هل تغير المصريون بتلك الصورة التي أكاد أن اجزم بأنها بعيدة كل البعد عنهم، ما الذي أراه في الشارع المصري، ما كل تلك العدوانية والشراسة التي نراها الان، اعتقد بأن تلك التغيرات غريبة كل الغرابه عنهم، هذا الشعب الطيب السمح الخلوق، هذا الشعب الذي اخذ عقول وألباب كل من جاء الي مصر في عصور سابقة، ومن المستشرقين والرسامين، والذين كتبوا فيها قصائد عن تسامحه ومحبته ، لكن للاسف الشديد ما نراه من بعض المصريين الان، هو بعيد كل البعد عن اصالة هذا الشعب. قد يقول قائل بأن الفقر والحاجة هما السبب المباشر لما وصل اليه المجتمع المصري من خلل شديد في منظومته الاخلاقية، لكن هذا القائل قد جانبه الصواب ، فالمصريون دائما وكان أغلبهم من الطبقات الشعبية، دائما ما كان يتميز بالاخلاق والعادات المصرية الاصيلة، ولكن ما حدث للمجتمع المصري في النصف قرن الاخير كان سببه المباشر هو ماحدث من تفسخ في نسيج المجتمع المصري سواء علي المستوي الاخلاقي أو الاجتماعي أو الديني فحدث ما حدث مما نراه حولنا . ما الذي يمكن أن نفعله لكي نتجنب مثيري الفتن والقلاقل والساعين الي اشعال الحريق بين الشباب المصري، هل سأل أحد نفسه بأن تشجيع أي فريق كروي أمر شخصي وهوايه، وان العائلة الواحدة بها مشجعون لكل الاندية، فهل يصل بنا الامر الي أن تلك العائلات الاخ مع الاخ او الاب مع الابن أن يقتتلوا بسبب انتماءاتهم الرياضية، الموضوع خطير بل شديد الخطورة، ويجب علينا أن نسأل انفسنا اشتعال نار الفتنة بين جماهير الكرة المصرية من المستفيد منها، اذا ما توصلت الي اجابة، ادركت بصدق حجم الخطر الذي يسعي اعداء الوطن والمتربصون بنا أن يحقق هدفهم، الا أن المصريين شيوخا وشبابا رجالا ونساء، اكثر وعيا ووطنية من هؤلاء الجبناء، اللهم احفظ مصر وشعب مصر من كل سوء وبلاء وفتن .