في عام 1959 وجهت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة لمختلف دول العالم إلي إنشاء يوم عالمي للطفل دون تحديد موعد معين لذلك، وفى 20 نوفمبر عام 1989 وقع وفود 119 دولة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل واتفق الجميع على أن يكون تاريخ هذا التوقيع هو المناسبة التي يتم فيها الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل فى جميع دول العالم . واليوم تمر 60 عاما على دعوة الأممالمتحدة.. إذ احتفلت معظم دول العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل بتنظيم الفعاليات والتظاهرات من قبل الناشطين فى مجال حقوق الطفل، ففي مصر ولأول مرة شارك المجلس القومى للطفولة والأمومة أطفال الأمهات السجينات احتفالهم بعيد الطفولة، وأكدت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس أن هذا العيد هو مناسبة لدق ناقوس الخطر حول قضايا محددة وجعلها مناسبة لتوعية المجتمع والأطفال بمظاهر ومخاطر العنف والإساءة والاستغلال والتحرش. وفى فرنسا.. قامت منظمة (مدافعين عن الأطفال) برفع تقريرها السنوي لرئيس الجمهورية ومجلس النواب الفرنسي، فيما قامت منظمة اليونيسيف بتنظيم سلسلة فعاليات وأنشطة للتعريف والاحتفال بهذا اليوم. والطفل كما حددته الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز عمره ال 18 عاما، ورسميا فإن صدور الإعلان الذي تنص عليه هذه الاتفاقية يعنى تمكين الطفل من التمتع بجميع الحقوق المقررة له والتى تكفل له طفولة سعيدة بلا استثناء دون أي تفريق أو تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين أو الأصل القومى أو الاجتماعي أو الثروة أو النسب. وكفل الإعلان العالمي لحقوق الطفل تمتعه بحماية خاصة وأن تمنح له الفرص والتسهيلات اللازمة لنموه الجسدي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما فى جو من الحرية والكرامة. وتأتى هذه المناسبة فى العام الحالي فى ظل تحديات كبيرة تواجه الطفولة فى المجتمعات العربية، تحديات تستلزم نشر الوعى بشأنها والانتباه لدوافعها ومسبباتها وتوظيف الإمكانات المادية والبشرية لخدمة الطفل ومواجهة أسباب المعاناة الصحية والتعليمية والثقافية التي لا تزال تواجه الدول العربية رغم الجهود المبذولة عبر السنوات الماضية. تحديات متمثلة فى العنف والنزاعات المسلحة والاحتلال والحصار والبطالة والجهل والفقر.. فالأطفال فى فلسطين يواجهون احتلالا عسكريا إسرائيليا.. وأطفال العراق ولبنان وسوريا وغيرهم من أطفال عرب فى دول كثيرة أكلت أجسامهم ومستقبلهم النزاعات المسلحة مستنزفة مقدرات بلادهم مما جعلها عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها تجاه براعم فى سبيلها إلي التفتح ورسم مستقبل وطن بأكمله. النهوض بقضايا الطفولة يتطلب إلزام السلطات التنفيذية بالعمل الجاد على استثمار هذه الشريحة الغالية فى الوطن استثمارا مباشرا يجعلها ثروة اليوم وذخر القادم، فالاستثمار فى الطفل هو الاستثمار الأمثل فى مستقبل وطن حريص على أن يحفظ حضارته ومجده ويربط الماضي بالحاضر.