لحظات قاسية نفسياً يعيشها لاعبو كرة القدم أصحاب البشرة السمراء داخل المستطيل الأخضر، عندما يجدوا جماهير الفريق المنافس تحاكي أصوات القردة ويطلقوا هتافات مليئة بكلمات كل هدفها التقليل منه وكسره معنوياً، فقط لأنه لون جلده »أسود» وليس من أصحاب اللون الأبيض والشعر الأصفر مثل زملائه الأوروبيين. العنصرية سلوك مشين وقد قاتل أصحاب البشرة السمراء سنوات طويلة من أجل القضاء علي أي مظاهر تقليل أو حرمان من الحقوق علي أساس عرقي، ورغم أن العنصرية أصبحت الآن جريمة يعاقب عليها القانون لكن في ملاعب كرة القدم مازالت المدرجات عاجزة عن طرد الجماهير العنصرية، في ظل عدم وجود عقوبات صارمة تجبر أي مشجع علي عدم التفكير في إهانة لاعب الفريق المنافس. في إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وغيرها من دول أوروبا، صار تواجد اللاعب صاحب البشرة السمراء عنصراً أساسياً في أي فريق لناد أو منتخب، ولم يعد غريباً أن نجد مثلاً معظم قوام المنتخب الفرنسي الفائز بلقب كأس العالم 2018 من أصحاب الأصول الإفريقية أو من دول سكانها ليسوا من البيض، فهم حصلوا علي الجنسيات الأوروبية وصاروا مواطنين أوروبيين لهم كافة الحقوق، وساهموا في صناعة إنجازات لبلادهم الجديدة، لكن رغم ذلك تظل العنصرية تطاردهم. تقليد أصوات القردة أو إلقاء قشر الموز وقطع الطعام علي اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، هي أمثلة بسيطة لما يتعرض لها هؤلاء النجوم الذي صاروا من أفضل لاعبي العالم في السنوات الماضية، لكن استمرار هذه الأوضاع الصعبة نفسياً عليهم يدفع الكثير منهم للتفكير مبكراً في الاعتزال وعدم استكمال مسيرتهم الرياضية.