كان المفروض أن تكون سطوري التالية تتراقص بكلمات الفرحة.. ترسم حروفها السعادة علي شفاه كل من يقرأها ولكن الحزن العميق يئد أي فرحة. صعود الأهلي إلي نهائي دوري أبطال إفريقيا لاشك إنجاز، والفوز الكبير علي النجم الساحلي جميل، والأجمل أن يكون هناك عشرات الآلاف من المصريين في المدرجات متجمعين يشجعون فريقاً يلعب علي أرض ترويها دماء شهداء أبرار فتطرح شجرة الأمن والأمان التي تظلل الأوطان فتجعل أبناء الشعب يتجمعون في كل مكان بالملاعب والشوارع والميادين يمارسون حياتهم لأن هناك أسوداً تحميهم وتدفع الثمن الكبير.. أرواح زكية ودماء غالية تصد عن أبناء الشعب المصري الحرب الإرهابية التي تقوم بها أجهزة دول معادية. كان المفروض أن نتكلم عن فوائد الإنجاز الكروي الكبير ولكن الأمانة الوطنية تفرض علينا أن نسطر من جديد سطوراً جديدة في ذاكرة الوطن كتبناها في صفحات التاريخ المصري عبر كل الوسائل منذ أكثر من 6 سنوات. مصر في حالة حرب. نعم مصر في حالة حرب.. منذ ليلة 28 يناير 2011 تم إعلان الحرب علي مصر.. منذ خرج عدد من عناصر الإجرام يحرقون ويسرقون ويقتلون، وتقدم للمصريين مجموعة من الإرهابيين للسيطرة علي الحُكم. مصر تتعرض لحرب تستهدف هدم هذه الدولة التي تمثل جذور تاريخ الكرة الأرضية، لأن تقسيمها وتدميرها أهم أهداف الصهيونية التي تخدمها الجماعات الإرهابية والتي قدمت نفسها في صور مختلفة منها كيانات إعلامية ومنظمات حقوقية وشخصيات سياسية ونشطاء وغيرهم من أبناء المؤامرة التي تم تسميتها ب»ثورة»! منذ يناير 2011 وما قبلها وهناك من استهدفوا الدولة ولايزالون يتلونون ويدعون أنهم مع مصر وهم أكثر من يكرهون هذه الأرض وهذا الشعب ويريدون أن لا يبقي لها جيش يحميها. إن الشهداء الذين يقدمون أرواحهم فداء لمصر وللأمة العربية هم السد المنيع الذي تنكسر عليه كل هجمات المؤامرة، وللأسف فإنّ بين صفوف هذا الشعب خونة ومجرمون مستترون ومعلومون وهناك من يتعاون معهم. من يقول إن قيادات في جماعات الإرهاب تتولي مناصب في أماكن إعلامية ورياضية وهيئات حكومية حتي الآن ؟
إذا كان هناك حزن في القلوب ولكن الحمدلله أن الرعب لن يتسرب للنفوس طالما أن في مصر رجالاً من أبناء هذا الشعب العظيم منهم اللواء محمد حلمي مشهور الذي استشهد ابنه إسلام أحد من قدموا أرواحهم فداء لنا في الواحات وخرج والده ليقول إن لديّ ابن آخر مستعد أن أقدمه لمصر.. إن مثل هذا الرجل هم صمام الأمان لكل مصري ومصرية لأنهم مثال للتضحية.