حيرة عظيمة يعيشها الوسط الرياضي السوداني، عقب تفجر الأزمة الرياضية الأخيرة، بانسحاب أندية الهلال والأمل عطبرة والميرغني كسلا من جميع منافسات الاتحاد السوداني لكرة القدم وعلي رأسها الدوري الممتاز، ودخول هذا القرار حيز التنفيذ بانسحاب فريق الأمل عطبرة في مباراته أمام فريق المريخ. وانسحاب فريق الميرغني في مواجهته أمام فريق الأهلي شندي، ليطفو على السطح سؤال ظل يطرح دوماً مع الأزمات التي أصبحت سمة من سمات الكرة السودانية وهو من يدير الكرة السودانية؟ هل تدار باللوائح والقوانين الرياضية أم تخضع لسيطرة النفوذ والجهات العليا بالتدخل السياسي، أم انها لا تتحرك الا بالوصول إلى حلول وسط لنزع فتيل الأزمات. وأكد خالد سيد احمد المحامي المتخصص في القانون الرياضي، أن كرة القدم تدار وفقاً لقوانين ولوائح معروفة تعطيها السيادة، وان هذه القوانين واللوائح لم تترك شيئاً للصدفة، فبجانب انها متجددة وتخضع لعملية التعديل من وقت لآخر، فإن التدرج القضائي واضح فيها يبدأ من الهيئات العدلية بالاتحادات الوطنية، ويتدرج حتى يصل الى المحكمة الرياضية العليا بلوزان. وأضاف: القانون غائب وذهب في اجازة مفتوحة في السودان، الشيء جعل الكثير من الأندية تتظلم من عدم العدالة واختلال الموازين في الفصل في القضايا، بل ذهب الأمر الذي ابعد من ذلك بتصنيف الأندية بين أندية من أصحاب الحظوة والتمييز وأخرى مغضوب عليها، منوهاً أن أمر غياب القانون والعدالة لا يتوقف عند الفصل في القضايا القانونية، ولكن يصل إلى الرعاية . الأندية مقسمة عملياً إلى أندية تجد الاهتمام من الدولة على اعلى مستوياتها ومن رجال مال وأعمال وأندية اخرى تصف حالها بأن شكواها لا تنقطع، وتحت لافتة الأندية الثرية او المقتدرة مالياً يدخل ناديا الهلال والمريخ وهما الناديان الأكبر والأشهر في السودان، حقيقة مصادر أموال الناديين لا توجد لها إجابات قاطعة، فهي تتوزع بين دعم مباشر من الحكومة ومن رجال اعمال من داخل مجالس الإدارات او من خارجها. اندية اخرى تجد الدعم الحكومي المباشر من مؤسسات الدولة، ويندرج تحت هذا البند اندية الخرطوم الوطني الذي يجد الرعاية المالية الكاملة من جهاز الأمن والمخابرات السوداني لدرجة ان تتم تغيير اسم النادي العريق (الخرطوم ثلاثة) إلى الاسم الحالي الخرطوم الوطني. وهناك نادي الأهلي الخرطوم المدعوم المؤسسة العسكرية، ونادي النسور وهو نادي الشرطة، أندية الغرب هلال ومريخ الفاشر وهلال كادوقلي وهلال الأبيض، وانديه الوسط الرابطة والمريخ كوستي تخضع لعلاقة والي الولاية الحاكم السياسي بكرة القدم، ان كان عاشقا لها يدعم بلا حدود، وان كانت بعيدة عن اهتماماته يهملها. وهناك اندية الأمل عطبرة والميرغني كسلا واندية ولاية الجزيرة (الأهلي نموذج) تمثل الجانب الفقير في خارطة الأندية فلا تجد دعماً ثابتاً، والدعم الذي تجد لا يكفي كما يقول مسؤوليها تسيير شؤونها لمدة شهر واحد. ويبقى اهلي شندي الذي يجد الدعم المالي الكامل من رجل المال صلاح ادريس، هذا التقسيم يراه المراقبون به كثير من الظلم ويذهب في اتجاه غياب العدالة خاصة من المؤسسات الحكومة التي يفترض حسب رؤيتهم ان توزع المال بالتساوي بين الأندية