وفق اعتراف هيلارى كلينتون فقد ذكرت فى كتابها الذى يحمل عنوان خيارات صعبة أن أمريكا أنشأت داعش والمشروع لم يسر كما خطط وهنا السؤال ماذا تفعل أمريكا حاليا؟! وهل هى تحارب أمرًا قامت بصناعته؟ أم إنها تريد إقناع الدول العربية بالحرب على داعش فقط وأن تنسى التنمية والمصالح وتحسين أحوال الشعوب، وكما هو واضح أن الإدارة الأمريكية لا تدعم ولا تخدم سوى مصالحها مستخدمة فى ذلك كل إمكانيات المنطقة العربية والضحية الشعوب الذين تقنعهم بالثورة ضد الأنظمة التى لا تحقق لهم شيئًا وبذلك فهى تتخلص من الاثنين معا النظام وشعبه وعليه تأتى بمن يخدمها وإذا اعترض أو امتنع أحد عن التنفيذ فالموت للعرب. كل شىء بيد أمريكا فالأمر يبعث على التعجب. وهو وضع يثير الريبة. وعلى سبيل المثال الطريق الدولى الذى يربط بين معقلى تنظيم «للدولة الإسلامية» فى مدينتى الموصل فى العراق والرقة فى سوريا، مرورا بقضاء تل أعفر وسنجارن غربى محافظة نينوى يحكم مقاتل التنظيم سيطرتهم عليه لأهميته الاستراتيجية على الصعيدين الاقتصادى والعسكرى. ورغم ذلك تتجنب طائرات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضربه بحجة أنه طريق مدنى والحقيقة انه ممر للمقاتلين الدواعش وشاحنات النفط. إن أهداف الإدارة الأمريكية وغيرها واضحة فى المنطقة وهى السيطرة على منابع النفط والتلاعب بأسعاره وإنشاء قواعد عسكرية تحمى الأطماع المختلفة حيث سعت فى السابق لإقامة هذه القواعد وبأرقام فلكية واليوم تقام هذه القواعد بدون شرط أو قيد وبأموال عربية للحرب على الإرهاب وداعش – العنصر القوى بيد الإدارة الأمريكية لتسيير الأمور وفق ما تريد ولذا فقد أعلنت أن الحرب على الإرهاب سوف تستمر إلى سنوات والحقيقة أن الأهداف والمصالح تحتاج هذا الزمن للتنفيذ، وبعد تخريب سوريا بالكامل وإعلان العراق الإفلاس تنتقل الإدارة الأمريكية إلى المغرب العربى لإحكام السيطرة وتهديد مصر وتصدير الدواعش عبر حدودها المختلفة إذن نحن أمام مشهد خطير يحتاج إلى المصارحة والمكاشفة بين الأنظمة العربية والبيت الأبيض أكثر من أى وقت مضى لإنهاء هذا الاستنزاف لأن أوراق اللعبة باتت خطيرة وعلى الجميع.