شارك الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، المهندس جمال عيسى اللوغاني، في الندوة الدولية التاسعة لمنظمة أوبك، والتي عقدت في فيينا بالنمسا خلال الفترة 9 -10 يوليو 2025. وتمثلت مشاركته كمتحدث رئيسي في المائدة المستديرة رفيعة المستوى بعنوان: التعاون لبناء أنظمة طاقة مستقبلية. وفي سياق رده على سؤال حول الديناميكيات الحالية في مزيج الطاقة العالمي والتحديات الرئيسية التي يتعين التعامل معها من أجل تأمين أنظمة الطاقة الحالية والمستقبلية، قال الأمين العام أنه يود التركيز على تحديين رئيسيين من هذه التحديات، أولهما التحدي المتعلق بأمن الطاقة، حيث رأى أن نهج أمن الطاقة ينبغي أن يأخذ في الاعتبار دمج جميع مصادر الطاقة الموثوقة، بما في ذلك النفط والغاز، لضمان الاستقرار والقدرة على تحمل التكاليف. كما أشار الى أنه من المهم دعم الجهود الرامية إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير مصادر طاقة جديدة مثل الهيدروجين. وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وأوضح أن محدودية مصادر إنتاج المعادن الحرجة تشكل قضية يجب معالجتها لأنها قد تشكل تهديدًا لهذه الصناعة. وفيما يخص التحدي الثاني المتعلق بتحولات الطاقة، قال الأمين العام أنه يجب أن نفهم أن الهدف الأساسي من التحولات في مجال الطاقة هو خفض الانبعاثات وليس التخلص من الوقود الأحفوري، وبالتالي يجب تضمين جميع مصادر الطاقة في مزيج الطاقة المستقبلي. لذلك، هناك حاجة إلى إتباع نهج متوازن لإزالة الكربون والحفاظ على استخدام الوقود الأحفوري مع التحول إلى مزيج طاقة أكثر تنوعًا واستدامة. وأكد الأمين العام على أن هذه القضية مهمة للغاية بالنسبة للدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، ويجب أن تشارك بشكل كبير في معالجة التحديات والفرص التي توفرها عملية التحول. ودعا الأمين العام إلى التعاون الدولي كونه أمرا حيويا لتبادل التكنولوجيا وتمويل المشاريع لدعم الدول النامية في عمليات الانتقال السلس نحو الطاقات النظيفة. وأكد على أن تحولات الطاقة يجب أن تكون واقعية وعادلة وتدريجية. وفيما يتعلق بالتساؤل حول ماهية الدوافع الرئيسية الكامنة وراء ما شهدته منظمة أوابك مؤخرًا من تحول جذري لتتوسع اهتماماتها لتشمل جميع مصادر الطاقة ومتابعة القضايا المتعلقة بها. أوضح اللوغاني أنه هناك عوامل رئيسية محفِّزة لذلك، حيث تلعب الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط والغاز دورًا بالغ الأهمية في إمدادات الطاقة العالمية اليوم، إذ تمتلك هذه الدول 54% من إجمالي الاحتياطي العالمي المؤكد من النفط، و27% من احتياطيات العالم من الغاز. ويُنتظر من هذه الدول أن تلعب دورا هاما في تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة، نظرًا لمواردها الهائلة من الطاقة ووفرة البنية التحتية الجيدة. وأكد الأمين العام أن تحول منظمة أوابك إلى منظمة عربية تعنى بجميع مصادر الطاقة قد جاء بناء على مقترح من المملكة العربية السعودية وافق عليه المجلس الوزاري للمنظمة. وأوضح بأن العوامل الرئيسية وراء هذا التحول هي التحول السريع في صناعة الطاقة، وظهور الطاقة النظيفة والمتجددة، والتقدم في تكنولوجيا الإنتاج، والتشريعات البيئية الصارمة. وأضاف قائلا " من المتوقع بحلول ديسمبر سيتم إنجاز جميع المبادرات الاستراتيجية الخمس عشرة، وإقرار جميع التعديلات القانونية والإدارية على اتفاقية التأسيس من قِبل جميع حكومات الدول الأعضاء. وقال إن المنظمة الجديدة ستُطلق بحلول ذلك الوقت. وردا على سؤال حول الدور المتوقع أن تلعبه المنظمة الجديدة في بناء أنظمة طاقة جديدة تتماشى مع التحولات التي تشهدها صناعة الطاقة العالمية، قال الأمين العام أن هذا التحول سيؤدي إلى توسيع دور المنظمة للمشاركة في العديد من الأنشطة، مثل تنظيم الفعاليات والاجتماعات الدولية، وإعداد أوراق بحثية وتقارير وإحصاءات حول كافة مصادر الطاقة وقضايا البيئة والاستدامة بهدف تعزيز الشفافية والاستقرار في سوق الطاقة، والتأكيد على أهمية الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لضمان نظام طاقة أكثر نظافة واستدامة وبأسعار معقولة للأجيال القادمة. وأضاف الأمين العام أن نظام العضوية الجديد للمنظمة الجديدة سيسمح لها بالتعامل مع عدد أكبر بكثير من أعضاء صناعة الطاقة، ونأمل أن تكون أكثر قدرة على المساهمة في إنشاء نظام طاقة موثوق وعادل في المستقبل.