطيران المدنى بسرعة تشكيل مجلس أعلى شامل لشئون الطيران «عام وخاص» بمشاركة جميع الشركات المصرية لمواجهة التداعيات السلبية الحالية التى أصابت صناعة النقل الجوى فى مصر.
شدد عزيز على أهمية تكاتف شركات الطيران المصرية بأنواعها للخروج من الأزمة الحالية والتى تهدد بإغلاق العديد من شركات الطيران الخاصة نتيجة نزيف خسائرها المستمر والمتواصل حتى اللحظة الجارية. وأضاف الرئيس التنفيذى للمصرية العالمية للطيران: أن معدلات حركة السفر ومعاملات امتلاء الركاب على الطائرات العاملة عبر المطارات المصرية إيراداتها لا تكفى لتغطية تكاليف تشغيل الرحلات الجوية وكذلك الحال بالنسبة للمطارات ذاتها والشركات التى تقوم بخدمة الطائرات فنيًا وأرضيًا.
وأكد عزيز أن أقصى عائد ربحية تحققه أى شركة طيران لايتجاوز نسبة ال3٪ وذلك خلال فترات ازدهار صناعة النقل الجوى.
بينما أكد الطيار محمد منار مستشار الوزير لشئون الطيران أنه يجرى دراسة جميع المعوقات التى تواجه شركات الطيران المصرى بوجه عام، وأشار منار إلى قيام الوزارة بدراسة وضع آلية تتضمن حلولاً غير تقليدية لمساندة شركات الطيران المصرية ودعمها لمواجهة التحديات الراهنة.
وفى سياق متصل أعلن الاتحاد الدولى للنقل الجوى آياتا عن انخفاض توقعاته لحركة النقل الجوى لعام 2012 نتيجة للارتفاع الحاد فى أسعار النفط بصورة أساسية. توقع آياتا أن تحقق شركات الطيران العالمية أرباحًا تصل إلى 3 مليارات دولار خلال العام الجارى مع هامش 0.5٪ والسبب الأساسى وراء هذا الانخفاض بقيمة 500٪ مليون دولار عن توقعات ديسمبر الماضى يعود لارتفاع متوسط سعر النفط إلى 115 دولارًا أمريكيًا للبرميل الواحد مقارنة مع 99 دولارًا أمريكيًا فى التوقعات السابقة. وقال تونى تايلر المدير العام والرئيس التنفيذى للآياتا: لا يزال العام 2012 مليئًا بالتحديات بالنسبة لشركات الطيران دوليًا، فقد غطى أسعار النفط على التدهور الملموس للأزمة فى منطقة اليورو، وبالفعل بدأت الصناعة بالتماس الضرر مع حدوث انخفاض فى الأرباح إلى 3 مليارات دولار كما يرتبط أداء شركات الطيران بشكل وثيق مع نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى.
من جانبه توقع كريستوف فرانتس رئيس شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران استمرار تراجع هوامش الأرباح فى قطاع النقل الجوى فى الفترة المقبلة وقال فرانتس: إن قطاع النقل الجوى «ليس صناعة متعافية وهوامش الأرباح ضئيلة وستزداد ضآلة» وعن أهم المشاكل التى تواجه القطاع قال فرانتس: إنها تتمثل فى قوى الطبيعة والكثير من الشروط المتعلقة بالحفاظ على البيئة واتفاع أسعار الوقود.
ورأى أن المنافسة غير المتكافئة تأتى فى طليعة المشاكل التى يواجهها وذلك بالنظر إلى الإعانات التى تقدم لشركات الطيران المنافسة ولا سيما فى العالم العربى. ورأى فرانتس أن انهيار شركة الخطوط الجوية المجرية «ماليف» وشركة «سبان إير» الإسبانية بالإضافة إلى الصعوبات التى تواجهها شركة «إير برلين» الألمانية لوضع مدى ما يعانيه قطاع النقل الجوى من عدم الاستقرار.
تابع فرانتس: ليس من المفهوم أن يثقل الاتحاد الأوروبى شركات الطيران فى الدول التابعة له بمطالبات كبيرة متعلقة بالحفاظ على البيئة على حين أن شركات أخرى لا تهتم بمثل هذه المطالبات على الإطلاق موضحًا أن شركته مهتمه بالحفاظ على البيئة ولا ترفض المطالبات الداعية إلى ذلك شريطة مشاركة الجميع فى ذلك.